[44] دراسة الإسناد:
• علي بن حمشاذ ثقة إمام، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (15/398)، وتذكرة الحفاظ (3/855).
• عبيد بن عبدالواحد: ثقة صدوق. انظر السير (13/385)، وتاريخ بغداد (11/99).
• محمد بن وهب بن عمر بن أبي كريمة:
ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه شيئًا. (8/114).
وقال النسائي: لا بأس به. تهذيب التهذيب (9/446).
وقال أيضًا: صالح. المرجع السابق.
وقال مسلمة: صدوق. المرجع السابق.
وذكره ابن حبان في الثقات (9/105).
وفي التقريب: صدوق.
• محمد بن حرب: كاتب الزبيدي، وثقه النسائي ويحيى بن معين والعجلي وابن حبان. انظر الثقات (9/50)، معرفة الثقات (2/234)، تهذيب التهذيب (9/95)..
وقال أبو حاتم: صالح الحديث. الجرح والتعديل (7/237).
وقال أحمد: ليس به بأس، وقدمه على بقية. تهذيب التهذيب (9/95).
وقد روى له الجماعة، وفي التقريب: ثقة.
• الزبيدي: من كبار أصحاب الزهري، ثقة ثبت.
فهذا بيان رجال الإسناد، وقد تابع ابن أبي كريمة محمد بن خالد الصفار، قال الحافظ في التلخيص (1/149): قال الذهلي في الزهريات: حدثنا محمد بن خالد الصفار من أصله، وكان صدوقًا، حدثنا محمد بن حرب، ثنا الزبيدي، عن الزهري، عن أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توضأ، فأدخل إصبعه تحت لحيته، وخلل بأصابعه، وقال: ((هكذا أمرني ربي)). اهـ
واختلف فيه على محمد بن حرب؛ فرواه ابن أبي كريمة ومحمد بن خالد الصفار، عن محمد بن حرب كما سبق بسند متصل.
وخالفهما يزيد بن عبدربه، كما نقله الحافظ في التلخيص (1/150) قال الذهلي: حدثنا يزيد بن عبدربه، ثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، أنه بلغه عن أنس.
ويزيد بن عبدربه أوثق من ابن أبي كريمة ومن محمد بن خالد الصفار، فقد ذكروا في ترجمته:
قال أحمد: لا إله إلا الله، ما كان أثبته، ما كان فيهم مثله - يعني: أهل حمص - تهذيب التهذيب (11/301).
ووثقه يحيى بن معين، وزاد: صاحب حديث. الجرح والتعديل (9/279).
وقال أبو حاتم: كان صدوقًا أيقظ من حيوة بن شريح الحمصي. المرجع السابق.
وقال أبو بكر بن أبي داود: حمصي ثقة، أوثق من روى عن بقية.
وذكره ابن حبان في الثقات (9/274).
كما وثقه العجلي في معرفة الثقات (2/364).
فهل الرواية المنقطعة تعل الرواية المتصلة، أو تكون الرواية المتصلة تبين الواسطة في الرواية المنقطعة؟
الظاهر أنها تعلها، وقد ذهب إلى هذا ابن حجر رحمه الله، فبعد أن ذكر الرواية المتصلة، قال: رجاله ثقات إلا أنه معلول، ثم ذكر رواية يزيد بن عبدربه.
وذهب الحاكم إلى تصحيح الحديث، وحسنه ابن القيم في التهذيب (1/107). وقال ابن القطان: هذا إسناد صحيح.
وحديث أنس له طرق كثيرة لا تخلو من مقال، منها:
الطريق الأول: عن يزيد الرقاشي، عن أنس:
رواه ابن أبي شيبة (1/20) حدثنا يحيى بن آدم، قال: حدثنا الحسن بن صالح، عن موسى بن أبي عائشة، عن يزيد الرقاشي، عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا توضأ يخلل لحيته.
رجاله ثقات إلا يزيد الرقاشي؛ فإنه رجل عابد ضعيف، جاء في ترجمته:
قال شعبة: لأن أزني أحب إلي من أن أروي عن يزيد الرقاشي، فذكر ذلك لأحمد بن حنبل، فقال: لقد بلغنا أنه قال هذا في أبان، فكان أبو داود حاضرًا في المجلس، فقال: قاله فيهما جميعًا.
وقال ابن حبان: كان من خيار عباد الله، من البكائين في الخلوات، والقائمين بالحقائق بالسبرات، ممن غفل عن صناعة الحديث وحفظها، واشتغل بالعبادة وأسبابها، حتى كان يقلب كلام الحسن فيجعله عن أنس وغيره من الثقات، بطل الاحتجاج به، فلا تحل الرواية عنه إلا على سبيل التعجب. المجروحين (3/98).
