عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 12-02-2020, 02:41 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,548
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أقوال العلماء الأعلام على أحاديث عمدة الأحكام كتاب الطهارة

أقوال العلماء الأعلام على أحاديث عمدة الأحكام (دخول الخلاء والاستطابة 4)


الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك

باب دخول الخلاء والاستطابة











الحديث الرابع







14- عن أنس بن مالك - رضي الله عنه- أنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- إذا دخل الخلاء فأحمل أنا وغلام نحوي إداوة من ماء وعنزة فيستنجي بالماء.







والعنزة: الحربة الصغيرة.



والإداوة: إناء صغير من جلد.







قال البخاري: (باب الاستنجاء بالماء، وساق الحديث بلفظ: كان النبي - صلى الله عليه وسلم- إذا خرج لحاجته أجيء أنا وغلام معنا إداوة من ماء، يعنى يستنجي به).







قال الحافظ: (أراد بهذه الترجمة الرد على من كرهه، وعلى من نفى وقوعه من النبي - صلى الله عليه وسلم-.







قوله: (فاحمل أنا وغلام نحوي).



قال الحافظ: (أي مقارب لي في السن، والغلام هو المترعرع. قاله أبو عبيد، وقال في المحكم من لدن الفطام إلى سبع سنين.







وحكي الزمخشري في "أساس البلاغة": أن الغلام هو الصغير إلى حد الالتحاء، فإن قيل له بعد الالتحاء غلام فهو مجاز.







قوله: (إداوة من ماء) الإداوة: إناء صغير من جلد.







قوله: (فيستنجي بالماء) وعند الإسماعيلي فأنطلق أنا وغلام من الأنصار معنا إداوة فيها ماء يستنجي منها النبي - صلى الله عليه وسلم- . وللبخاري: إذا تبرز لحاجته أتيته بماء فيغسل به. ولمسلم: فخرج علينا وقد استنجى بالماء)[1].







وقال البخاري: (باب حمل العنزة مع الماء في الاستنجاء، وذكر الحديث وقال في آخره: العنزة عصا عليه زج).







قال الحافظ: (العنزة: عصا أقصر من الرمح لها سنان، وقيل: هي الحربة القصيرة. قال: وفي "الطبقات" لابن سعد أن النجاشي كان أهداها للنبي - صلى الله عليه وسلم-، وهذا يؤيد كونها كانت على صفة الحربة، لأنها من آلات الحبشة)[2].







قوله: ثم يدخل (الخلاء).







قال الحافظ: (المراد به هنا الفضاء، لقوله في الرواية الأخرى: "كان إذا خرج لحاجته" ولقرينة حمل العنزة مع الماء، فإن الصلاة إليها إنما تكون حيث لا سترة غيرها، وأيضا فإن الأخلية التي في البيوت كان خدمته فيها متعلقة بأهله، وفهم بعضهم من تبويب البخاري أنها كانت تحمل ليستتر بها عند قضاء الحاجة وفيه نظر، لأن ضابط السترة في هذا ما يستر الأسافل، والعنزة ليست كذلك، نعم يحتمل أن يركزها أمامه ويضع عليها الثوب الساتر، أو يركزها بجنبه لتكون إشارة إلى منع من يروم المرور بقربه، أو تحمل لنبش الأرض الصلبة، أو لمنع ما يعرض من هوام الأرض، لكونه - صلى الله عليه وسلم- كان يبعد عند قضاء الحاجة أو تحمل لأنه كان إذا استنجى توضأ،وإذا توضأ صلى، وهذا أظهر الأوجه واستدل البخاري بهذا الحديث على غسل البول.







وفيه جواز استخدام الأحرار- خصوصا إذا أرصدوا لذلك- ليحصل لهم التمرن على التواضع.







وفيه أن في خدمة العالم شرفا للمتعلم، لكون أبي الدرداء مدح ابن مسعود بذلك، يعني قوله: (أليس منكم صاحب النعلين والطهور والوسادة)[3]. والله أعلم.







[1] فتح الباري: (1/ 250).



[2] فتح الباري: (1/ 252).



[3] فتح الباري: (1/ 252).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.60 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.97 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]