عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26-02-2020, 04:15 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,685
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مسألة العدوى بين التوكل والتحفظ

مسألة العدوى بين التوكل والتحفظ
محمود داود دسوقي خطابي









♦ ثانيًا: التوصيات، وهي:




♦وجوب إجراء الفحص الطبِّي الشامل إذا أوجبه الأطباء عند انتشار الأوبئة، ويجريه في البلد التي انتقل منها، وكذلك في البلد التي سينتقل إليها.







♦ عدم سماح الدُّول للأفْراد بمغادرة البلاد - عند انتشار الأوبئة الفتَّاكة - إلاَّ بعد الحصول على تصريح طبِّي يشهد بخلوِّه من الأمراض المُهْلِكة.







♦ منع من ثبتَتْ إصابته بمرضٍ فتَّاك من فعله الرسول - صلى الله عليه وسلَّم - وكما فعله عمر - رضي الله عنه.







♦ الابتعاد عن الأماكن الموبوءة، وإعداد أماكن للحَجْر الصحِّي، وقد سُئِل شيخ الإسلام ابن تيميَّة[85]عن رجل مبتلًى سكن في دار بين قوم أصحَّاء، فقال بعضهم: لا يمكننا مجاورتك ولا ينبغي أن تجاور الأصحَّاء، فهل يجوز إخراجُه؟ فأجاب: نَعم، لهم أن يَمنعوه من السكن بين الأصحَّاء؛ فإنَّ النبي قال: ((لا يورد ممرض على مصح))، فنَهى صاحب الإبل المِرَاض أن يوردها على صاحب الإبل الصِّحاح، مع قوله: ((لا عدْوى ولا طيرة))، وكذلك روي أنَّه لما قَدم مجذومٌ ليبايعه أرسَل إليه بالبيعة، ولم يأذن له في دخول المدينة.







♦العمل على نشر الوعي الصحِّي بين الناس دون إفراط أو تفريط.







♦ العمل على تعليم الكبار والصغار أمورَ العقيدة، خاصَّة الإيمان بالقدَر خيرِه وشرِّه، مع وجوب الأخْذ بالأسباب.







♦ عدم إيراد المرضى على الأصحَّاء؛ حسْمًا للأوهام، وسدًّا لباب الشِّرْك بالله - تعالى.







♦ العمل على تكْوين هيئةٍ تَجْمع بين علماء المسلمين والأطبَّاء؛ لحماية البلاد والعباد من الأدواء.







وأَختم هذا البحث بأدعية دعَا بها النبي - صلى الله عليه وسلَّم -: ((اللهم إنِّي أعوذ بك من منكَرات الأخلاق والأعمال، والأهواء والأدواء))[86].







وبقوله - صلى الله عليه وسلَّم -: ((أعوذ بك من الصَّمَم والبَكم، والجنون والجذام، والبرَص وسيِّئ الأسقام))[87].







وبقوله - صلى الله عليه وسلَّم -: ((اللهم إنِّي أسْألك العفو والعافية في دنياي وديني، وأهلي ومالي، اللهمَّ اسْتر عورتي، وآمِنْ روعتِي، واحفظني من بين يديَّ ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومِن فوقي، وأعوذ بعظمَتِك أن أُغتال مِن تحتي))[88].







والحمد لله ربِّ العالَمين، والصَّلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيِّدنا محمَّد وآله وصحْبه والتَّابعين، كلَّما ذكَره الذاكرون، وغفَل عن ذِكْره الغافلون.













[1] "الوابل الصيِّب ورافع الكَلِم الطيِّب" للإمام ابن القيِّم، ص 11.




[2] رواه الإمام أحمد في "مسنده" (5/342) والحاكم في "مستدركه" (4/310) والطبراني في "معجمه الكبير" (3/291) رقم (3438) والبيهقي في "شُعَب الإيمان" (7/287) رقم (10336) والحديث صححَّه الحاكم، ووافقه عليه الذهبي، وصحَّحه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (1/603) رقم (3155).




