
06-03-2020, 08:18 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,451
الدولة :
|
|
منهجنا .. بين الأمنيات والعمل
منهجنا .. بين الأمنيات والعمل (1)
د. خالد رُوشه

الأمنيات لاتصنع مجدا ، والأحلام لا تغير واقعا ، إنما البذل والجهد والعزم ..
نحن كثيرا ما تحدثنا عتابا لامتنا ، وسخرنا انتقاصا من حالها الذي هي عليه من تراجع وتأخر ، لكننا قليلا ما قدمنا الجهد الصادق لرقيها ، والعطاء الملائم لدفعها نحو الأمام ..
غاية ما نقدمه هو الكلمات ، مجرد كلمات إنشائية ، حتى لا ترقى أن تكون بحوثا جادة ،أو أفكارا تنفيذية ، أو خططا تطبيقية ، تصف الطريق لعودة الحضارة ورد الاعتبار .
إن عقيدتنا ليست عقيدة فلسفية كلامية سفسطائية فارغة ، ولا هي تصورات هلامية هائمة ، ولا هي نظريات جدلية عقيمة ، إنما هي نورانية حقيقية ، وتوحيدية نقية صافية ، تأمر بإصلاح الكون والناس والحياة ، و تطبيق تنفيذي لما استقر ووقر في القلوب وعقد فيها .
إن ديننا قول وعمل ، وإن صح فقل : نظرية تطبيقية تنفيذية شاملة لجميع مناحي الحياة ، قائمة على عقيدة إيمانية ربانية صلبة .
فالقلب ينعقد على الحق التام من معاني العبودية ، والجسد يتحرك تبعا لما انعقد عليه القلب ، تشرق عقيدته على جوارح الجسد ، فيتحرك عبر إطار نوراني مستقيم .
لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " متفق .
وقال شيخ الإسلام : " فإذا كان القلب صالحا بما فيه من الإيمان علما وعملا قلبيا لزم ضرورةً صلاح الجسد بالقول الظاهر والعمل بالإيمان المطلق ، كما قال أئمة أهل الحديث : قول وعمل ، قول باطن وظاهر ، وعمل باطن وظاهر ، والظاهر تابع للباطن لازم له ، متى صلح الباطن صلح الظاهر ، وإذا فسد فسد ، ولهذا قال من قال من الصحابة عن المصلى العابث : لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه " (1)
لذلك فلا تكفي مجرد أمنيات الصلاح أن تصلحه أو تغير أحواله , بل هي تحتاج الى جهد وبذل وعمل , وصبر وعطاء .
والعمل الفعلي يبتدىء بالقلب , فللقلب عمل هو الأهم على الإطلاق في دفع النفس للتقدم والإنجاز , فالقلب هو المحرك الاساس للجوارح , والمبادئ التي يعتقدها الإنسان تترجم إلى أعمال وأقوال ، وسعي ، واجتهاد .
وكلما زاد الإيمان في القلب زادت آثاره على الجوارح . = يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|