وفي التقريب: زاهد ضعيف.
وقد اختلف على موسى بن أبي عائشة:
فرواه ابن أبي شيبة، عن الحسن بن صالح كما سبق.
ورواه ابن عدي في الكامل (2/137) من طريق أبي الأشهب، عن موسى بن أبي عائشة، عن زيد الجزري (ابن أبي أنيسة) عن يزيد الرقاشي، عن أنس. فجعل بين موسى بن أبي عائشة وبين يزيد الرقاشي ابن أبي أنيسة.
وأبو الأشهب: اسمه جعفر بن أبي الحارث الواسطي، ذكره الحافظ في التقريب تمييزًا، وقال: صدوق كثير الخطأ، ولا شك أن الحسن بن صالح أوثق منه.
ورواه مروان بن محمد، حدثنا إبراهيم الفزاري، عن موسى بن أبي عائشة، عن أنس. رواه الحاكم في المستدرك (1/149، 150) إلا أن موسى بن أبي عائشة لم يسمع من أنس، قال ابن أبي حاتم في العلل (16، 84): سألت أبي عن حديث رواه مروان بن محمد الطاطري، عن أبي إسحاق الفزاري، عن موسى بن أبي عائشة، عن أنس. فقال أبي: هذا غير محفوظ، ثم رجح أبو حاتم طريق الحسن بن صالح، عن موسى بن أبي عائشة، عن رجل، عن يزيد الرقاشي، عن أنس. وقال: هذا الصحيح، وكنا نظن أن ذلك غريب، ثم تبين لنا علته. اهـ
وفي ح (16) قال: الخطأ من مروان بن محمد. اهـ
فتبين لنا أن الحديث من طريق موسى بن أبي عائشة فيه اختلاف كثير، فقيل:
1- عن موسى بن أبي عائشة، عن أنس. وهذا وهم.
2- وقيل: موسى، عن يزيد الرقاشي، عن أنس، كما في رواية ابن أبي شيبة.
3- وقيل: موسى، عن رجل، عن يزيد الرقاشي، عن أنس.
4- وقيل: موسى بن أبي عائشة، عن زيد الجزري، عن يزيد الرقاشي، عن أنس.
وكل هذه الطرق لا تخلو من ضعف، وقد رواه جماعة عن يزيد الرقاشي غير موسى بن أبي عائشة:
فقد رواه ابن ماجه (431) حدثنا محمد بن عبدالله بن حفص بن هشام بن زيد بن أنس بن مالك، حدثنا يحيى بن كثير أبو النضر صاحب البصري، عن يزيد الرقاشي، عن أنس: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا توضأ خلل لحيته، وفرج أصابعه مرتين.
وهذا إسناد ضعيف، فيه يحيى بن كثير وشيخه ضعيفان، وضعفه البوصيري في الزوائد، فقال: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف يحيى بن كثير وشيخه.
ورواه ابن أبي شيبة (1/21) من طريق الهيثم بن جماز، عن يزيد بن أبان (الرقاشي) عن أنس، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أتاني جبريل فقال: إذا توضأت فخلل لحيتك)).
وفي إسناده الهيثم بن جماز: قال أحمد: منكر الحديث، ترك حديثه. الجرح والتعديل (9/81).
وقال يحيى بن معين: كان قاصًّا بالبصرة ضعيفًا. المرجع السابق.
وقال النسائي: متروك. لسان الميزان (6/204).
وقال أبو زرعة وأبو حاتم: ضعيف، زاد أبو حاتم: منكر الحديث. المرجع السابق.
وذكره العقيلي في الضعفاء، وقال: حديثه غير محفوظ (4/355).
ورواه الرحيل بن معاوية كما عند الطبراني في الأوسط (1/317) ح 524. والرحيل ثقة، لكن يزيد الرقاشي ضعيف، كما سبق بيانه.
وقال المزي في زياداته في تحفة الأشراف حين ذكر طريق الوليد بن زروان (1/424): تابعه موسى بن سروان، عن يزيد الرقاشي، عن أنس، وسفيان الثوري، عن الفضل البصري، عن أنس.
الطريق الثاني: معاوية بن قرة، عن أنس:
رواه ابن عدي في الكامل (3/119) من طريق سلام الطويل، عن زيد العمي، عن معاوية بن قرة، عن أنس، قال: وضأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخلل لحيته، وقال: ((بهذا - أو هكذا - أمرني ربي عز وجل)).
