عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-02-2020, 05:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,757
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أقوال العلماء الأعلام على أحاديث عمدة الأحكام كتاب الطهارة

أقوال العلماء الأعلام
على أحاديث عمدة الأحكام
كتاب الطهارة (3)
الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك


الحديث الثالث

3- عن عبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة وعائشة- رضي الله عنه- قالوا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:" ويل للأعقاب من النار".


قال البخاري: باب غسل الرجلين ولا يمسح على القدمين، وساق حديث عبد الله بن عمرو قال: تخلف النبي - صلى الله عليه وسلم- عنا في سفرة سافرناها، فأدركنا وقد أرهقنا العصر، فجعلنا نتوضأ ونمسح على أرجلنا، فنادى بأعلى صوته: "ويل للأعقاب من النار" مرتين أو ثلاثا.

قال ابن بطال: (كأن الصحابة أخروا الصلاة في أول الوقت طمعا أن يلحقهم النبي - صلى الله عليه وسلم- فيصلوا معه، فلما ضاق الوقت بادروا إلى الوضوء، ولعجلتهم لم يسبغوه، فأدركهم على ذلك فأنكر عليهم)[1] انتهى.
وفي رواية لمسلم: عن أبي هريرة- رضي الله عنه- أن النبي - صلى الله عليه وسلم- رأى رجلا لم يغسل عقبه فقال ذلك.

قوله: (ويل للأعقاب من النار). العقب: مؤخر القدم.

قال الحافظ: (وجاز الابتداء بالنكرة لأنه دعاء، واختلف في معناه على أقوال: أظهرها ما رواه ابن حبان في صحيحه من حديث أبي سعيد مرفوعا: "ويل واد في جهنم ".

قال ابن خزيمة: لو كان الماسح مؤديا للفرض لما توعد بالنار، وأشار بذلك إلى ما في كتب الخلاف عن الشيعة أن الواجب المسح أخذا بظاهر قراءة "وأرجلكم" بالخفض، وقد تواترت الأخبار عن النبي - صلى الله عليه وسلم- في صفة وضوئه أنه غسل رجليه وهو المبين لأمر الله، وقد قال في حديث عمرو بن عبسة الذي رواه ابن خزيمة وغيره مطولا في فضل الوضوء: "ثم يغسل قدميه كما أمره الله" ولم يثبت عن أحد من الصحابة خلاف ذلك إلا عن علي وابن عباس وأنس، وقد ثبت عنهم الرجوع عن ذلك.

قال عبد الرحمن بن أبي ليلى: أجمع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- على غسل القدمين. رواه سعيد بن منصور.
قال: وفي الحديث تعليم الجاهل، ورفع الصوت بالإنكار، وتكرار المسالة لتفهم)[2]انتهى.



وقال البخاري: باب غسل الأعقاب. وكان ابن سيرين يغسل موضع الخاتم إذا توضأ، وساق حديث أبي هريرة عن محمد بن زياد قال سمعت أبا هريرة وكان يمر بنا والناس يتوضؤون من المطهرة قال: أسبغوا الوضوء، فإن أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم- قال: "ويل للأعقاب من النار".

قال الحافظ: (وفيه أن العالم يستدل على ما يفتي به ليكون أوقع في نفس سامعه، وإنما خصت بالذكر لصورة السبب كما تقدم في حديث عبد الله بن عمرو، فيلتحق بها ما في معناها من جميع الأعضاء التي قد يحصل التساهل في إسباغها. وفي الحاكم وغيره من حديث عبد الله بن الحارث: "وبل للأعقاب وبطون الأقدام من النار" ولهذا ذكر في الترجمة أثر ابن سيرين في غسله موضع الخاتم لأنه قد لا يصل إليه الماء إذا كان ضيقا، والله أعلم) [3]انتهى.

وأما حديث عائشة فهو في مسلم قالت: يا عبد الرحمن، أسبغ الوضوء، في سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: "ويل للأعقاب من النار".

وروى مسلم أيضا عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- أن رجلا توضأ فترك موضع ظفر على قدمه فأبصره النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال: "ارجع فأحسن وضوءك" وبالله التوفيق.


[1] فتح الباري: (1/ 265).

[2] فتح الباري: (1/ 266).

[3] فتح الباري: (1/ 267).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.70 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.07 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.55%)]