عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 23-02-2020, 04:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,023
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد

بعض الفوائد المنتقاة من مجمع الفوائد(34)
صالح بن عبدالله الرشيد




فائدة:
عن أيوب السختياني قال: إنما يحمد الناس على عافية الله إياهم وستره، وما يبلغ عملنا كله جزاء شربة من ماء باردٍ شربها أحدنا وهو عطشان؛ فكيف بالنعم بعد؟!


قال رجل لأيوب: أوصني: قال: أقل الكلام. ص176.

فائدة:
عن حماد بن زيد قال: سئل أيوب عن شيءٍ فقال: لم يبلغني فيه شيء. فقيل: قل فيه برأيك. فقال: لم يبلغه رأيي. قيل لمسعر: تحب أن تهدى إليك عيوبك؟ قال: أما من ناصح فنعم، وأما موبخ فلا.


عن حماد بن زيد قال: كان أيوب إذا هنأ رجلاً بمولود، قال: جعله الله تعالى مباركًا عليك وعلى أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -.


وقال: ما رأيت رجلاً قط أشد تبسمًا في وجوه الرجال من أيوب. وكان يقول: اللهم إني أسألك الإيمان وحقائقه ووثائقه، وكريم ما مننت به علي من الأعمال التي ينال بها منك حسن الثواب، واجعلنا ممن يتقيك ويخافك ويرجوك ويستحييك، اللهم استرنا بالعافية[1].

فائدة:
يونس بن عبيد: عن جعفر بن برقان قال بلغني عن يونس بن عبيد فضلٌ وصلاح، فكتبت إليه: يا أخي اكتب إلي بما أنت عليه، فكتب إليه: أتاني كتابك تسألني أن أكتب إليك بما أنا عليه، وأخبرك أني عرضت على نفسي أن تحب للناس ما تحب لها وتكره لهم ما تكره لها؛ فإذا هي من ذاك بعيد، ثم عرضت عليها مرة أخرى ترك ذكرهم. هذا أمري يا أخي والسلام.


قال يونس: ما لي تضيع لي الدجاجة فأجد لها، وتفوتني الصلاة فلا أجد لها. ويقول: خصلتان إذا صلحتا من العبد صلح ما سواهما من أمره؛ صلاته ولسانه.


جاء رجل إلى يونس فقال: أتنهانا عن مجالسة عمرو بن عبيد[2] وقد دخل عليه ابنك، فقال له يونس: اتق الله. فتغيظ فلم يبرح أن جاء ابنه، فقال: يا بني قد عرفت رأيي في عمرو فتدخل عليه؟ فقال: يا أبت كان معي فلان. فجعل يعتذر إليه، فقال: أنهاك عن الزنا والسرقة وشرب الخمر ولأن تلقى الله عز وجل بهن؛ أحب إلي من أن تلقاه برأي عمرو وأصحابه.[3] ص177.

سليمان التيمي:
عن معمر مؤذن التيمي قال: صلى إلى جنبي سليمان التيمي بعد العشاء الآخرة وسمعته يقرأ: ï´؟ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ ï´¾ [الملك: 1]،. قال: فلما أتى على هذه الآية: ï´؟ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ï´¾ [الملك: 27]. جعل يرددها حتى خف أهل المسجد فانصرفوا، قال: فخرجت وتركته، قال: وغدوت لأذان الفجر فنظرت فإذا هو مقامه، قال: فسمعت فإذا هو فيها لم يجزها، وهو يقول: ï´؟ فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ï´¾ [الملك: 27].


وقال: الحسنة نور في القلب وقوة في العمل، والسيئة ظلمة في القلب وضعف في العمل.


وقيل لسليمان التيمي: أنت أنت ومن مثلك؟ قال: لا تقولوا هكذا لا أدري ما يبدو لي من ربي عز وجل. سمعت الله عز وجل يقول: ï´؟ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ï´¾ [الزمر: 47].


وقال معتمر بن سليمان التيمي: سقط بيت لنا كان أبي يكون فيه فضرب أبي فسطاطًا فكان فيه حتى مات، فقيل له: لو بنيته، فقال: الأمر أعجل من ذلك، غدًا الموت.


