عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 20-05-2020, 06:08 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,647
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رقائق قلبية بعد صلاة التراويح ---- يوميا فى رمضان


كيف تعيش رمضان؟
مجمد حسين يعقوب
(27)

أيها الأحبة في الله ..
مشاهد العبودية في الصيام
إخوتاه ..
الاعتكاف


أهداف الاعتكاف:
يقول ابن القيم: إن ذكر الله -عز وجل- يُذْهِب من القلب مخاوفه كُلَّها، وله تأثير عجيب في حصول الأمن، فليس للخائف الذي قد اشتد خوفه أنفع من ذكر الله -عز وجل-، إذ بحسب ذكره يجد الأمن ويزول خوفه، حتى كان المخاوف التي يجدها أمانٌ له، والغافل خائفٌ مع أمنه، حتى كأن ما هو فيه من الأمن كُلُّه مخاوف، ومن له أدنى حِسّ قد جَرَّبَ هذا، هذا والله المستعان.
(10) تلاوة الق
رآن الكريم:

إن معرفة المعتكف بفضائل قراءة القرآن الكريم، والعمل به، وختمه مرة تلو الأخرى، هي تربية على الحرص على تعلم القراءة السليمة للقرآن الكريم، وعلى الحرص كذلك على المداومة على قراءته، وتخصيص ورد يومي يحرص كل الحرص على قراءته، وبذلك يسعد في دنياه وآخرته.
(11) التوبة
النصوح:
في حياة المعتكف نجد أن هناك أمورًا عدة تحثه على التوبة النصوح من كل معاصيه، منها: * أن القلب قد توجه بكليته إلى الله -عز وجل-، وأن الصلة بين هذا الإنسان وخالقه اتسمت بالاستمرارية على مدار اليوم والليلة في أيامٍ وليالٍ متوالية، وحريٌّ بالإنسان المسلم أن يستثمر هذه الصلة بالتوبة والندم والاستغفار؛ وذلك لقربه من الله -عز وجل-.

* أن هناك مجالًا للتفكر والتأمل في حياته: كيف هي من تطبيق شرع الله -عز وجل-؟، وما جوانب النقص في هذا التطبيق؟، وما الأسباب التي أن إلى وجود هذا النقص؟، ومن خلال هذا التأمل تظهر خطايا ومعاصي هذا الإنسان، ومن خلال التأمل يأتي الإقرار والاعتراف من جانبه بهذه الذنوب والمعاصي، ويدفع
ه ذلك إلى المبادرة بالتوبة والنية والعزم على عدم العودة إليها.
* أن المعتكف يحيا بواقعيته شهر المغفرة والتوبة والعتق من النار، وفي هذا دافعٌ حقيقي للتوبة النصوح.
* استشعار مرضاة الله -عز وجل- والثقة فيه بأن يغفر الذنو
ب جميعًا؛ يورِّث النفس طمأنينةً واستقرارًا، ويدفعها إلى الاستمرارية في العمل الصالح، وابتغاء مرضاة الله في كل حين، والمسارعة إلى التوبة والاستغفار كلما بدا منه ذنب أو خطأ أو تقصير، وبذلك تصلح حياته.
(12) التعود على قيام الليل:

المعتكف يبتغي مرضاة الله -عز وجل- من اعتكافه وقيام الليل، وخاصةً في العشر الأواخر من رمضان، من صلاة التراويح والتهجد، وبذل جهده فيما يز
يده رضًا من الله -عز وجل-.
ومن خلال قيام الليل يتربى المعتكف على حسن الوقوف بين يدي الله -عز وجل- بنفسٍ صافية، وروحٍ موصولة بالله -عز وجل-، يتربى على حسن المناجاة، ويقف على هذه اللذة، وهو موقنٌ بأن الله -عز وجل- قريبٌ منه ..
يراه .. يسمعه .. يستجيب له.
وهذا كله يعطى للإنسان دفعةً قوية للمواظبة على قيام الليل، وحريٌّ بمن تعوَّد على لذة مناجاة خالقه في أوقات السَّحَر، والذي يعتبر من أثمن الأوقات في حياة المسلم، واليقين بأن الله -عز وجل- يراه ويسمعه، حريٌّ به ألا تفوته ليلة من ليالي عمره القصير إلا وقد تلذذ بتلك المناجاة، و
أعز نفسه بالالتجاء الحق إلى بارئه.

