عرض مشاركة واحدة
  #186  
قديم 20-12-2019, 04:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,310
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شرح سنن النسائي - للشيخ : ( عبد المحسن العباد ) متجدد إن شاء الله

إمامة الزائر

شرح حديث: (إذا زار أحدكم قوماً فلا يصلين بهم)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [إمامة الزائر.أخبرنا سويد بن نصر حدثنا عبد الله عن أبان بن يزيد حدثنا بديل بن ميسرة حدثنا أبو عطية مولى لنا عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا زار أحدكم قوماً فلا يصلين بهم)].أورد النسائي إمامة الزائر، والزائر هو الذي يزور الناس في منزلهم، وفي مكانهم، فليس له حق الإمامة، بل هم أحق بالإمامة منه، ولكن إذا قدموه يتقدم، وهذا مثلما عرفنا فيما مضى بالنسبة للإمام، وبالنسبة لصاحب البيت، وبالنسبة للإمام الراتب، فهم أولى الناس بالإمامة، وإن كان غيرهم أقرأ منهم، ولكن إذا قدم الزائر، أو من له حق الصلاة، أو الإمامة، فلغيره أن يتقدم، فالمنع هنا كونه يتقدم بنفسه، فهو ممنوع من هذا، ومنهي عن هذا، ولكن إذا أذن له، أو طلب منه فإن له أن يتقدم، ولا بأس بذلك؛ لأن صاحب الحق إذا طلب من غيره أن يصلي، وأن يتقدم بإذنه فلا بأس بذلك، وإنما الممنوع أن يتقدم بدون أن يؤذن له، فهذا هو الذي يدل عليه الحديث، ويقتضيه النهي.
تراجم رجال إسناد حديث: (إذا زار أحدكم قوماً فلا يصلين بهم)
قوله: [أخبرنا سويد بن نصر].سويد بن نصر المروزي، وهو ثقة، خرج حديثه الترمذي، والنسائي.[حدثنا عبد الله].وهو عبد الله بن المبارك، ثقة، ثبت، إمام، حجة، ذكر ابن حجر رحمه الله عدداً من صفاته في التقريب، ثم قال: جمعت فيه خصال الخير، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة. [عن أبان بن يزيد].أبان بن يزيد، وهو العطار، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة إلا ابن ماجه فإنه لم يخرج له شيئاً.[حدثنا بديل بن ميسرة].هو بديل بن ميسرة العقيلي البصري، وهو ثقة، خرج حديثه مسلم، والأربعة.[حدثنا أبو عطية مولى لنا ].يقال له: أبو عطية، وذكره في الترجمة أبو عطية مولى بني عقيل؛ لأن بديل بن ميسرة العقيلي في نسبه العقيلي، يقال هنا: أبو عطية مولى بني عقيل، وهو مقبول، خرج حديثه أبو داود، والترمذي، والنسائي.[عن مالك بن الحويرث].مالك بن الحويرث صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.
إمامة الأعمى

شرح حديث: (أن عتبان بن مالك كان يؤم قومه وهو أعمى...)

قال المصنف رحمه الله تعالى: [إمامة الأعمى.أخبرنا هارون بن عبد الله حدثنا معن حدثنا مالك ح، وحدثنا الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له عن ابن القاسم حدثني مالك عن ابن شهاب عن محمود بن الربيع رضي الله عنه: (أن عتبان بن مالك رضي الله عنه كان يؤم قومه وهو أعمى، وأنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها تكون الظلمة، والمطر، والسيل، وأنا رجل ضرير البصر، فصل -يا رسول الله- في بيتي مكاناً أتخذه مصلى، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أين تحب أن أصلي لك؟ فأشار إلى مكان من البيت، فصلى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم)].هنا أورد النسائي هذه الترجمة، وهي إمامة الأعمى، وأنها سائغة، ولا مانع منها، وأورد فيها حديث عتبان بن مالك رضي الله تعالى عنه، وعتبان بن مالك الأنصاري رضي الله تعالى عنه كان يؤم قومه، وهو أعمى -وهذا هو محل الشاهد- وطلب من النبي عليه الصلاة والسلام أن يزوره في منزله، وأن يصلي في مكان من منزله يتخذه مصلى إذا كان هناك ما يمنع من الذهاب إلى المسجد، كحصول السيل، والمطر، وجاء إليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وطلب منه المكان الذي يريد أن يتخذه مصلى، فعينه له، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك المكان الذي أراده عتبان، والمقصود من الحديث هو الدلالة على إمامة الأعمى، وأن الحديث يدل عليها؛ لأنه كان يؤم قومه وهو أعمى.