وقال مهدي بن سليمان: أتيت سليمان فوجدت عنده حماد بن زيد، ويزيد بن زريع، وبشر بن المفضل وأصحابنا البصريين، فكان لا يحدث أحدًا حتى يمتحنه، فيقول له: الزنا بقدر؟ فإن قال: نعم، استحلفه أن هذا دينك الذي تدين الله به فإن حلف أن هذا دينة حدثه خمسة أحاديث وإن لم يحلف لم يحدثه[4].


وكان يقول: أما والله لو كشف الغطاء لعلمت القدرية أن الله ليس بظلام للعبيد.


وقال: سليمان التيمي: لو أخذت برخصة كل عالم أو زلة كل عالم اجتمع فيك الشر كله. وقال معتمر بن سليمان: كان على أبي دين فكان يستغفر الله تعالى، فقيل له: سل الله يقضي عنك الدين، قال: إذا غفر لي قضي عني الدين[5]. ص178.

عبد الله بن عون:
قال يحيى القطان: ما ساد ابن عون الناس أن كان أتركهم للدنيا، ولكن إنما ساد ابن عون الناس بحفظ لسانه.


وقال شعبة: ما رأيت مثل أيوب، ولا يونس، ولا ابن عون قط.


جاء غلام لابن عون، قال: فقأت عين الناقة، قال: بارك الله فيك، قال: قلت: فقأت عينها فتقول بارك الله فيك؟ قال: أقول أنت حر لوجه الله. وكان لا يغضب، فإذا أغضبه الرجل، قال: بارك الله فيك. ونادته أمه فأجابها فعلا صوته صوتها فأعتق رقبتين.


عن حماد بن زيد، عن محمد بن فضالة، قال: رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم فقال: زوروا ابن عون فإن الله يحبه - أو إنه يحب الله ورسوله.


عن محمد بن عباد المهلبي، عن أبيه، قال: أتيت ابن عون فسلمت عليه، قال: فرجعت إلى البيت فإذا أنا بإنسان قد ضرب الباب فإذا هو ابن عون، فقلت: ادخل، فما جاء به إلا أمر وإنما فارقته الساعة، فقلت: يا ابن عون مه؟ قال: أردت أن آتيك فأسلم عليك فكرهت أن أعود نفسي هذه العادة أن أنوي شيئًا ثم لا أفي به.


عن معاذ بن مكرم، قال: رآني ابن عون مع عمرو بن عبيد في السوق فأعرض عني فاعتذرت إليه، فقال: أما إني قد رأيتك، فما زادني.


فرقد السبخي:
قال فرقد لإبراهيم: - يعني النخعي - يا أبا عمران أصبحت اليوم وأنا مهتم لضريبتي وهي ستة دراهم، وقد أهل الهلال وليس عندي فدعوت؛ فبينما أنا أمشي على شط الفرات فإذا أنا بستة دراهم، فأخذتها فوزنتها فإذا هي ستة دراهم لا تزيد ولا تنقص، قال: تصدق بها فإنها ليست لك[6].


يزيد الرقاشي:
قال يزيد على قوله تعالى ï´؟ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ï´¾ [الزمر: 18]، ألا تحمد من تعطية فانيًا فيعطيك باقيًا، درهم يفنى بعشرة تبقي إلى سبعمائة ضعف، أما لله عندك مكافأة مطعمك ومسقيك وكافيك، حفظك في ليلك وأجابك في ضرائك، كأنك نسيت وجع الأذن، أو ليلة وجع العين، أو خوفًا في بَر، أو خوفًا في بحر، دعوته فاستجاب لك[7]. ص179.

أبو الشعثاء:
عن الضحاك الضبي قال: لقي ابن عمر جابر بن زيد في الطواف فقال: يا جابر بن زيد إنك من فقهاء أهل البصرة وإنك ستستفتي، فلا تفتين إلا بقرآن ناطق، أو سنة ماضية، فإنك إن فعلت غير ذلك فقد هلكت وأهلكت.


