عرض مشاركة واحدة
  #18  
قديم 09-02-2020, 03:28 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,499
الدولة : Egypt
افتراضي رد: زاد العقول شرح سلم الوصول

زاد العقول شرح سلم الوصول (3/ 17)
أبي أسامة الأثري جمال بن نصر عبدالسلام




(3/ 17)




أولاً: مَن قال بوجوده في اللغة والشرع:
قال بذلك أغلَبُ المتأخِّرين من أهل اللغة، والمجاز عندهم على قسمين:
1- المجاز المركَّب.
2- المجاز المفرَد.
أ- المجاز المركب:
ويُسمَّى أيضًا "مجاز الإسناد".
ويُسمَّى أيضًا "المجاز العقلي".
وعلاقته "الملابسة"؛ وذلك أنْ يُسنَد الفِعل وشِبهُه إلى غَيْرِ ما هو له أصالةً.

وهذا النَّوع على أربعة أقسام:
أ- ما كان طَرفاه حقيقيَّين:
قال - تعالى -: ï´؟ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا ï´¾ [الأنفال: 2].
نسبت الزِّيادة وهي فعْل الله إلى الآيات؛ لكَوْنِها سببًا لها.
قال - تعالى -: ï´؟ وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ ï´¾ [إبراهيم: 28].
نُسِبَ الإحلال إليهم؛ لتسبُّبهم في كُفرِهم بأمرِهم إيَّاهم به.

ب- ما كان طرفاه مجازيين:
قال - تعالى -: ï´؟ فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ ï´¾ [البقرة: 16]؛ أي: ما ربحوا فيها.
وإطلاق الرِّبح والتجارة هنا مجازيَّان.

ج، د- ما كان أحد طرفيه حقيقيًّا والآخَر مجازيًّا:
قال - تعالى -: ï´؟ كَلَّا إِنَّهَا لَظَى * نَزَّاعَةً لِلشَّوَى * تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى ï´¾ [المعارج: 15 - 17].
فإنَّ الدُّعاء من النار مجازٌ.
وقال - تعالى -: ï´؟ حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ï´¾ [محمد: 4].
وقال - تعالى -: ï´؟ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ ï´¾ [القارعة: 9].
فاسم الأمِّ الهاوية مجازٌ؛ أي: إنَّ الأمَّ كافلة لولدها، ومَلجَأ له، كذلك النار للكافرين كافلةٌ ومرجعٌ ومأوى.

ثانيًا: المجاز المفرد:
ويسمى "المجاز اللغوي" أيضًا.
وهو استِعمال اللفظ في غير ما وُضِع له.

وأنواعه كثيرة، منها:
1- الزيادة:
ومثَّلوا له بقوله - تعالى -: ï´؟ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ï´¾ [الشورى: 11].
باعتِبار أنَّ الكاف في "كمثله" زائدة.

2- الحذف:
قال - تعالى -: ï´؟ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا ï´¾ [يوسف: 82]؛ يعني: اسأل "أهل القرية"، و"أهل العِير".

3- إطلاق اسم الكل على الجزء:
قال - تعالى -: ï´؟ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ ï´¾ [البقرة: 19]؛ أي: أناملهم.
قال - تعالى -: ï´؟ وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ï´¾ [المنافقون: 4]؛ أي: وجوههم.
وقال - تعالى -: ï´؟ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ï´¾ [البقرة: 185].
أطلَق الشهر وهو اسم ثلاثين ليلة، وأراد جزءًا منه، وهي الليلة الأولى منه.

4- إطلاق الجزء على الكل:
قال - تعالى -: ï´؟ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ ï´¾ [البقرة: 144]؛ أي: ذواتكم؛ إذ الاستِقبال بالصدر.
وقال - تعالى -: ï´؟ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ ï´¾ [الغاشية: 2 - 3].
عبَّر بالوُجوه عن جميع الأجسام؛ لأنَّ التَّنعِيم والنَّصب حاصلٌ لها جميعًا.
قال - تعالى -: ï´؟ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ ï´¾ [الحج: 10]؛ أي: قمتَ به بيدك، ونسب الكسب إلى اليد؛ لأنَّ أكثر الأعمال تُزاوَل بها.
قال - تعالى -: ï´؟ قُمِ اللَّيْلَ ï´¾ [المزمل: 2].
وقال - تعالى -: ï´؟ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ï´¾ [الإسراء: 78].
وقال - تعالى -: ï´؟ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ï´¾ [البقرة: 43].
وقال - تعالى -: ï´؟ وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا ï´¾ [الإنسان: 26].
أطلَق كلاًّ من: القيام، والقراءة، والركوع، والسجود - وأراد الصلاة.

