عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-02-2020, 04:21 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 165,853
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تحقيق تخريج مسألة ( أنا أعلم الناس بوقت صلاة العشاء )

تحقيق تخريج مسألة ( أنا أعلم الناس بوقت صلاة العشاء )
أ. د. محمد بن تركي التركي








النظر في المسألة:

مما تقدم يتضح أنه اختلف على أبي بشر، وعلى أحد الرواة عنه، وخلاصة ما تقدم:

1- رواه هشيم بن بشير، وسفيان بن الحسين، ورقبة بن مصقلة، وأبو عوانة _ في وجه مرجوح عنه _، أربعتهم عن أبي بشر، عن حبيب بن سالم، عن النعمان.




2- ورواه أبو عوانة _ في الراجح عنه _، وشعبة، عن أبي بشر، عن بشير بن ثابت، عن حبيب، عن النعمان.




ولعل الوجه الأول أرجح عن أبي بشر؛ حيث رواه ثلاثة من الثقات كذلك، وفيهم هشيم وهو من أثبت الناس في أبي بشر، كما تقدم.




ولكن يرى أبو زرعة وابن أبي حاتم أن الصواب مع من رواه على الوجه الثاني بزيادة رجل في الإسناد، وهو بشير بن ثابت.




وتابعهما في ذلك الترمذي، كما تقدم النقل عنه.




قلت: وفي ذلك نظر؛ حيث إن من رواه بعدم ذكر بشير بن ثابت كلهم ثقات، بل وفيهم هشيم بن بشير، وهو من أوثق الناس في أبي بشر، وعددهم أكثر ممن رواه على الوجه الثاني، وهذا يقتضي ترجيح الوجه الأول.




إلا أنه يمكن القول بأن الوجه الثاني محفوظ أيضاً؛ وذلك لأنه من رواية ثقتين ثبتين، إضافة إلى تصحيح هؤلاء الأئمة له.




ولعل أبا بشر كان يرويه على الوجهين، والله أعلم.




والحديث من وجهه الثاني إسناده صحيح؛ فرجاله ثقات، كما تقدم.




كما إن له شواهد كثيرة تدل على جواز تأخير العشاء، منها ما أخرجه البخاري (مع الفتح) 2/62، كتاب مواقيت الصلاة، باب وقت العشاء إلى نصف الليل، رقم 572، ومسلم 1/443، كتاب المساجد، باب وقت العشاء وتأخيرها، رقم 640، وغيرهم من حديث أنس، قال:((أخَّرَ النبي صلى الله عليه وسلم العشاء إلى نصف الليل ثم صلى...)) وله شواهد أخرى، عن جابر، وعائشة، وابن عمر، وغيرهم، كلها في الصحيحين أو أحدهما. انظر البخاري، رقم 565، 566، 567، 569، ومسلم 1/441-443.



المصدر: كتاب "علل الحديث"، للإمام الحافظ أبي محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي.





[1] يعني: هشيم. وسفيان بن حسين, وأبو عوانة _ من رواية أحمد بن يونس عنه _.




[2] يعني النبي صلى الله عليه وسلم.




[3] قال صاحب التعليق المغني على سنن الدار قطني 1/270: أي يصلي العشاء وقت غروب القمر ليلة الثالثة من الشهر, قاله الطيبي. وقال الزركشي: الظاهر أنه إخبار عن صلاته العشاء كل ليلة, لا عن صلاته ليلة الثالثة فقط.

وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي 1/308: والمراد بقوله (لسقوط القمر ليلة ثالثة): وقت مغيب القمر في الليلة الثالثة من الشهر, وقد استدل بعض علماء الشافعية بهذا الحديث على استحباب تعجيل العشاء... وتعقبه ابن التركماني في الجوهر النقي 1/450 فقال: إن القمر في الليلة الثالثة يسقط بعد مضي ساعتين ونصف ساعة ونصف سبع ساعة من ساعات تلك الليلة المجزأة على ثنتي عشرة ساعة, والشفق الأحمر يغيب قبل ذلك بزمن كثير, فليس في ذلك دليل على التعجيل عند الشافعية ومن يقول بقولهم.

قال أحمد شاكر: و قد يظهر هذا النقد صحيحاً دقيقاً في بادئ الرأي, وهو صحيح من جهة أن الحديث لا يدل على تعجيل العشاء, وخطأ من جهة حساب غروب القمر, فلعل ابن التركماني راقب غروب القمر في الليلة الثالثة من بعض الشهور, ثم ظن أن موعد غروبه متحد في كل ليلة ثالثة من كل شهر.

وليس الأمر كذلك, كما يظهر من الجدول الآتي لوقت غروب القمر في الليلة الثالثة من كل شهر من شهور العام الهجري الحاضر, وهو عام 1345, _ وأورد الجدول بعد كلامه, ثم قال: ... وقد ذكرنا فيه وقت العشاء ووقت الفجر ووقت غروب القمر بالساعة التي تسمى في اصطلاح أهل العصر الحاضر الساعة العربية, بتقسيم اليوم والليلة إلى 24 ساعة, واحتساب مبدئها من غروب الشمس.

ومنه يظهر خطأ ابن التركماني فإنك إذا قسمت الوقت بين غروب الشمس وبين طلوع الفجر إلى اثني عشر قسماً _ سماها ابن التركماني ساعات _ وجدت أن القمر يغرب في بعض الليالي الثالثة قبل الوقت الذي ذكر, وفي بعض الليالي بعده.

ومنه يظهر أيضاً أن النعمان بن بشير لم يستقرىء أوقات صلاة النبي صلى الله عليه وسلم العشاء استقراءً تاماً, ولعله صلاها في بعض المرات في ذلك الوقت, فظن النعمان أن هذا الوقت يوافق غروب القمر لثالثة دائماً.

ومما يؤيد ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يلتزم وقتاً معيناً في صلاتها, كما قال جابر بن عبدالله في ذكر أوقات صلاة النبي صلى الله عليه وسلم(والعشاء أحياناً يؤخرها وأحياناً يعجل. إذا رآهم اجتمعوا عجل, وإذا رآهم أبطأوا أخر)) وهو حديث صحيح رواه أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي. انتهى.




[4] وقع في مصنف ابن أبي شيبة طبعة الدار السلفية وإليها العزو (ليلة الثانية) , وهو خطأ مطبعي حيث وقع في طبعة مؤسسة الكتب الثقافية 1/290 (ليلة الثالثة) , وهو الموافق لبقية المصادر التي خرجت الحديث.




[5] وقع في المطبوع من المتفق: جرير بن رقبة, وصوابه : جرير, عن رقبة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.12 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.49 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.97%)]