
01-01-2020, 01:21 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,551
الدولة :
|
|
رد: التحليل اللغوي في سورة الفاتحة
التحليل اللغوي في سورة الفاتحة
د. أيوب جرجيس العطية
2- في قوله الصراط المستقيم..) جاء معرفا بـ(أل) بدلا من النكرة، وفي( صراط الذين ....) معرفا بالإضافة ، وذلك يفيد تعينه واختصاصه ، وأنه صراط واحد ، وأما طرق أهل الغضب والضلال فإنه سبحانه يجمعها ويفردها كقوله وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) فوحد لفظ الصراط وسبيله؛ وجمع السبل المخالفة له؛ وقال ابن مسعود: خط لنا رسول الله خطا وقال هذا سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمينه وعن يساره وقال: هذه سبل على كل سبيل شيطان يدعو إليه ثم قرأ قوله تعالى (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) وهذا لأن الطريق الموصل إلى الله واحد وهو ما بعث به رسله وأنزل به كتبه لا يصل إليه أحد إلا من هذه الطريق؛ ولو أتى الناس من كل طريق واستفتحوا من كل باب فالطرق عليهم مسدودة والأبواب عليهم مغلقة إلا من هذا الطريق الواحد فإنه متصل بالله موصل إلى الله قال الله تعالى: (هذا صراط علي مستقيم).
3- في قوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم...)
عدى الفعل بنفسه ولم يعده ب(إلى) كما قال تعالى: (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم)، وقال تعالى: (واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم)[23]، ذلك لأن فعل الهداية يتعدى بنفسه تارة وبحرف إلى تارة وباللام تارة والثلاثة في القرآن.
فمن المعدى بنفسه هذه الآية، وقوله (ويهديك صراطاً مستقيماً).
ومن المعدى بـ(إلى) قوله (وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم)، وقوله تعالى: (قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم).
ومن المعدى باللام قوله في قول أهل الجنة (الحمد لله الذي هدانا لهذا) [الأعراف 43]؛ وقوله تعالى (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) [الإسراء 9].
والفروق لهذه المواضع تدق جداً عن أفهام العلماء، ولكن نذكر قاعدة تشير إلى الفرق وهي أن الفعل المعدى بالحروف المتعددة لا بد أن لا يكون له مع كل حرف معنى زائد على معنى الحرف الآخر، وهذا بحسب اختلاف معاني الحروف.
فإن ظهر اختلاف الحرفين ظهر الفرق، نحو رغبت عنه ورغبت فيه؛ وعدلت إليه وعدلت عنه؛ وملت إليه و[ملت] عنه؛ وسعيت إليه وسعيت به.
وأن تفاوت معنى الأدوات عسر الفرق، نحو قصدت إليه وقصدت له؛ وهديته إلى كذا وهديته لكذا؛ وظاهرية النحاة يجعلون أحد الحرفين بمعنى الآخر.
فإذا عرفت هذا ففعل الهداية متى عدي بإلى تضمن الإيصال إلى الغاية المطلوبة فأتى بحرف الغاية ومتى عدي باللام تضمن التخصيص بالشيء المطلوب فأتى باللام الدالة على الاختصاص والتعيين؛ فإذا قلت هديته لكذا فهم معنى ذكرته له وجعلته له وهيأته ونحو هذا؛ وإذا تعدى بنفسه تضمن المعنى الجامع لذلك كله وهو التعريـف والبيان والإلهام.
4- في قوله(إياك نعبد..) عدل عن (أعبد) فالفاعل في (نعبد) هو ضمير جماعة المتكلمين والقارئ واحد؛ و ذلك لأمور:
أ-أن المراد: أعبدك أنا ومن يعبدك من أخوتي المؤمنين ممن تقدمت عبادته أو ستأتي؛ ففيه مزيد من التعظيم لله.
ب-في هذا التعبير تواضع من العبد وذل واعتراف بالتقصير؛ فهو يرى أنه ليس أهلاً لعبادة الله ويرى عبادته قاصرة ضعيفة فيتكثر بعبادة إخوته من المؤمنين.
ج- فالصواب أن يقال: هذا مطابق لقوله (إياك نعبد وإياك نستعين)؛ والإتيان بضمير الجمع في الموضعين أحسن وأفخم فإن المقام مقام عبودية وافتقار إلى الرب تعالى وإقرار بالفاقة إلى عبوديته واستعانته وهدايته فأتى به بصيغة ضمير الجمع أي نحن معاشر عبيدك مقرون لك بالعبودية.
