
18-02-2020, 02:30 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,690
الدولة :
|
|
رد: أقوال العلماء الأعلام على أحاديث عمدة الأحكام كتاب الطهارة
أقوال العلماء الأعلام على أحاديث عمدة الأحكام
الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك
(باب التشهد)
الحديث الأول
113- عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التشهد - كفي بين كفيه- كما يعلمني السورة من القرآن: "التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركات السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله".
وفي لفظ: "إذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل: التحيات لله - وذكره - وفيه: فإنكم إذا فعلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض- وفيه: فليتخير من المسالة ما شاء.
• قال البخاري: باب الأخذ باليدين وصافح حماد بن زيد ابن المبارك بيديه، وذكر الحديث ولفظه علمني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكفي بين كفيه التشهد كما يعلمني السورة من القرآن التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وهو بين ظهرانينا فلما قبض قلنا السلام يعني على النبي - صلى الله عليه وسلم.
• قوله: (التحيات) جمع تحية أي جميع أنواع التعظيم مستحقة لله.
• قوله: (والصلوات) أي الفرائض والنوافل وقيل الدعوات.
• قوله: (والطيبات) أي ما طاب من الكلام وحسن أن يثنى به على الله وقيل الأعمال الصالحة وقيل التحيات العبادات القولية، والصلوات العبادات الفعلية؛ والطيبات الصدقات المالية.
• قال القرطبي: قوله: "لله" فيه تنبيه على الإخلاص في العبادة أي أن ذلك لا يفعل إلا له.
• قوله: (السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته).
• قال النووي: يجوز فيه وفيما بعده أي السلام حذف اللام وإثباتها والإثبات أفضل وهو الموجود في رواية الصحيحين.
• قال الحافظ: (لم يقع في شيء من طرق حديث ابن مسعود بحذف اللام، وإنما اختلف ذلك في حديث ابن عباس وهو من أفراد مسلم، وقال البيضاوي: علمهم أن يفردوه - صلى الله عليه وسلم - بالذكر لشرفه ومزيد حقه عليهم، ثم علمهم أن يخصصوا أنفسهم أولا لأن الاهتمام بها أهم، ثم أمرهم بتعميم السلام على الصالحين إعلاما منه بأن الدعاء للمؤمنين ينبغي أن يكون شاملا لهم. وقال التوربشتي: فإن قيل كيف شرع هذا اللفظ وهو خطاب بشر مع كونه منهيا عنه في الصلاة؟ فالجواب أن ذلك من خصائصه - صلى الله عليه وسلم -، فإن قيل ما الحكمة في العدول عن الغيبة إلى الخطاب في قوله عليك أيها النبي مع أن لفظ الغيبة هو الذي يقتضيه السياق كأن يقول السلام على النبي فينتقل من تحية الله إلى تحية النبي ثم إلي تحية النفس ثم إلي الصالحين، أجاب الطيبي بما محصله: نحن نتبع لفظ الرسول بعينه الذي كان علمه الصحابة)[1].
• قال الحافظ: (وقد ورد في بعض طرق حديث ابن مسعود هذا ما يقتضي المغايرة بين زمانه - صلى الله عليه وسلم - فيقال بلفظ الخطاب، وأما بعده فيقال بلفظ الغيبة، ففي الاستئذان من صحيح البخاري من طريق أبي معمر عن ابن مسعود بعد أن ساق حديث التشهد قال: "وهو بين ظهرانينا، فلما قبض قلنا السلام" يعنى على النبي، كذا وقع في البخاري، وأخرجه أبو عوانة في صحيحه والسراج والجوزقي وأبو نعيم الأصبهاني والبيهقي من طرق متعددة إلى أبي نعيم شيخ البخاري فيه بلفظ: "فلما قبض قلنا السلام على النبي " بحذف لفظ يعني، وكذلك رواه أبو بكر بن أبي شيبة عن أبي نعيم، قال السبكي في شرح المنهاج بعد أن ذكر هذه الرواية من عند أبي عوانه وحده: إن صح هذا عن الصحابة دل على أن الحطاب في السلام بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - غير واجب فيقال السلام على النبي).
• قال الحافظ: قد صح بلا ريب وقد وجدت له متابعا قويا. قال عبد الرزاق: "أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء أن الصحابة كانوا يقولون والنبي - صلى الله عليه وسلم - حي: السلام عليك أيها النبي، فلما مات قالوا: السلام على النبي" وهذا إسناد صحيح. فإن قيل لم عدل عن الوصف بالرسالة إلي الوصف بالنبوة مع أن الوصف بالرسالة أعم في حق البشر؟ أجاب بعضهم بأن الحكمة في ذلك أن يجمع له الوصفية لكونه وصفه بالرسالة في آخر التشهد وإن كان الرسول البشري يستلزم النبوة، لكن التصريح بهما أبلغ.
• قوله: (وبركاته) أي زيادته من كل خير. قوله: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
• قال الحافظ: (استدل به على استحباب البداءة بالنفس في الدعاء وفي الترمذي مصححا من حديث أبي بن كعب "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا ذكر أحدا فدعا له بدأ بنفسه" وأصله في مسلم، ومنه قول نوح وإبراهيم عليهما السلام كما في التنزيل.
قوله: "عباد الله الصالحين" الأشهر في تفسير الصالح أنه القائم بما يجب عليه من حقوق الله وحقوق عباده وتتفاوت درجاته، قال الترمذي الحكيم: من أراد أن يحظى بهذا السلام الذي يسلمه الخلق في الصلاة فليكن عبدا صالحا وإلا حرم هذا الفضل العظيم)[2].