قال ابن عدي: وهذا الحديث ليس البلاء فيه من زيد العمي، البلاء من الراوي عنه: سلام الطويل، ولعله أضعف منه.
وسلام الطويل قال عنه الحافظ في التقريب: روى له ابن ماجه، وهو متروك.
وزيد العمي متفق على ضعفه. فالحديث ضعيف جدًّا.
الطريق الثالث: الوليد بن زوران، عن أنس:
أخرجه أبو داود (145)، ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي (1/54)، والبغوي في شرح السنة (215) بلفظ: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا توضأ أخذ كفًّا من ماء، فأدخله تحت حنكه، فخلل به لحيته، وقال: ((هكذا أمرني ربي عز وجل)).
وفي إسناده الوليد بن زروان، وقيل: زوران، ترجمه البخاري في التاريخ الكبير (8/144)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (9/4) ولم يذكرا فيه شيئًا.
ووثقه الذهبي في الكاشف! (6064).
وذكره ابن حبان في الثقات (7/550).
وقال الآجري عن أبي داود: لا أدري سمع من أنس أم لا؟ تهذيب التهذيب (11/117).
وقال الحافظ في التقريب: لين الحديث.
وقال في التلخيص: مجهول الحال. فالإسناد ضعيف، وسواء كان شك أبو داود ثابتًا أم لا، فهو ضعيف.
الطريق الرابع: ثابت البناني عن أنس:
أخرجه العقيلي في الضعفاء (3/157) من طريق عمر بن ذؤيب، عن ثابت، عن أنس، قال: وضأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلما فرغ من وضوئه، أدخل يده فخلل لحيته، وقال: ((هكذا أمرني ربي)).
قال العقيلي: عمر بن ذؤيب مجهول بالنقل، وحديثه غير محفوظ، وقد روي التخليل من غير هذا الوجه بإسناد صالح.
وفي لسان الميزان (4/346): عمر بن ذؤيب لا يعرف.
وتابعه حسان بن سياه، عن ثابت، عند أبي يعلى في مسنده (3487) ومن طريق أبي يعلى أخرجه ابن عدي في الكامل (2/370) حدثنا عمرو بن حصين، حدثنا حسان بن سياه به. وهذا الإسناد ضعيف جدًّا؛ عمرو بن الحصين تركه الدارقطني، وقال ابن عدي: مظلم الحديث. وكذبه الخطيب.
وحسان بن سياه: ضعفه ابن عدي والدارقطني. وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا، يأتي عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد؛ لما ظهر من خطأ في روايته، على ظهور الصلاح منه. انظر لسان الميزان (2/187).
قال ابن عدي: عامة أحاديثه لا يتابعه غيره عليه، والضعف يتبين على روايته وحديثه. الكامل (2/371).
وأخرجه الطبراني كما في مجمع البحرين (421) حدثنا عبدالله بن محمد بن العباس الضبي البصري، ثنا سليمان بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس، ثنا عمر أبو حفص العبدي، عن ثابت، عن أنس به بنحوه.
وشيخ الطبراني له ترجمة في الأنساب للسمعاني، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلاً (3/328).
وسليمان بن إسحاق بن سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس، لم أقف عليه.
وعمر أبو حفص العبدي:
قال البخاري: ليس بقوي. التاريخ الكبير (6/150).
وقال يحيى بن معين: أبو حفص العبدي ليس حديثه بشيء. الجرح والتعديل (6/103).
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، ليس بالقوي، هو على يدي عدل. المرجع السابق.
وقال أحمد: تركنا حديثه وحرقناه. لسان الميزان (4/298).
وقال علي: ليس بثقة. المرجع السابق.
وقال النسائي: متروك. المرجع السابق.
وقال الدارقطني: ضعيف. المرجع السابق.
وقال الذهبي: أبو حفص العبدي، عن ثابت، هو عمر بن حفص، واهٍ. المغني في الضعفاء (2/780)، وذكر مثل هذا الكلام في الميزان، وقال: واهٍ بمرة.
وهذا الكلام في أبي حفص العبدي الذي يروي عن ثابت، وهناك رجل آخر يروي عن قتادة يقال له: أبو حفص العبدي، لا بأس به.
قال أحمد: ثقة لا أعلم إلا خيرًا. الجرح والتعديل (6/98).
وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. الجرح والتعديل (6/98).
وقال يحيى بن معين: صالح. المرجع السابق.
