عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 13-05-2020, 05:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,342
الدولة : Egypt
افتراضي رد: القرآن .......... وليالى رمضان متجدد


(20)

هجر القرآن*

أبو أنس محمد بن فتحي
هجر تدبر القرآن
وفيه ثلاثة :
تدبر القرآن (معناه - حكمه - فوائده).
أسباب هجر تدبر القرآن وكيف أتدبر القرآن؟
التدبر في القرآن والسنة وسير السلف الصالح.
أولاً: معنى
التدبر

التدبر لغةً:
كلمة التدبر في اللغة: مصدر فعله الماضي (تَدَبَّر) وهو فعل مزيد اشتق من الفعل الماضي (دَبَر)، ومضارعه (يَدْبُر)، والمصدر (دَبْراً، ودُبُوراً) (1).
(الدُّبر) و (الدَّبُر) مخففاً ومثقلاً.
و (التدبير) في الأمر: النظر إلى ما تؤول إليه عاقبته. (2)
و (تدبر الأمر): رأى في عاقبته ما لم ير في صدره، {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ} (68) سورة المؤمنون، أي: ألم يتفهموا ما خوطبوا به في القرآن (3).
تدبر القرآن اصطلاحاً:



قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله -:
(وهو - أي تدبر القرآن -: التأمل في معانيه، وتحديق الفكر فيه، وفي مبادئه وعواقبه، ولوازم ذلك) (4).
ثانياً: حكم التدبر
إن تدبر القرآن الكريم من أجل الطاعات، وأفضل القربات، وأسمى العبادات؛ لأ
نه من خلاله يفهم الإنسان مراد الله - سبحانه وتعالى -؛ ولهذا قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} (29) سورة ص.
قال العلامة السعدي - رحمه الله -:
(أي هذه الحكمة من إنزاله؛ ليتدبر الناس آياته فيستخرجوا علمها، ويتأملوا أسرارها وحكمها ... وهذا يدل على الحث على تدبر القرآن، وأنه من أفضل الأعمال، وأن القراءة المشتملة على التدبر أفضل من سرعة القراءة التي لا تحصل هذا المقصود) (1).
قال الإمام القرطبي - رحم
ه الله -:


(وفي هذا دليل على وجوب معرفة معاني القرآن، ودليل على أن الترتيل أفضل من الهذ (2)، إذ لا يصح التدبر مع الهذ، قال الحسن: تدبر آيات الله اتباعها) (3).
قال الإمام الزركشي - رحمه الله -: (كراهة قراءة القرآن بلا تدبر).
تكره قراءة القرآن بلا تدبر، وعليه حُمِل حديث عبد الله بن عمرو: "لا يفقه مَنْ قرأ القرآن في أقل من ثلاث " (4).


وقول ابن مسعود لمن أخبره أنه يقوم بالقرآن في ليلة: أهذاً كهذ الشعر (5). وكذ
لك قوله - صلى الله عليه وسلم - في صفة الخوارج: " يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم ولا حناجرهم" (1) ذمهم بإحكام لفظه، وترك التفهم لمعانيه) (2).
ثالثاً: فوائد تدبر القرآن وثمراته
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله - في فوائد تدبر القرآن الكريم:
(فلا تزال معانيه تنهض العبد إلى ربه بالوعد الجميل، وتحذره وتخوفه بوعيده من العذاب الوبيل، وتحثه على التخفف من عناء اليوم الثقيل، وتهديه في ظلم الآراء والمذاهب إلى سواء السبيل، وتصده عن اقتحام طرق البدع والأضالي
ل، وتبعثه على الازدياد من النعم بشكر ربه الجليل، وتبصره بحدود الحلال والحرام وتوقفه عليها لئلا يتعداها فيقع في العناء الطويل، وتثبت قلبه عن الزيغ والميل عن الحق والتحويل، وتسهل عليه الأمور


الصعاب، والعقبات الشاقة غاية التسهيل، وتنادي عليه كلما فترت عزماته، وونى في سيره: تقدم الركب وفاتك الدليل. فاللحاق اللحاق، والرحيل الرحيل، وتحدو به، وتسير أمامه سير الدليل. وكلما خرج عليه كمين من كم
ائن العدو أو قاطع من قطاع الطريق نادته: الحذر الحذر، فاعتصم بالله، واستعن به، وقل حسبي الله ونعم الوكيل. وفي تأمل القرآن وتدبره، وتفهمه أضعاف ما ذكرنا من الحكم والفوائد). (1)
قال العلامة السعدي - رحمه الله -: (فإن في تدبر القرآن:
1 - مفتاحاً للعلوم والمعارف، وبه يستنتج كل خير، وتستخرج منه جميع العلوم.
2 - وبه يزداد الإيمان في القلب، وترسخ شجرته.
3 - فإنه يُعَرِّفُ بالرب المعبود، وما له من صفات الكمال، وما يتنزه عنه من سمات النقص.


4 - وبه يُعْرَفُ الطريق الموصلة إليه، وصفة أه
لها، وما لهم عند القدوم عليه.
5 - وبه يُعْرَفُ العدو الذي هو العدو على الحقيقة، والطريق الموصلة إلى العذاب، وصفة أهلها، وما لهم عند وجود أسباب العقاب.
6 - وكلما ازداد العبد تأملاً في القرآن ازداد علماً، وعملاً، وبصيرة.
ومن فوائد التدبر لكتاب الله: أنه يصل به العبد إلى درجة اليقين، والعلم بأنه ك
لام الله، لأنه يراه يصدق بعضه بعضاً، ويوافق بعضه بعضاً، فترى الحكم والقصة والأخبار تعاد في القرآن في عدة مواضع، كلها متوافقة متصادقة، لا ينقض بعضها بعضاً؛ وبذلك يُعْلمُ كمال القرآن، وأنه من عند من أحاط علمه بجميع الأمور. فذلك قوله تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} (82) سورة النساء. أي: فلما كان من عند الله؛ لم يكن فيه اختلاف أصلاً) (1).

_________
(1) دعوة لتدبر القرآن الكريم كيف ولماذ
ا؟ مختار شاكر كمال ص (78).
(2) مختار الصحاح الإمام الرازي ص (197 - 198) بتصرف، المطبعة الأميرية بالقاهرة.
(3) القاموس المحيط للفيروز آبا
دي (2/ 84) طبعة دار الكتب العلمية.
(4) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للشيخ السعدي (2/ 112) تحقيق محمد زهري النجار، طبعة الرئاسة العامة للدعوة والإرشاد.
(1) تفسير الكريم الرحمن للشيخ السعدي (6/ 418).
(2) الهذ: سرعة القراءة بدون تأمل.
(3) الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي (1
5/ 192) المجلد الثامن، طبعة مناهل العرفان.
(4) (حديث صحيح) رواه أبوداود وأحمد والترمذي وابن ماجه، انظر صحيح الجامع (7743).
(1) للمزيد من الفائدة انظر مدارج السالكين (1/ 451).
(1) تفسير الكريم المنان للشيخ السعدي (2/ 112 - 113) بتصرف.







__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.87 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.22%)]