وهذا كما يقول العبد للملك المعظم شأنه نحن عبيدك ومماليكك وتحت طاعتك ولا نخالف أمرك فيكون هذا أحسن وأعظم موقعا عند الملك من أن يقول: أنا عبدك ومملوكك ولهذا لو قال: أنا وحدي مملوكك استدعى مقته؛ فإذا قال: أنا وكل من في البلد مماليكك وعبيدك وجند لك كان أعظم وأفخم لأن ذلك يتضمن أن عبيدك كثير جدا وأنا واحد منهم وكلنا مشتركون في عبوديتك والاستعانة بك وطلب الهداية منك فقد تضمن ذلك من الثناء على الرب بسعة مجده وكثرة عبيده وكثرة سائليه الهداية ما لا يتضمنه لفظ الإفراد فتأمله.
وإذا تأملت أدعية القرآن رأيت عامتها على هذا النمط نحو ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ونحو دعاء آخر البقرة وآخر آل عمران وأولها وهو أكثر أدعية القرآن الكريم).
5- في قوله تعالى (صراط الذين أنعمت عليهم) دون (صراط النبيين والصديقين والشهداء والصالحين)
وجه الحكمة في إضافة الصراط الموصول المبهم في قوله تعالى (الذين أنعمت عليهم) ولم يذكرهم بخصوصهم فيقول: صراط النبيين والصديقين؛ فعدل إلى لفظ المبهم دون المفسر لأمور:
أ-إحضار العلم وإشعار الذهن عند سماع هذا فإن استحقاق كونهم من المنعم عليهم هو بهدايتهم إلى هذا الصراط، فبه صاروا من أهل النعمة؛ وهذا كما يعلق الحكم بالصلة دون الاسم الجامد، لما فيه من الإنعام باستحقاق ما علق عليها من الحكم بها، وهذا كقوله تعالى (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سراً وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم) [البقرة 274]؛ (والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون)؛ (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم) [الأحقاف 13].
وهذا الباب مطرد فالإتيان بالاسم موصولاً [أدل] على هذا المعنى من ذكر الاسم الخاص.
ب-إشارة إلى أن نفي [كذا] التقليد عن القلب واستشعار العلم بأن من هدى إلى هذا الصراط فقد أنعم عليه فالسائل مستشعر سؤاله الهداية وطلب الإنعام من الله عليه؛ والفرق بين هذا الوجه والذي قبله: أن الأول يتضمن الإخبار بأن أهل النعمة هم أهل الهداية إليه؛ والثاني يتضمن الطلب والإرادة وأن تكون منه.
7- وقدم الغضب على الضلال ، وإن كان الغضب من نتيجة الضلال ضل عن الحق فغضب عليه لمجاورة الإنعام ، ومناسبة ذكره قرينة ، لأن الإنعام يقابل بالانتقام ، ولا يقابل الضلال الإنعام فالإنعام إيصال الخير إلى المنعم عليه ، والانتقام إيصال الشر إلى المغضوب عليه ، فبينهما تطابق معنوي ، وفيه أيضا تناسب التسجيع ، لأن قوله ولا الضالين ، تمام السورة ، فناسب أواخر الآي ، ولو تأخر الغضب ، ومتعلقه لما ناسب أواخر الآي.
8- التعريف: جاءت كلمة(الحمد) معرفة بدل النكرة ،لإن الألف واللام في كلمة (الحمد) دالة في قول كثير من العلماء على استغراق الحمد بكل أنواعه وأفراده أي أن الحمد كله لله ، وليس أحد محموداً على الحقيقة إلا الله؛ ومن له الحمد كله فلا بد أن يكون على كل شيء قدير، وأنه خالق كل شيء، وإلا لما استحق الحمد كله، وهذا معنى توحيد الربوبية. ف الكلمة تناسب المقام العام للنص في متماسكة معه دلاليا.
وسائل الترابط المعجميّ:
أولا: التكرار ودوره في التماسك النصّي:
هو شكل من أشكال التَّماسك المعجمي، وهو من الظواهر التي تتسم بها اللغات عامة واللغة العربية خاصة، " التي نجدها في الألفاظ والتراكيب والمعاني لتحقيق البلاغة في التعبير ولتأكيد الكلام والجمال في الأداء اللغوي".