تراجم رجال إسناد حديث: (أن عتبان بن مالك كان يؤم قومه وهو أعمى...)
قوله: [أخبرنا هارون بن عبد الله].هو هارون بن عبد الله البغدادي، وهو ثقة، خرج له مسلم، وأصحاب السنن الأربعة.[حدثنا معن].هو معن بن عيسى المدني صاحب الإمام مالك .قال أبو حاتم الرازي : أثبت أصحاب مالك.وهو ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[حدثنا مالك].هو مالك بن أنس إمام دار الهجرة، المحدث، الفقيه، صاحب المذهب المعروف، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.ثم ذكر النسائي (ح) التحويل، والمراد بها التحول من إسناد إلى إسناد؛ لأنه ذكر إسناداً، وذكر ثلاثة أشخاص: شيخه، وشيخ شيخه، وشيخ شيخ شيخه، ثم رجع النسائي، وأتى بإسناد جديد، حتى حصل التلاقي بين الإسنادين الأول والآخر عند الإمام مالك، و(ح) هذه معناها: الإشارة إلى التحول من إسناد إلى إسناد؛ لأن الرجل الذي بعد (ح) ليس متقدماً على الرجل الذي قبلها، وإنما الرجل الذي بعد (ح) هو شيخ للنسائي، فهو تحول من إسناد إلى إسناد، ويلتقي الإسناد الأول، والإسناد الثاني عند مالك، فهذا هو المراد بـ(ح) .[حدثنا الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع].الحارث بن مسكين هو المصري، وهو ثقة، فقيه، خرج حديثه أبو داود، والنسائي .[واللفظ له].لأن اللفظ لشيخه الثاني الحارث بن مسكين، وليس لشيخه الأول هارون بن عبد الله الذي جاء في الإسناد الأول.[عن ابن القاسم].و ابن القاسم هو عبد الرحمن بن القاسم صاحب الإمام مالك، وحديثه أخرجه البخاري، وأبو داود في المراسيل، والنسائي .[حدثنا مالك].مالك، وهذا ملتقى الإسنادين؛ لأن الإسناد الأول: هارون عن معن عن مالك، والثاني: الحارث بن مسكين عن عبد الرحمن بن القاسم عن مالك، فتلاقى الإسنادان عند مالك، ثم صار الإسناد واحداً من مالك فما فوق، ودون مالك تشعب منه طريقان، أو تفرع منه طريقان: طريق فيه معن بن عيسى، ويروي عنه هارون بن عبد الله، ثم النسائي يروي عنه، ثم الطريق الثاني: عبد الرحمن بن القاسم، وعبد الرحمن بن القاسم يروي عنه الحارث بن مسكين .[عن ابن شهاب].ابن شهاب هو الذي يتكرر ذكره كثيراً، محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله، ومشهور بالنسبة إلى جده شهاب، ومشهور بالنسبة إلى جده زهرة بن كلاب، فيقال له: الزهري نسبة إلى زهرة بن كلاب، ويقال له ابن شهاب نسبة إلى جده شهاب الذي هو جد جده، أي: واحد من أجداده هو جد جده، والزهري محدث، فقيه، مكثر من الرواية، وإمام جليل، حديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.[عن محمود بن الربيع].محمود بن الربيع صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من صغار الصحابة، وأكثر روايته عن الصحابة، أي: ما يرويه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فغالبه من المراسيل، وأحياناً -كما هنا- يذكر الراوي الذي يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكر عن عتبان بن مالك، فهو من صغار الصحابة، ومعلوم أن الصحابي إذا أضاف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم شيئاً فيعتبر إذا كان من صغار الصحابة مرسل، ولكن مراسيل الصحابة حجة؛ لأنهم لا يأخذون إلا عن الصحابة، ولا يروون إلا عن الصحابة، وإذا رووا عن غيرهم بينوا، فيحمل ما جاء من مراسيلهم على أنه عن الصحابة، والصحابة أخذوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.ومحمود بن الربيع أخرج له أصحاب الكتب الستة.[أنّ عتبان].هو عتبان بن مالك الأنصاري، أخرج له البخاري، ومسلم، وأبو داود في كتاب مسند مالك، والنسائي، وابن ماجه .