فضيل بن يزيد الرقاشي:
عن فضيل بن يزيد الرقاشي - وكان غزا مع عمر سبع غزوات - قال: لا يلهينك الناس عن ذات نفسك فإن الأمر يخلص إليك دونهم، ولا تقطع النهار بكيت وكيت فإنه محفوظ عليك ما قلت، ولم نر شيئًا أحسن طلبًا ولا أسرع إدراكًا من حسنةٍ حديثة لذنب قديم. وكان يقول: روحوا القلوب تعي الذكر.


فائدة:
مرّ حسان بن أبي سنان بغرفةٍ فقال: منذ كم بنيت هذه الغرفة؟ قال: ثم رجع إلى نفسه فقال: وما عليك منذ كم بنيت! تسألين عما لا يعنيك! فعاقبها بصوم سنة.


اشترى أصحاب لحسان أرزًا فربحوا فيه فأتوه بقسطه من الربح. فقال: أرأيتم لو بعتموه بوضيعة أكانت تلزمني الوضيعة معكم؟ قالوا: لا. قال: لا حاجة لي بها.


شميط بن عجلان:
كان يقول: يا ابن آدم إنما الدنيا غداء وعشاء؛ فإن أخرت غداءك إلى عشائك أمسى ديوانك في ديوان الصائمين.


وعنه: أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام؛ ألا ترى إلى المنافق كيف يخادعني وأنا أخدعه، يسبحني بطرف لسانه، وقلبه بعيد مني، يا داود قل للملأ من بني إسرائيل لا يدعوني والخطايا بين أضبانهم ليلقوها ثم يدعوني أستجب لهم.


فائدة:
عن عبد الرحمن بن مطرف قال: كان الحسن بن حي إذا أراد أن يعظ أخًا له كتبه في لوح وناوله إياه. ومما كان ينشد:
نهارك يا مغرور سهو وغفلة
وليلك نوم والردى لك لازم

وتنصب فيما سوف تكره غبه
كذلك في الدنيا تعيش البهائم


قال شريك:
أكرهت على القضاء. قال بعض إخوانه فأكرهت على أخذ الرزق - يعني الدراهم.


قال محمد بن واسع: لو كان للذنوب ريح ما جلس إلي أحد.


قال حماد بن زيد: قال رجل لمحمد بن واسع، أوصني.قال: أوصيك أن تكون ملكًا في الدنيا والآخرة. قال: كيف؟ قال: ازهد في الدنيا.


قال الأصمعي: لما صاف قتيبة بن مسلم للترك، وهاله أمرهم، سأل عن محمد بن واسع. فقيل: هو ذاك في الميمنة جامح على قوسه، يبصبص بأصبعه نحو السماء. قال: تلك الأصبع أحب إلي من مئة ألف سيف شهير وشاب طرير[8].


فائدة:
عن محمد بن سيرين قال: إذا أراد الله عز وجل بعبده خيرًا جعل له واعظًا من قلبه يأمره وينهاه.


عن هشام، قال: أوصى أنس بن مالك - رضي الله عنه - أن يغسله محمد ابن سيرين فقيل له في ذلك وكان محبوسًا، فقال: أنا محبوس قالوا: قد استأذنا لك الأمير فأذن لك، قال: إن الأمير لم يحبسني إنما حبسني الذي له الحق، فأذن له صاحب الحق فخرج فغسله.


فائدة:
عن ابن عون سمعت بن سيرين يقول في شيءٍ راجعته فيه: إني لم أقل لك ليس به باس إنما قلت لك: لا أعلم به باسًا. ص181.

فائدة:
قال الفضيل: يعرف عقل الرجل عند المحاورة؛ إن كان له عقل عرفته لا يقدر يتصنع.


عن عون بن عبدالله قال: كان أهل الخير يكتب بعضهم إلى بعض بهؤلاء الكلمات الثلاث ويلقى بها بعضهم بعضًا: من عمل لآخرته كفاه الله عز وجل دنياه، ومن أصلح ما بينه وبين الله، أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته[9].


فائدة:
عن إبراهيم النخعي يقول: كنا إذا حضرنا جنازة أو سمعنا بميت عرف فينا أيامًا لأنا قد عرفنا أنه قد نزل به أمر صيره إلى الجنة أو النار قال: وإنكم في جنائزكم تحدثون بأحاديث دنياكم[10].


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 38.66 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 38.03 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.62%)]