ويُعرِّفه الرضي: بأنَّه "ضم الشيء إلى مثله في اللفظ مع كونه إياه في المعنى، للتأكيد والتقرير والغالب فيما يفيد التأكيد أنَّ يذكر بلفظين فصاعد" وهو في التعريفات الحديثة "إعادة عنصر معجمي أو ورود مرادف له أو شبه مرادف أو عنصر مطلق أو اسم عام"
وهذا التكرار في ظاهر النص يصنع ترابطاً بين أجزاء النص بشكل واضح فهو يُعَدُّ من ضروب الإحالة إلى سابق كما اتضح من خلال تعريف "الإحالة التكرارية" بمعني أنَّ الثاني منهما يحيل إلى الأول، ومن ثم يحدث السبك بينهما، وبالتالي بين الجملة أو الفقرة الوارد فيها الطرف الأول من طرفي التكرار، والجملة أو الفقرة الوارد فيها الطرف الثاني من طرفي التكرار"
أ- لفظ الجلالة(الله) جاء مرتين،في (البسملة)،وفي(الحمد لله ربّ...) فذكرت الأولى استعانة وتبركا،وذكرت الثانية لبيان استحقاق الربّ للحمد ، فارتبطت البنية الثانية بالأولى.
ب- وفي تكرار (الرحمن الرحيم ) في البنية الأولى والثانية تنبيه على عظم قدر هاتين الصفتين وتأكيد أمرهم ، والتكرار في الوصف ، ويكون إما لتعظيم الموصوف ، أو للتأكيد ، ليتقرر في النفس.
فمبالغة فعلان مثل غضبان وسكران من حيث الامتلاء والغلبة ، ومبالغة فعيل من حيث التكرار والوقوع بمحال الرحمة ، ولذلك لا يتعدى فعلان ، ويتعدى فعيل. تقول زيد رحيم المساكين كما تعدى فاعلا ، قالوا زيد حفيظ علمك وعلم غيرك ، حكاه ابن سيده عن العرب. وقال مجاهد : رحمن الدنيا ورحيم الآخرة. ،وقال أبو علي الفارسي : الرحمن اسم عام في جميع أنواع الرحمة ، يختص به اللّه ، والرحيم إنما هو في جهة المؤمنين ، كما قال تعالى وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً)[24]. ووصف اللّه تعالى بالرحمة مجاز عن إنعامه على عباده ، ألا ترى أن الملك إذا عطف على رعيته ورق لهم ، أصابهم إحسانه فتكون الرحمة إذ ذاك صفة فعل؟
في ذكر هاتين الصفتين ثناء على الله تعالى وقد تقدم قول النبي (فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي؛ وإذا قال: الرحمن الرحيم قال الله تعالى: أثنى علي عبدي) والثناء معناه تكرير الحمد وهنا وقع ثناء مع شيء من تفصيل.
وفي ذكر هذين الاسمين ذكر لحظ العبيد من الملك المعبود وهو الرحمة العظيمة .
ج- قال تعالى (إياك نعبد وإياك نستعين) ولم تكن الآية (إياك نعبد ونستعين) وهذه أخصر ولذلك معنى عظيم فإن في إعادة إياك مرة أخرى دلالة على تعلق هذه الأمور بكل واحد من الفعلين ففي إعادة الضمير من قوة الإقتضاء لذلك ما ليس في حذفه فإذا قلت لملك مثلاً: إياك أحب وإياك أخاف كان فيه من اختصاص الحب والخوف بذاته والإهتمام بذكره ما ليس في قولك إياك أحب وأخاف.
د- وفي ذكر الصراط قال(الصراط المستقيم، صراط الذين...)
جرى ذكر الصراط المسؤول مرتين بخلاف غيره؛ والبدل على الصحيح على نية تكرار العامل؛ فكأنهم كرروا طلب الهداية مرتين. فائدته التوكيد لما فيه من التثنية والتكرير ، والإشعار بأنّ الطريق المستقيم بيانه وتفسيره تفسير صراط المسلمين ليكون ذلك شهادة لصراط المسلمين بالاستقامة على أبلغ وجه وآكده ، كما تقول : هل أدلك على أكرم الناس وأفضلهم؟ فلان فيكون ذلك أبلغ في وصفه بالكرم والفضل من قولك : هل أدلك على فلان الأكرم الأفضل ، لأنك ثنيت ذكره مجملا أوّلا ، ومفصلا ثانيا ، وأوقعت فلانا تفسيراً وإيضاحا للأكرم الأفضل فجعلته علما في الكرم والفضل ، فكأنك قلت : من أراد رجلا جامعا للخصلتين فعليه بفلان ، فهو المشخص المعين لاجتماعهما فيه غير مدافع ولا منازع .