[3] رواه الإمام أحمد في "مسنده" (5/191) وابن السُّنِّيِّ ص (47) وصحَّحه الحاكم (1/516) ، وحسنه الشيخ الألباني في "صحيح الترغيب والترهيب" (660).




[4] رواه الإمام أحمد في "مسنده" (1/293) والترمذي (4/ 667) رقم (2521) والحاكم (3/541) وصحَّحاه.




[5] رواه الإمام مسلم في "صحيحه" (1/36) رقم (8).




[6] في كتاب الإيمان للإمام ابن مَنْدَهْ (1/113) رقم (7) ورواه ابن حبان في "صحيحه" (1/389) رقم (168) والطبراني في "الكبير" (12/430) رقم (13615).




[7] "مجموع الفتاوى"؛ لشيخ الإسلام ابن تيميَّة، جـ16 ص 451.




[8] وثَبَتَ في "المستدرك" (1/31) والبخاري في "خلق أفعال العباد" ص (73) وابن أبي عاصم في "السنة" (1/159) رقم (357) أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إن الله يصنع كل صانع وصنعتَه))؛ والحديث صحَّحه الحاكم ووافقه الذهبي، وصحَّحه الألباني في "الصحيحة" (2/381) رقم (1637).




[9] رواه مسلم في "صحيحه" (1/5341) رقم (201).




[10] "مجموع الفتاوى"؛ لشيخ الإسلام ابن تيميَّة، (14/21).




[11] منها [الكهف: 63 ، 79]، و[الأنبياء: 83]، و[الشعراء: 80]، و[ص: 41]، و[الجن: 10].




[12] "مجموع الفتاوى"؛ لشيخ الإسلام ابن تيميَّة، (20/117).




[13] قال الحافظ في "الفتح" (15/591): "الطاعون بوزن فاعول من الطعن، عدلوا به عن أصله ووضعوه دالاًّ على الموت العامِّ كالوباء، ويقال: طعن فهو مطعون وطعين، إذا أصابه الطاعون، وإذا أصابه الطعن بالرمح فهو مطعون، هذا كلام الجوهريِّ، وقال الخليل: الطاعون الوباء، وقال صاحب "النهاية": الطاعون المرض العامُّ الذي يَفسد له الهواء، وتَفسد به الأمزجة والأبدان، وقال أبو بكر بن العربيِّ: الطاعون الوجه الغالب الذي يطفئ الروح كالذبحة، سُمِّي بذلك لعموم مصابه وسرعة قتله، وقال أبو الوليد الباجيُّ: هو مرض يعمُّ الكثير من الناس في جهة من الجهات، بخلاف المعتاد من أمراض الناس، ويكون مرَضُهم واحدًا بخلاف بقية الأوقات، فتكون الأمراض مختلفة، وقال الداوديُّ: الطاعون حبَّة تَخرج من الأرقاع، وفي كلِّ طيٍّ من الجسد، والصحيح أنَّه الوباء.

وقال عياض: أصل الطاعون القروح الخارجة في الجسد، والوباء عموم الأمراض، فسمِّيت طاعونًا؛ لشبهها بها في الهلاك، وإلاَّ فكلُّ طاعون وباء، وليس كلُّ وباء طاعونًا، قال: ويدلُّ على ذلك أنَّ وباء الشام الذي وقع في عمواس إنَّما كان طاعونًا، وما ورد في الحديث أنَّ الطاعون وخز الجنِّ.

وقال ابن عبدالبرِّ: الطاعون غدة تخرج في المراقِّ والآباط، وقد تخرج في الأيدي والأصابع وحيث شاء الله.

وقال النوويُّ في "الروضة": قيل: الطاعون انصباب الدم إلى عضو، وقال آخرون: هو هيجان الدم وانتفاخه، قال المتولي: وهو قريب من الجذام، مَن أصابه تأكَّلت أعضاؤه وتساقط لحمه، وقال الغزاليُّ: هو انتفاخ جميع البدن من الدم مع الحمى، أو انصباب الدم إلى بعض الأطراف، ينتفخ ويحمرُّ؛ وقد يذهب ذلك العضو.

