
21-05-2020, 03:38 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 154,732
الدولة :
|
|
رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله
ليالي رمضان
راشد عبدالرحمن العسيري
ليالي رمضان، مطيَّة المتَّقين إلى ربِّ العالمين، وزاد المسافرين في الدَّربِ الطويل، أعدَّ الله فيها مِن الأجر الكبير والثواب العميم ما تَهْفو إليه النُّفوس، وتتطلَّع إليه الأرواح.
ليالي رمضان ليستْ كبقيةِ اللَّيالي، ليالٍ مضيئة مبارَكة خصَّها الله بتنزُّل الرَّحَمات والبرَكات، وفتح أبواب الجِنان، وهي تزداد شرفًا بشرفِ الزمان، فكيف إذا اجتمع مع شَرفِ الزَّمان شرفُ العِبادة والطاعة.
وها هي هذه الليالي المبارَكة قدْ بدأت بالتناقُص، فكما كنَّا بلهفةٍ واشتياق لاستقبالها والأُنس بها، ها هي تستعدُّ للرحيل، وقد حملتْ في صحائفها أجورَ الصائمين والقائمين، والذاكرين والمستغفرين.
ليالي رمضان مليئةٌ بالأعمال الصالحة التي يتقرَّب بها المؤمنون، فالسعيدُ مَن عمِل فيها واغتنمَها.
ليالي رمضان تعظُم منزلةً أنَّ في كل ليلة مِن لياليها عتقاءَ عند المليك الغفَّار، يعتق الله مِن النار ما شاء ومَن شاء مِن خلْقه؛ قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا كانتْ أوَّلُ ليلة مِن رمضان، فُتِّحتْ أبوابُ الجنة فلم يُغلقْ منها باب، وغُلِّقتْ أبواب جهنم فلم يُفتحْ منها باب، وصُفِّدتِ الشياطين، ويُنادِي مناد: يا باغيَ الخير أقبِل، ويا باغيَ الشرِّ أقصِر، ولله عتقاءُ مِن النار، وذلك في كلِّ ليلة)).
ليالي رمضان ليالٍ عامِرة بتلاوةِ القرآن؛ فقدْ كان جبريلُ - عليه السلام - يَلْقَى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في كلِّ ليلة مِن ليالي رمضان فيدارسه القرآن؛ لذا كان همُّ الصالحين تلاوةَ كتاب ربِّهم آناءَ الليل وأطراف النهار؛ ليكون شفيعًا لهم يومَ القيامة؛ يقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الصِّيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ يومَ القيامة؛ يقول الصيام: أي ربِّ، منعتُه الطعامَ والشهوات بالنهار، فشفِّعْني فيه، ويقول القرآن: منعتُه النومَ بالليل، فشفِّعْني فيه، قال: فيُشفَّعَانِ)).
ليالي رمضان صلاة وتهجُّد وقِيام؛ يقول المصطفى - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قام رَمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تَقدَّم مِن ذنبِه)).
ليالي رمضان، دعاء وتضرُّع وابتهال، ومناجاة لربِّ الأرض والسماء، يقول الحق سبحانه: ï´؟ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ï´¾ [البقرة: 186].
ليالي رمضان مِن أفضل ليالي العام، ليلة مِن لياليه خيرٌ من عبادة ألف شهر؛ قال عنها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قام ليلةَ القَدْرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تَقدَّم مِن ذنبِه)).
ليالي رمضان سُويعات معدودات، أفضلُها وأمثلها وقتُ السَّحَر، هذه الساعة الشريفة المبارَكة، والتي قال الله فيها مثنيًا على عبادِه المتقين: ï´؟ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ï´¾ [الذاريات: 18]، فيها مِن التجليات والبرَكات ما لا يَعلمها إلاَّ الله؛ يقول عنها النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يَنزِل ربُّنا - تبارك وتعالى - كلَّ ليلةٍ إلى السماء الدُّنيا حين يبقَى ثُلُث الليل الآخِر، يقول: مَن يدعوني فأستجيبَ له؟ مَن يسألني فأعطيَه؟ مَن يستغفرني فأغفرَ له؟))، فحريٌّ بنا أن نغتنمَها، وخاصَّة في هذه الأيَّام المعدودات.
فليكُن همُّنا فيما بقِي مِن ليالي هذا الشهر المبارَك أن نُرِيَ الله منا خيرًا بالاجتهاد في الطاعاتِ والقُربات، وعدَم تفويت هذه الساعات، فالمحرومُ مَن حُرِم هذه الليالي المبارَكة، جعَلَنا الله ممَّن ينال ثوابَها وبركتَها.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|