
25-01-2020, 12:30 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,569
الدولة :
|
|
رد: بين يدي رمضان
بين يدي رمضان
الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم
اذا يحدث في أول ليلة من رمضان؟
عن أبي هُرَيرة - رضيَ الله عنه - قال رسول الله: ((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، صُفِّدت الشياطين، ومَرَدة الجن، وغُلِّقت أبواب النار فلم يُفتح منها باب، وفُتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، ويُنادي منادٍ: يا باغيَ الخير أقْبِل، ويا باغي الشر أقْصِر، ولله عتقاء منَ النار، وذلك كل ليلة))؛ رواه التِّرمذي، وابن ماجَهْ؛ وابن خُزَيْمة في صحيحه، والبيهقي.
إنَّ خير الهدي هدي محمد؛ ومِن هَدْيه في هذا الموضع المُبَادرةُ إلى تذكير الناس ببركات هذا الموسم العظيم؛ فقد قال لأصحابه في أول ليلة من رمضان: ((أتاكم شهر رمضان، شهر مبارك، فرض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتُغَلُّ فيه مَرَدَة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِمَ))؛ رواه النسائي، والبيهقي؛ وحَسَّنه الألباني.
كيف يستقبل باغي الخير رمضان؟
أولاً: بالمُبَادرة إلى التَّوبة الصَّادقة المستوفية لشروطها، وكثرة الاستغفار؛ لأنَّه شرع في استفتاح بعض الأعمال؛ كما في خطبة الحاجة ((نَحْمَده؛ ونستعينه؛ ونستغفره))؛ كما نُدب إليه مطلقًا، وقال الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: 8].
ثانيًا: بتَعَلُّم ما لا بدَّ منه من فقه الصيام؛ أحكامه وآدابه، والعبادات المُرتَبطة برمضان من اعتكاف، وعمرة، وزكاة فِطر وغيرها؛ قال رسول: ((طَلَب العلم فريضةٌ على كل مسلم)).
ثالثًا: عقد العزم الصَّادق، والهمَّة العالية على تعمير رمضان بالأعمال الصَّالحة، قال - تعالى -: {فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ} [محمد: 21]؛ وقال - جَلَّ وعَلا -: {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً} [التوبة: 46]، وتَحَرِّي أفضل الأعمال فيه وأعظمها أجرًا.
رابعًا: استحضار أنَّ رمضان كما وَصَفَه الله - عَزَّ وَجَلَّ - أيام معدودات، سرعان ما يولي، فهو موسم فاضل؛ ولكنَّه سريع الرَّحيل، واستحضار أنَّ المشقَّة الناشِئة عن الاجتهاد في العبادة تذهب أيضًا، ويبقى الأجر، وشَرْح الصَّدر، فإن فَرَّطَ الإنسان ذَهَبَتْ ساعات لَهْوِه وغفلته، وبقيت تبعاتُها وأوزارها.
خامسًا: الاجتهاد في حفظ الأذكار والأدعية المُطلَقة منها والمُوَظَّفة، خصوصًا الوظائف المتعلقة برمضان؛ استدعاءً للخشوع، وحضور القلب؛ واغتنامًا لأوقات إجابة الدُّعاء في رمضان، والاستعانة على ذلك بدعاء: ((اللهمَّ أعنِّي على ذكركَ، وشكركَ، وحُسن عبادتك))، وهاكَ الأذكار الثابتة المُتَعَلِّقة بوظائف رمضان:
ما يقول إذا رأى الهلال[6]:
- يقول مستقبلاً القبلةَ[7]: ((الله أكبر؛ اللهم أَهِلَّه علينا بالأمن والإيمان، والسَّلامة والإسلام، والتوفيق لما تحبُّ وترضى، ربنا وربكَ الله)).
- وإذا رأى القمر، قال: ((أعوذ بالله من شر هذا الغاسق إذا وقب))[8].
- ((وإذا صام، فلا يرفث، ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتَمه فلْيَقُل: إني صائم، إني صائم))[9] (مرتين أو أكثر).
يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|