5- إطلاق اسم الخاص على العام:
قال - تعالى -: ï´؟ إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ï´¾ [الشعراء: 16]؛ أي: رُسله.

6- إطلاق اسم العام على الخاص:
قال - تعالى -: ï´؟ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ ï´¾ [الشورى: 5].
والمراد: للمؤمنين منهم.

7- إطلاق اسم الملزوم على اللازم.

8- إطلاق اسم اللازم على الملزوم:
قال - تعالى -: ï´؟ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ ï´¾ [المائدة: 112]؛ أي: يفعل.
أطلَقَ الاستِطاعة على الفعل؛ لأنها لازمة له.

9- إطلاق المسبب على السبب:
قال - تعالى -: ï´؟ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا ï´¾ [غافر: 13]؛ أي: مطرًا يتسبَّب عنه الرِّزق واللباس.
وقال - تعالى -: ï´؟ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا ï´¾ [النور: 33]؛ أي: مؤنة؛ من مهرٍ، ونفقة، وما لا بُدَّ للمتزوِّج منه.

10- إطلاق السبب على المسبب:
قال - تعالى -: ï´؟ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ ï´¾ [هود: 20]؛ لأنَّه المسبب عن السمع.

11- تسمية الشيء باسم ما كان عليه:
قال - تعالى -: ï´؟ وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ ï´¾ [النساء: 2]؛ أي: الذين كانوا يتامى.
قال - تعالى -: ï´؟ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ ï´¾ [البقرة: 232]؛ أي: الذين كانوا أزواجهن.

12- تسمية الشيء بما يؤول إليه:
قال - تعالى -: ï´؟ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ï´¾ [يوسف: 36]؛ أي: عنبًا يَؤُول إلى الخمريَّة.
قال - تعالى -: ï´؟ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ï´¾ [نوح: 27]؛ أي: صائرًا إلى الفجور والكُفر.
قال - تعالى -: ï´؟ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ï´¾ [البقرة: 230].
سمَّاه زوجًا؛ لأنَّ العقد يَؤُول إلى الزوجيَّة.

13- إطلاق المحلِّ على الحالِّ:
قال - تعالى -: ï´؟ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ï´¾ [العلق: 17]؛ يعني: فليدع أهل ناديه؛ أي: مجلسه.
قال - تعالى -: ï´؟ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ ï´¾ [يوسف: 82]؛ يعني: أهل القرية.

14- إطلاق اسم الحالِّ على المحلِّ:
قال - تعالى -: ï´؟ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ï´¾ [آل عمران: 107]؛ أي: في الجنة؛ لأنها محل الرحمة.
عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((تحاجَّت النار والجنَّة، فقالت النار: أُوثِرت بالمتكبِّرين والمتجبِّرين، وقالت الجنَّة: فما لي لا يدخُلني إلا ضُعَفاء الناس وسقطهم وعجزهم، فقال الله للجنة: أنت رحمتي؛ أرحَمُ بك مَن أشاء من عِبادي، وقال للنار: أنت عذابي؛ أعذِّب بك مَن أشاء من عِبادي، ولكلِّ واحدةٍ منكم مِلؤُها؛ فأمَّا النار فلا تمتَلِئ، فيضَع قدمه عليها فتقول: قطْ قطْ، فهنالك تمتَلِئ ويُزوَى بعضها إلى بعض))؛ أخرجه مسلم[3].

15- تسمية الشيء باسم آلته:
قال - تعالى -: ï´؟ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ ï´¾ [إبراهيم: 4]؛ أي: بلغة قومه.


16- تسمية الشيء بضده:
قال - تعالى -: ï´؟ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ï´¾ [آل عمران: 21].
والبشارة حقيقة في الخبر السارِّ.

يتبع





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.94 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.46%)]