إمامة الإمام قبل أن يحتلم

شرح حديث عمرو بن سلمة في إمامته لقومه وهو ابن ثمان سنين
قال المصنف رحمه الله تعالى: [إمامة الإمام قبل أن يحتلم.أخبرنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن سفيان عن أيوب حدثني عمرو بن سلمة الجرمي رضي الله عنه أنه قال: (كان يمر علينا الركبان فنتعلم منهم القرآن، فأتى أبي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ليؤمكم أكثركم قرآناً، فجاء أبي، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليؤمكم أكثركم قرآناً، فنظروا فكنت أكثرهم قرآناً، وكنت أؤمهم، وأنا ابن ثمان سنين)].هنا أورد النسائي إمامة الغلام قبل أن يحتلم، أي: قبل أن يبلغ ، والاحتلام كما هو معلوم يكون إما بالإنزال، وإن كان لم يصل إلى سن الخامس عشرة، حيث يحصل منه الاحتلام في منامه، أو يتزوج، ويحصل منه الإنزال، فيحصل البلوغ بذلك، فإذا لم يحصل شيء من ذلك، إذا أكمل الخمس عشرة حصل البلوغ، وهنا يقول: قبل أن يحتلم، أي: قبل أن يبلغ سن الحلم الذي هو سن التكليف، فهذا هو المقصود بالترجمة.وأورد بالاستدلال عليها حديث عمرو بن سلمة الجرمي رضي الله تعالى عنه: أنهم كانوا يتلقون الركبان ويأخذون منهم القرآن الذي يسمعونه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه الرواية تبين كيف تحصل عمرو بن سلمة على القرآن، وأنه كان يلتقي بالركبان التي تمر بهم آتين من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيتعلم منهم القرآن، فجاء أبوه سلمة، وقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (يؤمكم أكثركم قرآناً، قال: فنظروا، فوجدوني أكثرهم قرآناً، فقدموني وأنا ابن ثمان سنين)، وهذا محل الشاهد؛ كونه قدم لأنه أكثرهم قرآناً وعمره ثمان سنوات، والحديث رواه البخاري، ورواه أبو داود، والنسائي، واستدل به من استدل به على صحة إمامة الغلام قبل أن يحتلم قبل أن يصل سن البلوغ، وقالوا: إن الصحابة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم قدموه، ومن يقول: إن الغلام لا يتقدم إلا إذا بلغ، يقول: إن هذا فعل حصل في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنه لم يبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يوجد شيء يدل على أنه بلغ الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن المعلوم أنهم إذا أضافوه إلى زمن النبوة فإنه يكون له حكم الرفع، ولهذا جاء في حديث أبي سعيد رضي الله عنه: كنا نعزل والقرآن ينزل، لو كان شيئاً ينهى عنه لنهانا عنه القرآن، فإذا أضيف الشيء إلى زمن النبوة فإنه يكون له حكم الرفع، وحكم الإضافة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، والخلاف كما ذكرت بين العلماء، منهم من قال: بصحة إمامة الصبي؛ الغلام الذي لم يحتلم، واستدل بهذا الحديث، ومنهم من رأى خلاف ذلك، وأجاب عن الحديث بما ذكرت.
