عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 16-05-2020, 06:31 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,970
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رقائق قلبية بعد صلاة التراويح ---- يوميا فى رمضان


كيف تعيش رمضان؟
مجمد حسين يعقوب
(23)
أيها الأحبة في الله ..
مشاهد العبودية في الصيام
إخو
تاه ..

الاعتكاف
حين يخلو كل حبيب بحبيبه
فالحرص على السنن النبوية والتمثل بها من كبر الغنائم، وأجمل الصفات، وأفضل القربات والطاعات؛ فعليك به أيها الأخ المسلم.
والاعتكاف سنةٌ مؤكدة، واظبَ عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حياته بعد هجرته إلى المدينة المنورة، وقد هُجِرت هذه السُّنة وغيرها من السنن النبوية في حياة الكثير من مسلمي اليوم -إلا من رحم ربي- وذلك لأسباب منها:
(1) ضعف الجانب الإيم
اني في تلك النفوس.
(2) الإقبال المتزايد على ملذات الحياة الدنيا وشهواتها، والذي أدى إلى عدم القدرة في الابتعاد عنها ولو لفترة بسيطة، وبالتالي شغل

الوقت والفكر بها.
(3) اقتصار محبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الجانب اللفظي دون العملي، والذي يتمثل في تطبيق جوانب السنة المحمدية المتعددة، ومنها الاعتكاف.
قال الزهري: عجبًا من الناس!، كيف تركوا الاعتكاف، ورسول الله - صل
ى الله عليه وسلم - كان يفعل الشيء ويتركه، وما ترك الاعتكاف حتى قبض.

الاعتكاف الذي كان يحياه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في العشر الأواخر من رمضان، واقتصرت مدته الزمنية بين تسعة إلى عشرة أيام، إلا أنها تعتبر بمثابة مدرسة تربوية مستقلة متكاملة، تتخللَّها كثير من أنواع العبادة لله -عز وجل-، والتي تعمل على إيقاظ كثير من الجوانب الحياتية في الإنسان، وجعلها في دائرة واحدة متجهة إلى خالقها -عز وجل-، فهي بمثابة دورة تربوية مكثفة لها نتائجها الإيجابية الفورية على حياة الإنسان في أيام وليالي الاعتكاف.
ولها أيضًا أثرها الإيجابي على حياة الإنسان فيما يستقبله من أيام خلال حياته التي يحياها إلى رمضان آخر، فحريٌّ بنا أبناء أمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - العمل بهذه السنة، والإقبال عليها سَنةً بعد
سَنة، للإفادة من جوانبها المتعددة، وإحياءً لسُّنةِ الحبيب محمَّد - صلى الله عليه وسلم - الذي قال: "من أحيا سنتي ففد أحبني، ومن أحبني كان معي في الجنة" (1).

هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - في الاعتكاف:
وهديه - صلى الله عليه وسلم - في الاعتكاف كان أكمل هدي وأيسره.
فكان إذا أراد أن يعتكف وُضع له سريره وفراشه في مسجده - صلى الله عليه وسلم -، وبالتحديد وراء اسطوانة التوبة كما جاء في الحديث عن ابن عمر عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنه كان إذا
اعتكف طرح له فراشه، أو يوضع له سريره وراء اسطونة التوبة" (2).
وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يُضرب له خِبَاءً على مثل هيئة الخيمة، فيمكث فيه غير أوقات الصلاة حتى تتم الخَلوة له بصورة واقعية، وكان ذلك في المسجد، ومن المتوقع أن يُضرب ذلك الخباء على فراشه أو سريره، وذلك كما في حديث عائشة - رضي الله عنها

قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فكنت أضرب له خِبَاءً، فيصلي الصبح، ثم يدخله" (3).
وكان دائم المكث في المسجد لا يخرج منه إلا لحاجة الإنسان من بولٍ أو غائط؛ وذلك لحديث عائشة - رضي الله عنها - حين قالت: "وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة
إذا كان معتكلفًا" (4).
وكان - صلى الله عليه وسلم - يُؤتى إليه بطعامه وشرابه إلى معتكفه، وكان - صلى الله عليه وسلم - يحافظ على نظافته؛ إذ كان يُخرِج رأسَهُ إلى حجرة عائشة - رضي الله عنها - لكي تُرَجِّل له شعرَه، فعن
ها - رضي الله عنها -: "أنها كانت تُرَجِّل النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وهي حائض، وهو معتكفٌ في المسجد، وهي في حجرتها، يناولها رأسه" (1).

وكان - صلى الله عليه وسلم - لا يعود مريضًا، ولا يشهد جنازة؛ وذلك من أجل التركيز والانقطاع الكُليِّ لمناجاة الله -عز وجل-، ففي الحديث عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يمر بالمريض وهو معتكف فيمر كما هو ولا يُعَرِّج يسأل عنه" (2)، وأيضًا عنها أنها قالت: "السُّنَّة في الاعتكاف أن لا يعود مريضًا، ولا يشهد جنازة، ولا يمس امرأة ولا يباشرها، ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد منه، ولا اعتكاف إلا بص
وم، ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع".
وكان أزواجه - صلى الله عليه وسلم - يزرنه في معتكفه، وحدث أنه خر
ج يوصِّل إحداهن إلى منزلها وكان ذلك لضرورة، إذ كان الوقت ليلًا، فرأى - صلى الله عليه وسلم - أن خروجه معها - رضي الله عنها - لا بد في ذلك الليل، فخرج معها من معتكفه؛ ليوصلها إلى بيتها.
وخلاصة القول: إن هديه - صلى الله عليه وسلم - في اعتكافه كان يتسم باليسر، فقد كان جُلُّ وقته مُكثٌ في المسجد، وإقبالٌ على طاعة الله -عز وجل-، وترقبٌ لليلة القدر.

مقاصد الاعتكاف:
(1) تحري ليل
ة القدر.
(2) الخَلوة بالله -عز وجل-، والانقطاع عن الناس ما أمكن؛ حتى يتم أنسه بالله -عز وجل- وذكره.
(3) إصلاح القلب، ولَمُّ شَعَثِه بالإقبال عل
ى الله تبارك وتعالى بكُليته.
(4) الانقطاع التام للعبادة الصِرف من صلاةٍ ودعاءٍ وذكرٍ وقراءة قرآن.
(5) حفظ الصيام من كل ما يؤثر عليه من حظوظ النفس وشهواتها.
(6) التقلل من المباح من الأمور الدنيوية، والزهد في كثير منها مع القدرة على التعامل معها.

(1) أخرجه الترمذي (2678)، وضعفه الألباني (501) في "ضعيف الترمذي".
(2) أخرجه ابن ماجه (1774)، وضعفه الألباني
(392) في "ضعيف ابن ماجه".
(3) متفق عليه، البخاري (1928)، مسلم (1172).
(4) متفق عليه، البخاري (1
925)، مسلم (297).
(1) نفس الحديث السابق.
(2) أخرجه ابن ماجه (1776)، وصححه الألباني (1438) في "صحيح ابن ماجه".




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.52 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.89 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]