عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-02-2020, 12:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,843
الدولة : Egypt
افتراضي الإيمان بالنفخ في الصور

الإيمان بالنفخ في الصور

محمد حسن نور الدين إسماعيل

الصُّوْر: هو الذي جعله الله عز وجل سبب الفزع والصعق والقيام من القبور، والصُّور هو القرن الذي وكَّل اللهُ به إسرافيل عليه السلام لينفخ فيه حين يأمره بذلك؛ قال تعالى: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴾ [الزمر: 68]، وقال تعالى: ﴿ وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ﴾ [النمل: 87]، وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: جاء أعرابيٌّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما الصُّور؟ فقال: ((قرنٌ يُنفَخُ فيه))[1].

فائدة فيمن لا يفنى بالنفخ في الصُّور:
جاء في تفسير قوله تعالى: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ﴾ [الزمر: 68]: أن المراد بذلك: الشهداءُ، والحُورُ العِين، ورضوان، وزبانية العذاب، وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى: (ولا يمكن الجزم بكل مَن استثناه الله؛ فإن الله أطلَق في كتابه)؛ (مجموع الفتاوى).

قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره، في قوله تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ﴾ [الزمر: 68]؛ أي: ممن ثبَّتَه اللهُ عند النفخة فلم يصعَقْ؛ كالشهداء أو بعضهم، وغيرهم، وهذه النفخة الأولى نفخة الصَّعق ونفخة الفزَع، ﴿ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى ﴾ نفخة البعث، ﴿ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ ﴾؛ أي: قد قاموا من قبورهم لبَعثِهم وحسابهم، قد تمَّت منهم الخِلقةُ الجسدية والأرواح، وشخَصَتْ أبصارهم ﴿ يَنْظُرُونَ ﴾ ماذا يُفعَل بهم؛ اهـ.


قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: فإن احتَجَّ مبتدعٌ بقوله عز وجل: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ ﴾ [القصص: 88]، وقوله تعالى: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ﴾ [الرحمن: 26]، قيل: إن المرادَ كلُّ شيء عليه الهلاكُ والفَناءُ هنالك فانٍ، ويؤيد ذلك الاستثناءُ المذكور في سورة الزمر؛ اهـ.

وهناك ثمانية أشياءَ تستثنى من الفَناء، ويجمعها قول الشاعر:
ثمانيةٌ حُكمُ البقاء يعمها
مِن الخَلْق والباقون في حيز العدم

هي العرشُ والكرسي نارٌ وجنةٌ
وعَجْبٌ وأرواحٌ كذا اللَّوحُ والقَلَم




[1] رواه أحمد وأبو داود والترمذي والحاكم رحمهم الله تعالى - ص. ج رقم 3863.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.88 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.80%)]