عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-01-2020, 11:15 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,550
الدولة : Egypt
افتراضي عن العشق والهوى بين الصديقات

عن العشق والهوى بين الصديقات


الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي



السؤال
السلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاته.
أرجو أنْ تكونوا بخيرٍ وعافية، مِن خلال اشتراكي في موقع (الفيس بوك)، رأيتُ كثيرًا من الصديقات يتبادلْنَ كلماتِ العِشق والهوى، كأنْ تُخبرها: "أَعشقكِ"، "أهواكِ"، "أتنفَّسكِ"، "وأُدمنكِ"، "تَعالي خُذيني في حِضنك"، وغيرها مِن الكلمات التي لا تَليق أبدًا أن تُوجِّهها فتاة لفتاة أخرى، ويقُلْنَ - أيضًا -: إنهنَّ "مِن المتحابَّات في الله".

ما أُريده منكم يا أفاضلُ أن تُقدِّموا النصيحةَ حولَ هذا الموضوع؛ لكي أقدِّمها لبعض الفتيات؛ لكي لا يقَعْنَ في الحرام؛ شاكرةً لكم جهودَكم.


الجواب
الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسلامُ على رَسولِ اللهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومَن والاهُ، أمَّا بعدُ:
فجَزاكِ الله خيرًا على غَيرتِكِ على انتهاكِ حُدودِ الشَّريعة، وعلى سَعيِكِ للتمسُّك بالقِيم والمُثل الإسلاميَّة، والشِّيم العربيَّة، وبعد:
فلا يَشتَبِهُ على مُسلمٍ سليمِ الحِسِّ قبحُ الألفاظ المتداوَلَة بيْن الفتيات على مواقِع التواصل الاجتماعي، وسوءُ تلك الكلماتِ معلومةٌ بالبداهةِ العقليةِ؛ فالفِطرةُ السليمةُ التي لم تَفْسُد تَنفِرُ من تلك الألفاظ التي لا تُستَعمَلُ إلاَّ حالَ المخادَنةِ بيْن الرِّجال والنِّساء، أو بين الشاذَّات مِن النساء، وهكذا، وقولُ تلك الفتيات: إنهنَّ مِن المتحابَّات في الله، خِداعٌ للنفْس؛ فهذا الغلوُّ في عباراتِ العشق، لا يكون بيْن المتحابِّين في الله؛ بل استصحاب ذلك المعنى الشرعي - الذي هو أَوثقُ عُرَى الإيمان - مِن العبثِ والاستهزاءِ.
وأدْعو تلك الفتيات لتأمُّلِ أحوالِ خيرِ القرون مِن الصحابيَّات الفُضليات وأمهات المؤمنين، اللاتي تبوأْنَ المرتبةَ السامية؛ لمكانتهنَّ مِن رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فأصبحْنَ في الأُفُق العالي الكريم اللائِقِ ببيتِ الرسولِ العظيم؛ فهنَّ مناراتٌ يَهتَدِي بهنَّ السالكاتُ مِن نِسائنا؛ في القِيَم التي أرادها الله لبيتِ النبوَّة الطاهر، والتي تَجِد ترجمتَها الحيَّة فيهنَّ، ولم يُنقَلْ عنهنَّ مثلُ هذه الألفاظ التي أخذَها بناتُنا مِن الاطِّلاع على ثقافاتِ الآخرين، والتي لا تُناسِب ثقافتَنا؛ فضلاً عن تنافُرها مع دِيننا الحنيف.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.69 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.06 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.00%)]