
12-02-2020, 03:35 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,441
الدولة :
|
|
رد: تحقيق تخريج مسألة ( يأتي الشيطان أحدكم في صلاته )
تحقيق تخريج مسألة ( يأتي الشيطان أحدكم في صلاته )
أ. د. محمد بن تركي التركي
ــــــــــــــــــــــ
وابن خزيمة 1/17، رقم 25، وفي 4/108، من طريق عبد الجبار بن العلاء.
وأبو عوانة 1/238، عن يونس بن عبد الأعلى.
والشافعي في مسنده (بترتيب السندي) 1/36، رقم 97، وفي سننه 1/263، رقم 153، وفي كتاب الأم 1/17 _ ومن طريقه أبو عوانة 1/238، و1/267، والبيهقي في الكبرى 1/114، وفي الصغرى 1/33[2]، رقم 48، وفي المعرفة 1/352، رقم 880 و1/456، رقم 1351، وفي تخريج أحاديث الأم (ق 22/ب) ، والبغوي في شرح السنة 1/353، رقم 172 _. كلهم من طريق الشافعي.
وأحمد في مسنده 4/40.
والبزار في مسنده (ق 46/ب) ، من طريق الهيثم بن جميل.
وابن أبي شيبة 2/428.
كلهم عن سفيان بن عيينة، به نحوه. بدون ذكر لسعيد.
وتابع ابن عيينة على إسناده: ابن أبي حفصة، كما سيأتي.
3- ورواه الهيثم بن جميل، عن سفيان، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة:
أخرجه البزار (ق 46/ب) ، عن سعدان بن يزيد، عن الهيثم، عن سفيان، به.
وتوبع سفيان على هذا الوجه:
أخرجه البزار (ق 133/أ، من النسخة الأزهرية) ، عن محمد بن بشار، عن أبي عامر، عن زمعة، عن الزهري، به.
وقال البزار: وهذا الحديث أصحاب ابن عيينة يروونه عن ابن عيينة، عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه. ولا نعلم أحداً قال: عن ابن عيينة ، عن سعيد، عن أبي هريرة، إلا الهيثم، وقد تابع الهيثم: زمعة، فرواه عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي (صلى الله عليه وسلم) ، بمثل رواية الهيثم عن ابن عيينة.
ـــــــــــــــــــــــ
قلت: وتقدم أن زمعة ضعيف.
ولعل الوجهين الأول والثاني محفوظان عن ابن عيينة، حيث رواه عنه في كلٍ منهما عدد من الثقات، كما أخرجه البخاري ومسلم على الوجهين.
إضافة إلى أنه لا تعارض بين الوجهين، وغايته أن الراوي سواءً كان سفيان أو الزهري، يذكر مرة سعيداً وعباداً، ومرة يقتصر فيه على عباد وحده، ولا يذكر سعيداً.
أما الوجه الثالث، فهو وجه مرجوح، حيث لم أجد من تابع الهيثم عليه إلا زمعة، وتقدم أنه ضعيف، إضافة إلى أن الهيثم قد رواه مرة على الوجه الثاني، فيقدم من روايتيه ما وافقه غيره من الثقات عليه، والله أعلم.
ثالثاً: ورواه محمد بن أبي حفصة، واختلف عليه:
1- فرواه روح بن عبادة، عن ابن أبي حفصة، عن الزهري، عن سعيد، وعباد بن تميم، عن عمه عبد الله بن زيد:
أخرجه أحمد 4/39، عن روح بن عبادة، عن محمد بن أبي حفصة، عن الزهري، إلا أنه قال في متنه:((لا وضوء إلا فيما وجدت الريح أو سمعت الصوت))[3].
ولعله رواه بالمعنى، والله أعلم.
قلت: وروح بن عبادة: ثقة (التقريب 1962).
ومحمد بن أبي حفصة: صدوق يخطئ (التقريب 5826).
ــــــــــــــــــ
2 - ورواه ابن المبارك، عن ابن أبي حفصة عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه: عبد الله بن زيد، به نحوه. بدون ذكر لسعيد.
أخرجه السراج في مسنده _ كما في تغليق التعليق 3/212 _ ومن طريقه ابن حجر في التغليق، عن أبي كريب.
ويعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ 1/381، عن علي بن الحسن بن شقيق.
كلاهما عن ابن المبارك، به، مثل متن الوجه المتقدم عنه في الوجه السابق.
وذكره البخاري، الموضع السابق معلقاً، فقال: وقال ابن أبي حفصة عن الزهري:((لا وضوء إلا فيما وجدت الريح أوسمعت الصوت))[4].
قلت وابن المبارك، هو عبد الله: ثقة ثبت (التقريب 3570).