وقال النوويُّ أيضًا في "تهذيبه": هو بثر وورم مؤْلم جدًّا، يَخرج مع لهب، ويسودُّ ما حواليه أو يخضرُّ أو يحمرُّ حمرةً شديدة بنفسجية كَدِرَة، ويحصل معه خفقان وقَيْء، ويخرج غالبًا في المراقِّ والآباط، وقد يخرج في الأيدي والأصابع وسائر الجسد، وقال جماعة من الأطبَّاء منهم أبو عليّ بنُ سينا: الطاعون مادَّة سُمِّية تُحْدِث ورمًا قتَّالاً، يحدث في المواضع الرخوة والمغابن من البدن؛ وأغلب ما تكون تحت الإبط، أو خلف الأذن، أو عند الأرنبة، قال: وسببه دم رديء مائل إلى العفونة والفساد، يستحيل إلى جوهر سُمِّيٍّ يُفسد العضو، ويغيِّر ما يليه، ويؤدِّي إلى القلب كيفيةً رديئة، فيحدث القيء والغثيان والغشي والخفقان، وهو - لِرَداءته - لا يَقبل من الأعضاء إلاَّ ما كان أضعف بالطبع، وأردَؤُه ما يقع في الأعضاء الرئيسية، والأسود منه قلَّ مَن يسلم منه، وأسلَمُه الأحمر ثم الأصفر، والطواعين تكثر عند الوباء في البلاد الوبئة، ومِن ثَم أُطلق على الطاعون وباء وبالعكس، وأما الوباء فهو فسَادُ جوهرِ الهواء الذي هو مادَّة الرُّوح ومدَدُه.

قلت: فهذا ما بلَغَنا من كلام أهل اللغة وأهل الفقه والأطباء في تعريفه"؛ انتهى.

وقال الإمام ابن القيِّم (3/75) : الطاعون من حيث اللغةُ نوْعٌ من الوباء، قاله صاحب "الصِّحاح" وهو عند أهل الطب: ورَمٌ رديء قتَّال، يَخرج معه تلَهُّب شديد مؤْلِم جدًّا، يتجاوز المقدار في ذلك، ويصير ما حوله في الأكثر أسود أو أخضر أو أكمد، ويؤول أمره إلى التقرح سريعًا، وفي الأكثر يحدث في ثلاثة مواضع في الإبط وخلف الأذن والأرنبة وفي اللحوم الرخوة.

وفي أثر عن عائشة أنَّها قالت للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: الطعن قد عرفناه، فما الطاعون؟ قال: ((غُدَّة كغدة البعير، يَخرج في المراقِّ والإبط)).

قال الأطباء: إذا وقع الخُرَّاج في اللحوم الرخوة والمغابن وخلف الأذن والأرنبة، وكان مِن جنس فاسد سمي طاعونًا، وسببه دم رديء مائل إلى العفونة والفساد مستحيل إلى جوهر سمِّيٍّ، يُفْسد العضو ويغيِّر ما يليه، وربما رشح دمًا وصديدًا، ويؤدِّي إلى القلب كيفية رديئة، فيحدث القيء والخفقان والغشي، وهذا الاسم - وإن كان يعمُّ كلَّ ورم يؤدِّي إلى القلب كيفية رديئة، حتَّى يصير لذلك قتَّالاً - فإنَّه يخْتص به الحادث في اللحم الغددي؛ لأنه لردائته لا يَقبله من الأعضاء إلا ما كان أضعف بالطبع، وأردؤه ما حدث في الإبط وخلف الأذن لِقُربهما من الأعضاء التي هي أرأس، وأسلَمُه الأحمر ثم الأصفر، والذي إلى السواد، فلا يفلت منه أحد"؛ انتهى.

هذا، ولا تُقَاس أحكام الطاعون على سائر الأوبئة العامة؛ وذلك لأمور منها: أ- كل طاعون وباء، وليس العكس، كما حقَّق ذلك الإمام ابن القيم في "زاد المعاد" (3/75)؛ نقلاً عن صاحب "الصحاح" حيث قال: الطاعون من حيث اللغة نوع من الوباء؛ انتهى.