(13) عمارة الوقت:
يقول ابن القيم -عليه رحمة الله: "وقت الإنسان هو عمره في الحقيقة، وهو مادة حياته الأبدية في النعيم المقيم، ومادة معيشته الضنك في العذاب الأليم، وهو يمرُّ مَرَّ السَّحَاب، فما كان من وقته لله وبالله فهو حياته وعمره، وغير ذلك ليس محسوبًا من حياته، وإن عاش فيه عيش البهائم، فإذا قطع وقته في الغفلة والسهر وال
أماني الباطلة، وكان خير ما قطعه به النوم والبطالة، فموتُ هذا خيرٌ له من حياته" اهـ.
والمعتكف قد عمل جهده وحَرِصَ على إنفاق وقته كله في طاعة الله -عز وجل- ومرضاته، وعمل أيضًا على تنظيم وقته، وتعود في فترة اعتكافه على ذلك التقسيم؛ فاستفاد من كل دقيقة في مرضاة الله؛ وهو بذلك قد وقف على قيمة الوقت وحقيقته، فتربى في هذه الفترة الزمنية القصيرة على كيفية استغلال الوقت بصورةٍ سليمة؛ مما يتوقع أن يكون له أثره في حياته بعد الاعتكاف.
(14) القرب من الله -عز وجل-، ومحبته تبارك وتعالى للعبد:
فالمعتكف قد ابتعد عن الخلق، وأدى ما افترضه الله عليه من ص
يامٍ وصلاةٍ وزكاة، وتقرب إلى الله -عز وجل- بنوافلَ شتى من اعتكافِ وصلاةٍ وقراءةِ قرآن وذكرٍ وتفكرٍ وتأملٍ وغير ذلك، واعتادت النفس أداء هذه النوافل، فمن طريق هذا القرب من العبد


لربه، وبعده عن الخلق، يأتي تبادل المحبة بين العبد وخالقه -عز وجل-، وهذا فضلٌ من الله -عز وجل- في رفع درجة المعتكف عنده تبارك وتعالى، فهذا وعده سبحانه في الحديث القدسي قال: "لا يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه" (1).
وشعور المعتكف بهذه المحبة تجعله يعمل على المحافظة عليها في حياته بعد الاعتكاف؛ لأن محبة الله له أثمن ما يملك الإنسان في الدار الفانية، والدار الباقية، ولابد له من العمل على تنمية هذه المحب
ة عن طريق زيادة القرب من الله -عز وجل-؛ لأن العبد كلما إزداد تقربًا إلى الله -عز وجل- زاده الله قربًا منه، وأثابه على القليل من هذا التقرب بالأجر والثواب العظيم، فعن أبي هريرة قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في


نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيرٍ منهم، وإن تقرب إل
يَّ شبرًا تقربتُ إليه ذراعًا، وإن تقربَ إليَّ ذراعًا تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هَرْوَلة" (2).
(15) تزكية النفس:
قال سبحانه: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} [الأعلى: 14]، والتزكية هي تطهير النفس، ورفع مكانتها عند الله -عز وجل-، بطاعته تبارك وتعالى، والاعتكاف مَيدانٌ رئيسي في تطهير النفس، وعند استمرارية مفهوم التزكية من اعتكف في مرحلة ما بعد الاعتكاف، فيحرص دائمًا على تطهير النفس من كل أمرٍ ليس فيه رضي الله تبارك وتعالى؛ فيكون ذلك عنوان فلاحه ونجاحه في دنياه وآخرته.
(1) أخرجه البخاري (11/ 34
8، 349).
(2) متفق عليه، البخاري (6970)، مسلم (2675).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.29 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.15%)]