ولعل الوجهين محفوظان عن ابن أبي حفصة، حيث رواه عنه في كل منهما ثقة، كما تابعه ابن عيينة في كلا الوجهين، والله أعلم.
رابعاً: ورواه الأوزاعي، واختلف عليه.
1- رواه الـهقل بن زياد، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أخرجه ابن المقريء في معجمه (ق 16/أ) ، عن سليمان بن عبد الحميد: أبي أيوب البهراني، عن وساج بن عمرو، عن الـهقل بن زياد، عن الأوزاعي، به.
ــــــــــــــــــ
قلت: فيه وساج بن عمرو، الراجح أنه مجهول الحال[5].
2 - ورواه محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن يحيى بن كثير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة:
أخرجه أبو عبيد في الطهور (403) ، رقم 402، عن محمد بن كثير، به.
قلت: ومحمد بن كثير المصيصي: صدوق كثير الغلط (التقريب 6251).
ومماتقدم فلعل الوجهين لا يثبتان عن الأوزاعي، لضعف رواتها، ولمخالفة الأوزاعي للثقات كما تقدم، والله أعلم.
خامساً: ورواه معمر، واختلف عليه:
1- فرواه المحاربي، عن معمر، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي سعيد الخدري:
أخرجه ابن ماجه 1/171، كتاب الطهارة، باب لا وضوء إلا من حدث، رقم 514، من طريق المحاربي، عن معمر، به.
وقال البوصيري في مصباح الزجاجة 1/204: هذا إسناد رجاله ثقات، إلا أنه مُعل برواية الحفاظ من أصحاب الزهري عنه، عن سعيد، عن عبد الله بن زيد.
وذكر العقيلي عن الإمام أحمد أنه كان ينكر حديث المحاربي عن معمر.
وقال أحمد أيضاً عن هذا الحديث: منكر (الفتح 1/286).
وقال العلائي في المراسيل: قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: لم نعلم أن عبد الرحمن بن محمد المحاربي سمع من معمر شيئاً، وبلغنا أنه كان يدلس. انتهى.
قلت: وعليه فهذا الوجه منكر، والله أعلم.
ــــــــــــــــــــــ
2- ورواه المحاربي أيضاً، عن معمر الزهري، عن سعيد، عن سعد بن أبي وقاص:
ذكره الدار قطني في مسند سعد من العلل 5/367، ولم أقف على من أخرجه.
وقال الدار قطني: ووهم فيه، والمحفوظ عن الزهري، عن سعيد بن المسيب مرسلاً. وعن عباد بن تميم عن عمه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قلت: وقد تقدم الكلام في المحاربي وروايته عن معمر، وعليه فهذا الوجه منكر أيضاً.
سادساً: رواه عبد الرزاق، عن الزهري، عن سعيد، مرسلاً:
أخرجه عبد الرزاق في المصنف 1/140، رقم 534، عن الزهري، عن ابن المسيب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحوه، مرسلاً.
قلت: وعبد الرزاق لم يلق الزهري، فقد توفي الزهري سنة 124، وولد عبد الرزاق سنة 126 (تهذيب الكمال 26/441، 18/61). وعليه فإسناده منقطع.
سابعاً: ورواه معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن عامر بن ربيعة:
أخرجه ابن الأعرابي في معجمه 2/837، رقم 1724، عن سهل بن أحمد، عن القاسم بن
عيسى، عن محمد بن الحسن، عن معاوية بن يحيى، به.
قلت: ومعاوية بن يحيى، هو الصًدَفي: ضعيف (التقريب 6772).
ـــــــــــــــــــ
النظر في المسألة:
مما تقدم يتضح أنه قد اختلف على الزهري، وعلى أكثر الرواة عنه، وخلاصة ما تقدم من الاختلاف عليه ما يلي:
1- رواه عقيل _ في الراجح عنه _، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة، عن أبي هريرة.
2 - ورواه عقيل، وابن عيينة _ في وجه مرجوح عنهما _، وقرة بن عبد الرحمن، وزمعة ابن صالح، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة.
3 - ورواه ابن عيينة، وابن أبي حفصة _ في أحد وجهين راجحين عنهما _، عن الزهري عن سعيد وعباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد.
4 - ورواه أيضاً ابن عيينة، وابن أبي حفصة _ في أحد وجهين راجحين عنهما _، عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد.
5 - ورواه الأوزاعي – في وجه لا يثبت عنه- عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة.
6- ورواه معمر - في وجه لا يثبت عنه -، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي سعيد الخدري.
7- ورواه عبد الرزاق، عن الزهري، عن سعيد، مرسلاً.
8 - ورواه معاوية بن يحيى، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن عامر بن ربيعة.