ثانيا: التقابل:
وتأمل المقابلة بين الهداية والنعمة ، والغضب والضلال؛ فذكر المغضوب عليهم والضالين في مقابلة المهتدين المنعم عليهم؛ وهذا كثير في القرآن: يقرن بين الضلال والشقاء وبين الهدى والفلاح.
فالثاني كقوله تعالى (أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون) وقوله تعالى (أولئك لهم الأمن وهم مهتدون).
والأول كقوله تعالى (إن المجرمين في ضلال وسعر) [54/47] وقوله تعالى (ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم) [2/7].
وانقسام خلقه إلى : منعم عليهم ومغضوب عليهم وضالين ؛ فإن هذا الانقسام ضروري بحسب انقسامهم في معرفة الحق والعمل به إلى عالم به عامل بموجبه ، وهم أهل النعمة ، وعالم به معاند له ، وهم أهل الغضب ، وجاهل به وهم الضالون .
[1] - علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق، صبحي إبراهيم الفقي، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، ط 1 ، 2000 م القاهرة، ص36.
[2] - علم لغة النص سعيد بحيري، مؤسسة المختار، 2003،القاهرةص119 .
[3] - بلاغة الخطا ب وعلم النصّ د.صلاح فضل ،عالم المعرفة، 1992 م، الكويت ص253
[4] - ينظر الأسلوب دراسة لغوية إحصائية: د. سعد مصلوح ، ، عالم الكتب ، القاهرة ، ط3 ، 1992 ، 29 . ، في النص الأدبي دراسة أسلوبية إحصائية ،- د. سعد مصلوح، عين للدراسات والبحوث ، القاهرة ، 1993 ، 28 .
[5] - الاتجاه الوظيفي ودوره في تحليل اللغة ، د . يحيى أحمد ، عالم الفكر، الكويت،مج 20 ،ع 3 ، ديسمبر1989 ،
[6] - لسات العرب لابن منظور، دار صادر، بيروت ، مادة(نصص).
[7] - أدب الكاتب لابن قتيبة ،المكتبة العصرية، 2004م، بيروت ص54 .
[8] - بلاغة الخطاب، ص230.
[9] - لسانيات النص لمحمد خطابي،1991 ، المركز الثقافي، بيرون، ص13 .
[10] - علم لغة النص، بحيري ، ص29
[11] - النصّ والسياق فان دايك، ترجمة عبد القادر قنيني،دار أفريقياالشرق، بيروت 2000م، ص17
[12] - روبرت بوجراند، النص والخطاب والإجراءترجمة تمام حسان،عالم الكتب ،1998م، القاهرة ص64.
[13] - علم النص ،فان يدك، ص14 .
[14] - مبادئ في اللسانيات، خولة طالب الإبراهيمي، دار القصبة للنشر، الجزائر، 2000، ص167.
[15] - علم اللغة النصي ص77
[16] - الكتاب لسيبويه (أبي بشر عمرو بن عثمان)، تحقيق عبد السلام هارون، ط3، 1983م، عالم الكتب، بيروت. 1/25س
[17] - دلائل الإعجاز لعبد القاهر الجرجاني , تحقيق د . فايز الداية وأخيه ط 1 , 1983 , دار قتيبة.
[18] - إنّ (الأبنية الكبرى): هي الوحدات البنيوية الشاملة للنصّ، و(الأبنية الصغرى) هي أبنية المتتاليات والأجزاء. ولكل من البنيتين دلالته. وتحديد البنية الكبرى للنصّ يختلف من ناقد إلى آخر، باختلاف منهجه النقدي وثقافته، فكل يختار من النصّ العناصر التي يراها مهمة. وعلى الرغم من هذه الاختلافات فإن هناك شبه توافق في الوصف الإجمالي للنصوص. وجمعها على (بُنى )أصح .
[19] - [ الإنسان : 21 ]
[20] - [ الإنسان : 22 ]
[21] - [ يونس : 22 ]
[22] - الكهف 63.
[23] -[الأنعام 87]
[24] - الأحزاب 43
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|