وقال الإمام ابن القيِّم (3/75): ولما كان الطاعون يَكثر في الوباء، وفي البلاد الوبيئة عُبِّر عنه بالوباء، كما قال الخليل: الوباء: الطاعون.

وقيل: هو كل مرض يعم، والتحقيق أنَّ بين الوباء والطاعون عمومًا وخصوصًا، فكل طاعونٍ وباءٌ، وليس كل وباءٍ طاعونًا.

قلتُ: هذه القروح والأورام والجراحات هي آثار الطاعون، وليست نفْسَه، ولكنَّ الأطباء لما لم تدرك إلاَّ الظاهر جعلوه نفْس الطاعون، والطاعون يعبَّر به عن ثلاثة أمور:

أحدها: هذا الأثر الظاهر، وهو الذي ذكره الأطباء.

الثاني: الموت الحادث عنه، وهو المراد بالحديث الصحيح في قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الطاعون شهادة لكل مسلم)).

الثالث: السبب الفاعل لهذا الداء، وقد ورد في الحديث الصحيح أنَّه بقية رجْزٍ أُرسِل على بني إسرائيل، وورد فيه أنه وخز الجن، وجاء أنه دعْوة نبِي.

وهذه العلل والأسباب ليس عند الأطباء ما يدفعها، كما ليس عندهم ما يدلُّ عليها، والرسل تخبر بالأمور الغائبة"؛ انتهى.

ب- أن الطاعون إذا كان بأرض يَحرم الخروج منها أو الدخول إليها، كما في صحيحي: البخاري (18/فتح467) رقم (6974) و (15/فتح595) رقم (5728) ومسلم (4/1737) رقم (2218) بخلاف غيره من الأوبئة.

جـ- أنَّ الموت بسببه شهادة في سبيل الله - تعالى - كما في مسند الإمام أحمد (6/64)، وصحيح الإمام البخاري (15/607 فتح) رقم (5732).

د- أن الفرار منه كالفرار من الزحف كما في "مسند الإمام أحمد" (6/82 و145 و255) و"مسند أبي يَعْلى" (8/125) رقم (4664) و"معجم الطبراني الأوسط" رقم (5661) ، وحسنه الإمامان: المنذري في "الترغيب والترهيب" (4 204) وابن حجر في "الفتح" (/) وصححه الشيخ الألباني في كتبه كـ"صحيح الجامع الصغير" (2/ 732 و788 و789) رقم (3948 و4276 و4277 و4282).

هـ- أنه وخْزُ أعدائِنا من الجن كما في "مسند الإمام أحمد" (4/395 و417) ، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي (1/50) ، وقَوَّاه الحافظ ابن حجر في "الفتح" (15/593) والألباني، وأمَّا لفظ: "وخز إخوانكم من الجن"، فقد حسَّنه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (2/731 و732) رقم (3946 و3951).

و- أنه كان رِجزًا على بني إسرائيل، ورحمة للمسلمين كما في "المسند" (6/64) والبخاري (18/467فتح) رقم (6974) ومسلم (4/1737) رقم (2218).

ز- أنَّه دعْوة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لحصول المسلمين على الشهادة من أعدائهم من الجن والإنس، كما في "المسند" (6/64و133) وصححه الحاكم (1/50) وقواه الحافظ في "الفتح" (15/594) وصححه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (1/270) رقم (1258).

ح- أن الطاعون لا يدخل المدينة المنورة كما في "صحيح البخاري" (15/605 فتح) رقم (5731) ، وأما ما ورد في "صحيح البخاري" (18/184) رقم (2643) عن أبي الأسود قال: أتيت المدينة وقد وقع بها مرض وهم يموتون موتًا ذريعًا، فجلستُ إلى عمر - رضي الله عنه - فأجاب عنه العلماء كالحافظ في "الفتح" (15/593) بقوله: إنَّ من أَطلق على كل وباء طاعونًا فبطريق المجاز.