وقال عثمان بن سعيد ليحيى بن معين: فعمر بن إبراهيم في قتادة؟ قال: ثقة. المرجع السابق. فتفطن؛ حتى لا يلتبس هذا بذاك.
فالإسناد ضعيف من أجل الضبي حيث لم يوثق، وسليمان بن إسحاق لم أقف عليه، وأبو حفص العبدي مجروح.
الطريق الخامس: الحسن البصري عن أنس:
أخرجه البزار (270) والدارقطني (1/106) واللفظ للأخير من طريق معلى بن أسد، نا أيوب بن عبدالله أبو خالد القرشي، قال:
رأيت الحسن بن أبي الحسن دعا بوضوء بكوز من ماء، فصب في تور فغسل يديه ثلاث مرات، ومضمض ثلاث مرات، واستنشق ثلاث مرات، وغسل وجهه ثلاث مرات، وغسل يديه إلى المرفقين ثلاث مرات، ومسح رأسه، ومسح أذنيه، وخلل لحيته، وغسل رجليه إلى الكعبين، ثم قال: حدثني أنس بن مالك أن هذا وضوء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال صاحب التعليق المغني (1/106) ليس في إسناد هذا الحديث مجروح. اهـ
وفي إسناده أيوب بن عبدالله لم يروِ عنه إلا معلى بن أسد، ولم يوثق، وقد ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وسكت عنه (2/251).
الطريق السادس: محمد بن زياد، عن أنس:
رواه ابن عدي في الكامل (7/115) من طريق هاشم بن سعيد الكوفي، عن محمد بن زياد، عن أنس: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا توضأ خلل لحيته بأصابع كفيه، ويقول: ((بهذا أمرني ربي عز وجل)).
قال ابن عدي: وهاشم بن سعيد له من الحديث غير ما ذكرت، ومقدار ما يرويه لا يتابع عليه.
وقال ابن معين: ليس بشيء. المغني في الضعفاء (2/706)، لسان الميزان (7/416).
وقال حرب عن أحمد: ما أعرفه. الجرح والتعديل (9/104)، وتهذيب التهذيب (11/17).
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث. المرجع السابق.
وذكره ابن حبان في الثقات (7/585). وفي التقريب: ضعيف.
الطريق السابع: حميد الطويل، عن أنس:
أخرجه الطبراني في الأوسط (452) من طريق إسحاق بن عبدالله، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن حميد الطويل عن أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خلل لحيته.
قال الطبراني: لم يروِ هذا الحديث عن حميد إلا إسماعيل بن جعفر، تفرد به إسحاق بن عبدالله.
وإسحاق بن عبدالله لم ينسب، فلم يتبين لي من هو، وبقية رجال الإسناد ثقات.
الطريق الثامن: مطر الوراق عن أنس:
أخرجه الطبراني كما في مجمع البحرين (420) من طريق عتاب بن محمد بن شوذب، عن عيسى الأزرق، عن مطر الوراق، عن أنس بن مالك.
وعتاب بن محمد بن شوذب ترجمه البخاري في التاريخ الكبير (7/56) وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/13)، ولم يذكرا فيه شيئًا.
وذكره ابن حبان في الثقات (7/295)، وقال: مستقيم الحديث.
وعيسى الأزرق، روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في الثقات (8/490)، وفي التقريب: مقبول؛ يعني: حيث توبع.
ومطر الوراق، في التقريب: صدوق كثير الخطأ، وحديثه عن عطاء ضعيف.
فالإسناد ضعيف.
الطريق التاسع: عن رقبة بن مصقلة، عن أنس:
رواه الطبراني كما في مجمع البحرين (419) حدثنا أحمد، ثنا محمد بن عمار الموصلي، ثنا عفيف بن سالم، عن محمد بن أبي حفص الأنصاري، عن رقبة بن مصقلة، عن أنس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((حبذا المتخللون من أمتي)).
ورواه الشهاب في مسنده (1333) من طريق علي بن عبدالعزيز، ثنا محمد بن عمار به.
وأخرجه أبو يعلى في معجم شيوخه (59) حدثنا محمد بن عمار به.
وهذا إسناد منقطع، رقبة بن مصقلة لم يسمع من أنس، قال المزي والحافظ: روى عن أنس فيما قيل. فهما ساقا سماعه من أنس بصيغة التمريض.
وجعله الحافظ في المرتبة السادسة كأنه لم يثبت له سماعًا من أنس. فالإسناد ضعيف.
