الموضوع: في بيتنا دش
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-01-2020, 11:59 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,496
الدولة : Egypt
افتراضي في بيتنا دش

في بيتنا دش


د. ياسر بكار





السؤال

أنا شاب مستقيم ولله الحمد، ولي الكثير من الصحبة الصالحة، إلا أن في بيتنا (دِش)، يشاهده جميع من في المنزل من رجال ونساء، حيث إنه يجلب الموسيقى والأفلام المحرمة، التي تبث الفحش والتبرج والسفور، ففي بعض الأحيان أحاول إنكار مثل هذه المنكرات لكني لا أستطيع، بسبب والدتي التي تمنعني، وتقوِّي الآخرين على الاستمرار في المنكر.


ففي بعض الأحيان تراودني أفكار بترك المنزل، وعدم الرجوع إليه؛ لما فيه من منكرات تُغضب الله عز وجل.



فأرجو من الله ثم منكم، التوصُّل إلى حل لمشكلتي التي قد أتعبتني كثيراً.



الجواب

مرحباً بك سيدي الكريم.. وأهلاً وسهلاً في موقع (الألوكة)..


عندما تأملت في رسالتك، جاءني شعور بأن الأمر في بيتكم لا يقتصر على (دِش) تريد إخراجه من منزلك وتحمي أخوتك من شره، بل إن الأمر أكثر من ذلك، ما يحدث في أسرتك هو عدم رضا من أسلوب تواصلك معهم، هناك غضب من طريقة نظرتك إليهم وتعاملك معهم.



صدقني لا يوجد أم تدعو أبناءها للمنكر، لكنها – عبر مقاومتها لك - تريد أن ترسل رسالة واضحة، مفادها: إنها غير راضية عن تفاعُلك داخل هذه الأسرة.



سيدي الكريم، لا أحد يناقشك في خطورة (الدِّش) غير المنضبط، لكن ما أريدك أن تهتم به في الشهرين القادمين هو أن تنسى أمر (الدِّش)، وتهتم بتعزيز مكانتك في البيت، وبناء صورة إيجابية لك، من خلال القيام بعشرات الأفعال الإيجابية؛ كالتعاطف مع من يمر بأزمة، والسؤال عن أحوال أخوتك بعد عودتهم من المدارس وجلب الأكلات اللذيذة، وابتكار (المفاجآت) الممتعة لجميع أفراد العائلة، والقيام بكل ما يدخل السعادة والحبور على قلوبهم وأرواحهم.



أخيراً؛ في أعماق الناس خير كبير ونبع حب لا ينضب، وكل ما نحتاجه هو أن نفجِّره ليفيض خيراً وعطاءً، أما الهروب فلم يكن يوماً منهجاً للأنبياء والمصلحين، ومع إنه أسهل الطرق لكنه الأكثر ضرراً.



وفقك الله لكل خير، ومرحباً بك في موقعك (الألوكة) في كل حين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.63 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.12%)]