ـــــــــــــــــــ
وأرجح هذه الأوجه الوجهان الثالث والرابع، وهما: ما كان من رواية الزهري، عن سعيد وعباد، عن عبد الله بن زيد، وأحياناً عن عباد وحده، بدون ذكر لسعيد، حيث رواه كذلك ابن عيينة، وهو ثقة ثبت، وعُدَّ من أثبت أصحاب الزهري، وقد تابعه ابن أبي حفصة، وإن كان فيه كلام يسير، كما تقدم، ويضاف إلى هذا إخراج البخاري ومسلم لهذين الوجهين، دون غيرهما.
وأما الوجه الأول فمن رواية عقيل، وهو من أثبت أصحاب الزهري، ولكنه من رواية أبي رجاء عنه، وقد تقدم أنه قد تغير بعد ما عمي.
وأما الوجه الثاني، فهو وجه مرجوح عن عقيل، ولعله لا يثبت عنه، لأنه من رواية ابن لـهيعة، وهو ضعيف كما تقدم.
وأما الوجهان الخامس والسادس فلا يثبتان عن أصحابهما لضعف الرواة عنهما.
وأما السابع فمن رواية عبد الرزاق، وهو ثقة، ولكنه لم يلق الزهري، كما تقدم.
وأما الوجه الثامن فمن رواية معاوية، وهو ضعيف، كما تقدم، فروايته منكرة.
وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن الوجه الأول، فقال أبو حاتم: هذا خطأ.
ومما تقدم يتضح صحة ما ذهب إليه أبو حاتم من تخطئته لهذا الوجه.
ولكن لم يوضح أبو حاتم ممن الخطأ، ولعله من أبي رجاء، حيث إنه اضطرب حفظه بعد ما عمي كما مر في ترجمته، وقد يكون هذا الحديث مما حدث به بعد ما عمي.
والحديث من وجهيه الراجحين صحيح، حيث أخرجه البخاري ومسلم، والله أعلم.
المصدر: علل الحديث للإمام الحافظ أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي.
[1] هو في المصنف: عن الزهري عن عباد,بدون ذكر لسعيد, وقد أخرجه مسلم والبيهقي من طريقه وعندهما: عن سعيد وعباد,فقد يكون سقط اسم سعيد من النسخة المطبوعة, أو يكون لديه من رواية أخرى لم أقف عليها.
[2] وقع في السنن الصغرى: أخبرني سعيد بن المسيب وعباد بن تميم, وهذا لأن البيهقي قد رواه من أكثر من طريق كلها تلتقي في سفيان ولعل في بعضها ذكر سعيد وفي البعض الآخر عدم ذكره فجمعها كلها بإسناد واحد.
[3] قال الحافظ ابن حجر في الفتح 4/346: اختصر ابن أبي حفصة هذا المتن اختصاراً مجحفاً, فإن لفظه يعم ما إذا وقع الشك داخل الصلاة وخارجها, ورواية غيره من أثبات أصحاب الزهري تقتضي تخصيص ذلك بمن كان داخل الصلاة, ووجهه أن خروج الريح من المصلي هو الذي يقع غالباً, بخلاف غيره من النواقض, فإنه لا يهجم عليه إلا نادراً وليس المراد حصر نقض الوضوء بوجود الريح.
[4] قال الحافظ ابن حجر في الفتح 4/346: وصل أحمد أثر ابن أبي حفصة المذكور من طرق, ووقع لنا بعلو في مسند أبي العباس السراج, ولفظه: عن الزهري, عن عباد بن تميم, عن عمه, مرفوعاً, باللفظ المعلق, ومشى بعض الشراح على ظاهر قول البخاري: عن الزهري (لاوضوء الخ)) , فجزم بأن هذا المتن من كلام الزهري, وليس كما ظن, لما ذكرته عن مسندي أحمد والسراج, وقد جرت عادة البخاري بهذا الاختصار كثيراً, والتقدير : عن الزهري بهذا السند إلى النبي صلى الله عليه وسلم, قال (لا وضوء)) الحديث... ثم ذكر مثالاً آخر لذلك.
قلت: وقد ذكرت هذا لأنه سيأتي معنا مستقبلاً أمثلة لهذا, فيذكر بعض الحفاظ مثلاً وجهاً من أوجه الاختلاف كاملاً, ثم يتبعه بآخر, ويقتصر على مدار الاختلاف أو من فوقه, ومقصوده أي ببقية الإسناد, والله أعلم.
[5] وساج بن عمرو, ويقال: وساج بن عقبة, روى عنه إبراهيم بن محمد الفرابي, وسليمان بن عبد الحميد البهراني, وذكره ابن حبان في الـثقات. وقال ابن حجر: مستور. (التهذيب 11/116, التقريب 7406).
قلت: ولعل الراجح أنه مجهول الحال, والله أعلم.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|