تراجم رجال إسناد حديث عمرو بن سلمة في إمامته لقومه وهو ابن ثمان سنين
قوله: [أخبرنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي].موسى بن عبد الرحمن المسروقي، ثقة، خرج له الترمذي، والنسائي، وابن ماجه .[حدثنا حسين بن علي].حسين بن علي، هو الجعفي، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن زائدة].هو زائدة بن قدامة أبو الصلت، وهو ثقة، ثبت، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن سفيان].وهو الثوري، سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، روى عنه زائدة، وهو من أقرانه، من طبقته، يعني: مماثل له في الشيوخ، والتلاميذ، وروايته عنه تعتبر من رواية الأقران؛ لأن رواية الأقران أن يروي الرجل عمن هو مثله في السن، أو اللقي، أو المقدار، فالرواية عنه من رواية الأقران، ليس من طبقة شيوخه، وإنما هو من أمثاله، ولكنه كما هو معلوم يروي المثيل عن مثيله ما لم يسمعه، بل قد يروي عن تلميذه، وهذه تسمى رواية الأكابر عن الأصاغر، فيما إذا حصل التلميذ شيئاً عن طريق السفر، والشيخ ما سافر، فيروي عن تلميذه، فتسمى: رواية الأكابر عن الأصاغر، وأما رواية المثيل عن المثيل، فهي من رواية الأقران، وكذا الزميل عن الزميل، ورواية الأكابر الذين هم الشيوخ عن التلاميذ، أو الآباء عن الأبناء، تعتبر من رواية الأكابر عن الأصاغر.وسفيان هو الثوري وليس ابن عيينة، وابن عيينة يروي عن زائدة بن قدامة، وأما زائدة فقد روى عن رفيقه وعن مثيله الثوري، والثوري هو سفيان بن سعيد بن مسروق الكوفي، ثقة، ثبت، حجة، وصف بأنه أمير المؤمنين في الحديث، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن أيوب].وهو ابن أبي تميمة السختياني، وهو ثقة، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[حدثني عمرو بن سلمة].عمرو بن سلمة الجرمي، وهو صحابي صغير، يروي عن أبيه سلمة الجرمي، أخرج له البخاري، وأبو داود، والنسائي، وقد رووا عنه هذا الحديث الذي يتعلق بصلاته. وهو يروي عن أبيه سلمة بن قيس الجرمي، له وفادة، أي: وفد على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ ولعل هذا الحديث كان أبوه ذهب إلى الرسول وجاء وأخبرهم بهذا الحديث: (يؤم القوم أكثرهم قرآناً)، وحديثه كابنه عند البخاري، وأبي داود، والنسائي .
قيام الناس إذا رأوا الإمام

شرح حديث: (إذا نودي للصلاة فلا تقوموا حتى تروني)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [قيام الناس إذا رأوا الإمام.أخبرنا علي بن حجر حدثنا هشيم عن هشام بن أبي عبد الله وحجاج بن أبي عثمان عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا نودي للصلاة فلا تقوموا حتى تروني)].وهنا أورد النسائي قيام الناس إذا رأوا الإمام، أي: قيام الناس للصلاة، فإذا أقيمت الصلاة فيقومون إذا رأوا الإمام؛ وذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يكون في بيته، فيأتيه بلال فيؤذنه بالصلاة، ثم يأتي ويقيم، فالرسول صلى الله عليه وسلم طلب منهم أن لا يقوموا إلا إذا رأوه؛ وذلك أنه قد يكون هناك ما يشغله، فيطول عليهم الوقوف في انتظار الإمام، ولكن إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم، ورأوه قد وصل فإنهم يقومون، وإلا فإنهم يبقون حتى يروه.فقال: (إذا نودي للصلاة فلا تقوموا حتى تروني)، (إذا نودي للصلاة)، أي: في الإقامة، (فلا تقوموا حتى تروني)؛ لأنه يكون في بيته، ثم يأتي بلال ويؤذن في الصلاة، فيذهب، ويقيم، ويأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصلي بالناس، فأرشدهم إلى أن لا يقوموا إلا إذا رأوه؛ لئلا يطول قيامهم، وهو لم يقف في المصلى ليصلي بهم.