• قوله: (وفيه: أنكم إن فعلتم ذلك فقد سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض).
• قال البخاري: باب التشهد في الآخرة، وذكر الحديث ولفظه: عن شقيق بن سلمه قال: قال عبد الله كنا إذا صلينا خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - قلنا: السلام على جبريل وميكائيل السلام على فلان وفلان فالتفت إلينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "إن الله هو السلام فإذا صلى أحدكم فليقل: التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين فإنكم إذا قلتموها أصابت كل عبد لله صالح في السماء والأرض أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله"[3].
• قال الحافظ: (قوله: "فإنكم إذا قلتموها" أي "وعلى عباد الله الصالحين" وهو كلام معترض بين قوله الصالحين وبن قوله أشهد الخ، وإنما قدمت للاهتمام بها لكونه أنكر عليهم عد الملائكة واحدا واحدا ولا يمكن استيعابهم لهم مع ذلك، فعلمهم لفظا يشمل الجميع مع غير الملائكة من النبيين والمرسلين والصديقين وغيرهم بغير مشقة، وهذا من جوامع الكلم التي أوتيها - صلى الله عليه وسلم).
• قوله: (أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله).
• قال الحافظ: (وروى عبد الرزاق عن ابن جريج عن عطاء قال: "بينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يعلم التشهد إذ قال رجل: وأشهد أن محمدا رسوله وعبده، فقال عليه الصلاة والسلام: لقد كنت عبدا قبل أن أكون رسولا. قل: عبده ورسوله" ورجاله ثقات إلا أنه مرسل).
• قال الحافظ: (قال الترمذي: حديث ابن مسعود روي عنه من غير وجه، وهو أصح حديث روي في التشهد والعمل عليه عند أكثر أهل العلم من الصحابة ومن بعدهم. قال: وذهب الشافعي إلي حديث ابن عباس في التشهد. وقال البزار لما سئل عن أصح حديث في التشهد قال: هو عندي حديث ابن مسعود، وروي من نيف وعشرين طريقا، وقال: لا أعلم في التشهد أثبت منه ولا أصح أسانيد ولا أشهر رجالا)[4] أ. هـ.
• قال الحافظ: (ولا اختلاف بين أهل الحديث في ذلك، ولأحمد من حديث ابن مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - علمه التشهد وأمره أن يعلمه الناس، ولم ينقل ذلك لغيره، ففيه دليل على مزيته؛ قال: ونقل جماعة من العلماء الاتفاق على جواز التشهد بكل ما ثبت.
• قوله: (وليتخير من المسالة ما شاء).
• قال البخاري: باب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد وليس بواجب؛ حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن الأعمش حدثني شقيق عن عبد الله قال كنا إذا كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في الصلاة قلنا السلام على الله من عباده السلام على فلان وفلانة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام ولكن قولوا التحيات لله الحديث وفي آخره ثم يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو".
قوله: "باب ما يتخير من الدعاء بعد التشهد، وليس بواجب" يشير إلى أن الدعاء لا يجب وإن كان قد ورد بصيغة الأمر وقال الزين بن المنير: قوله: "ثم ليتخير" وإن كان بصيغة الأمر لكن كثيراً ما ترد للندب، وقال ابن المنذر: لو لا حديث ابن مسعود "ثم ليتخير من الدعاء" لقلت بوجوب الإستعاذة المأمور بها في حديث أبي هريرة، وقد قال الشافعي أيضا بوجوب الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد التشهد.
قال الحافظ: (صح عن ابن مسعود راوي حديث الباب ما يقتضيه، فعند سعيد بن منصور وأبي بكر بن أبي شيبة بإسناد صحيح إلي أبي الأحوص قال: قال عبد الله يتشهد الرجل في الصلاة ثم يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يدعو لنفسه بعد. وقد وافق الشافعي أحمد في إحدى الروايتين عنه وبعض أصحاب مالك. وقال إسحق بن راهويه أيضا بالوجوب لكن قال: إن تركها ناسيا رجوت أن يجزئه).
• قال الحافظ: واستدل بالحديث على جواز الدعاء في الصلاة بما أختار المصلي من أمر الدنيا والآخرة قال والمعروف في كتب الحنفية أنه لا يدعو في الصلاة إلا بما جاء في القرآن أوثبت في الحديث لكن ظاهر حديث الباب يرد عليهم، قال: وقد ورد فيما يقال بعد التشهد أخبار من أحسنها ما رواه سعيد بن منصور وأبو بكر بن أبي شيبة من طريق عمير بن سعد قال: " كان عبد الله- يعني ابن مسعود- يعلمنا التشهد في الصلاة ثم يقول: إذا فرغ أحدكم من التشهد فليقل اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله ما علمت منه وما لم أعلم، اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه عبادك الصالحون، وأعوذ بك من شر ما استعاذت منه عبادك الصالحون ï´؟ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ï´¾ [البقرة: 201]. قال: ويقول: لم يدع نبي ولا صالح بشيء إلا دخل في هذا الدعاء. وهذا من المأثور غير مرفوع، وليس هو مما ورد في القرآن. وقد استدل البيهقي بالحديث المتفق عليه "ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به" وبحديث أبي هريرة رفعه: "إذا فرغ أحدكم من التشهد فليتعوذ بالله" وفي آخره: "ثم ليدعو لنفسه بما بدا له" هكذا أخرجه البيهقي، وأصل الحديث في مسلم وهذه الزيادة صحيحة لأنها من الطريق التي أخرجها مسلم)[5]. انتهى وبالله التوفيق.
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|