وفي إسناده محمد بن أبي حفص الأنصاري لم أقف عليه، وكذا لم يقف عليه الهيثمي في مجمع الزوائد (1/235).
الطريق العاشر: أبو خالد، عن أنس:
رواه البيهقي (1/55) من طريق أبي حمزة السكري، عن إبراهيم الصائغ، عن أبي خالد، عن أنس، قال: وضأت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فخلل لحيته وعنفقته بالأصابع.
وأبو خالد هذا لم ينسب حتى يتبين لي من هو، فإن كان الوالبي فقد قال فيه أبو حاتم: صالح الحديث. الجرح والتعديل (9/120).
وذكره ابن حبان في الثقات (5/514).
وفي التقريب: مقبول، إلا أن المزي لم يذكر من شيوخه أنس بن مالك، ولا من الرواة عنه إبراهيم الصائغ، مع أنه روى عن أبي هريرة وابن عباس وابن عمر وجابر بن سمرة وميمونة. والله أعلم.
هذا ما وقفت عليه من طرق حديث أنس، وانظر لمراجعة بعض هذه الطرق إتحاف المهرة (803)، و(1752)، تحفة الأشراف (1649)، (1680).
[45] التمهيد (20/121).
[46] مسائل أبي داود (40).
[47] حاشية ابن القيم على سنن أبي داود (1/170).
[48] المرجع السابق.
[49] اللسان (1/213).
[50] حاشية ابن عابدين (1/117) البحر الرائق (1/22). وفي الفتاوى الهندية (1/7): وكيفيته: أن يدخل أصابعه فيها، ويخلل من الجانب الأسفل إلى فوق، وهو المنقول عن شمس الأئمة الكردي رحمه الله تعالى. كذا في المضمرات. اهـ
وقال النووي في المجموع (1/410): قد ذكرنا أن التخليل سنة، ولم يذكر الجمهور كيفيته، وقال السرخسي: يخللها بأصابعه من أسفلها، قال: ولو أخذ للتخليل ماء آخر كان أحسن، ويستدل لما ذكره من الكيفية بحديث أنس - رضي الله عنه -: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا توضأ أخذ كفًّا من ماء، فأدخله تحت حنكه، فخلل بها لحيته، وقال: ((هكذا أمرني ربي)).
قال النووي: رواه أبو داود، ولم يضعفه، وإسناده حسن أو صحيح. والله أعلم. اهـ
ويظهر أن النووي اعتمد على سكوت أبي داود، وقد تكلمت على إسناده، وقد يسكت أبو داود على حديث ولا يكون صالحًا؛ إما لظهور ضعف الحديث عند أهله، وإما لاختلاف النسخ، وإما لأنه تكلم على الراوي في موضع آخر، ولا يحب أن يكرر الكلام، أو لغيره من الاعتبارات، المهم أن هناك أحاديث قد سكت عليها أبو داود وهي ظاهرة الضعف، والله أعلم.
[51] حاشية ابن عابدين (1/117) واستشكله ابن عابدين بما رواه أبو داود، عن أنس: كان - صلى الله عليه وسلم - إذا توضأ أخذ كفًّا من ماء تحت حنكه، فخلل به لحيته، وقال: ((بهذا أمرني ربي)). ذكره في البحر وغيره، والمتبادر منه إدخال اليد من أسفل، بحيث يكون كف اليد لداخل من جهة العنق، وظهرها إلى الخارج؛ ليمكن إدخال الماء المأخوذ في خلال الشعر، ولا يمكن ذلك على الكيفية المارة، فلا يبقى لأخذه فائدة، فليتأمل. وما في المنح عزاه إلى الكفاية، والذي رأيته في الكفاية هكذا: وكيفيته: أن يخلل بعد التثليث من حيث الأسفل إلى فوق.ا هـ.
[52] الإنصاف (1/134)، وذكر ابن قدامة في المغني (1/149): سألت أحمد عن التخليل؟ فأراني من تحت لحيته، فخلل بالأصابع. وقال حنبل: من تحت ذقنه من أسفل الذقن يخلل جانبي لحيته جميعًا بالماء، ويمسح جانبيها وباطنها. وقال أبو الحارث: إن شاء خللها مع وجهه، وإن شاء إذا مسح رأسه. اهـ
[53] المرجعان السابقان.
[54] قال ابن عابدين في حاشيته (1/117): ثم اعلم أن هذا التخليل باليد اليمنى كما صرح به في الحلية، وهو ظاهر. وقال في الدرر: إنه يدخل أصابع يديه من خلال لحيته، وهو خلاف ما مر، فتدبر.