عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 23-02-2020, 06:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,301
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ثلاثية في الولاء والبراء



ونُتابِع لنَقِف عند السبب الثالث لفقدان الوَلاء لله من خِلال هذه الآيات الكريمة، ألاَ وهو "الأحزابوما أدراك ما الأحزاب؟ سبحان الله! ماذا فعلت الأحزاب؟ للعراق دمَّرتْ، وللدِّماء سفكتْ، وللشباب قتلتْ، وللأعراض انتهكتْ، وللأموال سرقتْ، ولأهل الإيمان عادتْ، وبالصادقين طعنتْ، وبالمؤمنين مثلتْ، وللخيرات أهدرتْ، وللمسلمين فرقتْ، وللوحدة مزقت، وللشَّمل شتَّتتْ، وبالسُّجون ألقتْ، وللمُوحِّدين عذَّبتْ، وللأعداء ذلَّت.

وصدق مَن قال:

وكانوا كالتي صلت
لكنها وبآخر لحظة نقضت

عرى التوحيد قبل وضوئها
كيف القبول؟ ولو لبت وهلت

وأزيد في الأبيات بيتا
لم يفلحوا والله به الآيات قد حكمت



نعم، لم يُفلِحوا - إخوةَ الإيمان - ولذلك ذكَر الله ما ثلَّث به تحذيرًا وإنذارًا؛ فقال - جلَّ شأنُه -: {ï´؟ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ï´¾ [المجادلة: 19]، فالأحزاب هي مَن يُعِين على كلِّ الخراب، وهي مَن يُعِين على ضعْف الوَلاء والبَراء من الأعداء، إلاَّ حزبًا واحدًا، مقرُّه القرآن الذي في الصُّدور، وشعاره الإسلام، وعلمه الإيمان، فلنرفعه في قلوبنا أولاً، ثم شعارنا في الحياة ثانيًا.


هَذِي يَنَابِيعُ الكِتَابِ تَدَفَّقَتْ
تَجْرِي بِنُورٍ فِي الْحَيَاةِ جَدِيدِ

يَا رِيشَةَ الْقَلَمِ الأَصِيلِ تَدَفَّقِي
نَهْرًا مِنَ الشِّعْرِ الأَصِيلِ وَزِيدِي

قُولِي مَعِي لِلْقَارِئِ الفَذِّ الَّذِي
يَتْلُو فَيُشْعِرُنِي بِسِرِّ وُجُودِي

يَتْلُو فَيَفْتَحُ أَلْفَ بَابٍ لِلتُّقَى
وَيَكُفُّ عَنْ نَفْسِي أَشَدَّ قُيُودِي

يَا قَارِئَ القُرْآنِ دَاوِ قُلُوبَنَا
بِتِلاَوَةٍ تَزْدَانُ بِالتَّجْوِيدِ

اقْرَأَ فَأُمَّتُنَا تُرَقِّعُ ثَوْبَهَا
بِالْوَهْمِ تَخْفِضُ رَأْسَهَا لِيَهُودِي

اقْرَأْ فَأُمَّتُنَا تَعِيشُ عَلَى الرِّبَا
تَنْسَى عِقَابَ الْخَالِقِ الْمَعْبُودِ

اقْرَأْ لِيَنْجَلِيَ الظَّلاَمُ عَنِ الرُّبَا
وَلْيَسْمَعِ الْغَافِي زَوَاجِرَ هُودِ

اقْرَأْ لِيَنْجَلِيَ القَتَامُ عَنِ الَّذِي
أَمْسَى أَسِيرَ تَخَاذُلٍ وَخُضُودِ



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.32 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.69 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]