[14] رواه ابن ماجَهْ (2/1332) رقم (4019) وأبو نُعيم في "الحِلْية" (8/333و334) والبيهقي (3/347) و(9/231) والحاكم (4/540) وصححه ووافقه الذهبي، والحديث صححه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (2/1321) رقم (7978).




[15] رواه البخاري (18/467 فتح) رقم (6974) ومسلم (4/1737) رقم (2218).




[16] الوباء، مهموز: الطَّاعون، وهو أيضًا كلُّ مَرَض عامٍّ، تقول: أصاب أهل الكُورَة العامَ وباءٌ شديد، وأرضٌ وَبِئة، إذا كثر مَرْضُها، وقد استوبأتها وقد وَبُؤَت تَوْبُؤُ وَباءةً، إذا كَثُرت أمراضها.

الوَبَاء بالقَصْر والمَدِّ مَرَضٌ عامٌّ، وجَمْعُ المَقْصُور أوْبَاء بالمَدِّ، وجَمْع المَمْدُود أَوْبِئَة.

الوباء: بفتح الواو مصدر وَبُؤ ووَبِئ، ج: أوبئة، المرض الذي تفشَّى وعمَّ الكثيرَ من الناس، كالجدري والكوليرا وغيرهما.

الْوباء بالهمْز: مرض عام، يمد ويقصر، ويجمع الممدود على أوبئة مثْل متاع وأمْتعة، والْمقْصور على أوْباء مثْل سبب وأسْباب، وقدْ وَبِئت الأرْض تَوْبأ منْ باب تعب وبأً، مثْل فلس: كثر مرضها، فهي وبئة ووبيئة على فعلة وفعيلة، ووبئتْ بالبناء للمفْعول فهي موْبوءة؛ أيْ: ذات وباء، الوباء فساد يعرض لجوهر الهواء لأسباب سماوية وأرضية.

ورَوى الإمام مسلم عنْ جابر بن عبْدالله - رضي الله عنهما - قال: سمعْت رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((غَطُّوا الإناء وأوْكوا السِّقاء؛ فإن في السنة ليْلةً يَنْزل فيها وباء لا يمر بإناء ليْس عليْه غطاء، أوْ سقاء ليْس عليْه وكاء - إلاَّ نزل فيه منْ ذلك الوباء))، وفي الصحيحين أن عمر - رضي الله عنه - خرج إلى الشأْم، فلما كان بِسَرْغ بلغه أنَّ الْوباء قدْ وقع بالشأْم، فأخْبره عبدالرحْمن بْن عوْف أن رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إذا سمعْتمْ به بأرْض فلا تَقْدموا عليْه، وإذا وقع بأرْض وأنْتمْ بها فلا تَخْرجوا فرارًا منْه))، فكلُّ طاعون وباء ولا عكس، وسيأتي.




[17] رواه البيهقي (8/326) رقم (330) والحاكم (4/244و383) وصححه وقال الذهبي: إسناده جيد، والحديث صحَّحه ابن السَّكَن كما في "فيض القدير" للإمام المُناوي (1/155) تحت الحديث رقم (175 اجتنبوا...) ، والحديث صححه الألباني في "صحيح الجامع الصغير" (1/93) رقم (149).




[18] قال الإمام المُناوِي في "فيض القدير" (1/179) تحت الحديث (142اتقوا المجذوم...):

"(فإن قلتَ): لِمَ خصَّ الأسد دون الحيَّة ونحْوِها الأعظم ضررًا؟! (قلتُ) فيه مناسبة لطيفة، وهي أنَّه يُسَمَّى داء الأسد، ومما قيل في توجيه التسمية: أنَّ العلة كثيرًا ما تعتريه، وأنَّها تُحَمِّر وجه صاحبها، وتجْعله في سَحْنة الأسد، وفيه إشارة أيضًا إلى أنه يَفترس من يعديه ويدنو منه افتراس الأسد بقوَّته، والحية إنما تقتل بسمها لا بعزمها.


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 39.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 38.82 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.59%)]