تراجم رجال إسناد حديث: (إذا نودي للصلاة فلا تقوموا حتى تروني)
قوله: [أخبرنا علي بن حجر].علي بن حجر، هو السعدي الذي تقدم ذكره قريباً.[حدثنا هشيم].هو هشيم بن بشير الواسطي، وهو ثقة، ثبت، كثير الإرسال، والتدليس الخفي، والإرسال هو أن يروي الراوي عمن لم يعاصره، وإذا كان قد عاصره ولم يلقه ثم روى عنه، فإنه يكون مرسلاً خفياً، فإذا روى عمن لم يعاصره فالإرسال واضح؛ لأن الانقطاع بين، ومعناه فيه واسطة محذوفة؛ لأنه ما دام أنه ما أدركه، ولم يكن في عصره فهو مرسل جلي واضح، ولكن إذا كان معاصراً له، ولم يلقه، ولم يسمع منه، ثم روى عنه، وهو معاصر له، ولم يلقه فإنه يكون مرسلاً خفياً، ففرق بينه وبين التدليس؛ لأن التدليس يختص بمن روى عمن عرف لقاؤه إياه، وصار شيخاً من شيوخه، فيروي عن شيخه ما لم يسمع منه بلفظ موهم السماع.وأما المرسل الخفي فهو يروي عمن عاصره ولم يلقه، والخفاء في كونه معاصراً له، فهذا هو وجه الخفاء فيه، أما إذا كان بينه وبينه مسافة بأنه لم يدرك عصره، فالإرسال واضح جلي، هشيم بن بشير حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن هشام بن أبي عبد الله].هو هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[وحجاج بن أبي عثمان].أي: يروي عن اثنين، وحجاج ثقة، حديثه أيضاً عند أصحاب الكتب الستة.[عن يحيى بن أبي كثير].هو يحيى بن أبي كثير اليمامي، وهو ثقة، يرسل ويدلس، وحديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن عبد الله بن أبي قتادة الأنصاري].وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.وهو يروي عن أبيه أبي قتادة الأنصاري، وهو الحارث بن ربعي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحديثه أخرجه أصحاب الكتب الستة.
الإمام تعرض له الحاجة بعد الإقامة

شرح حديث: (أقيمت الصلاة ورسول الله نجي لرجل فما قام إلى الصلاة حتى نام القوم)
قال المصنف رحمه الله تعالى: [الإمام تعرض له الحاجة بعد الإقامة.أخبرنا زياد بن أيوب حدثنا إسماعيل حدثنا عبد العزيز عن أنس رضي الله عنه أنه قال: (أقيمت الصلاة ورسول الله صلى الله عليه وسلم نجي لرجل، فما قام إلى الصلاة حتى نام القوم)].وهذا أورد النسائي هذه الترجمة، وهي: الإمام تعرض له الحاجة بعد الإقامة، يعني: إن مثل ذلك إذا حصل، وعرض له حاجة، وتأخر عن الدخول في الصلاة فإنه لا بأس بذلك؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام عرضت له حاجة، ووقف طويلاً مع هذا الذي وقف معه يناجيه، وحتى أن الناس ناموا، أي: حصل النعاس من بعضهم، وهذا يوضح معنى الترجمة السابقة، وهي: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إذا نودي للصلاة فلا تقوموا حتى تروني)، أي: يرونه في المصلى؛ لأنه يطول قيامهم، وحتى لو حصل، وأرادوا أن يجلسوا فإنه لا بأس بذلك.وأورد النسائي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي عليه الصلاة والسلام (أقيمت الصلاة وهو نجي لرجل)، أي: يناجيه، يتكلم معه، (فما قام إلى الصلاة حتى نام القوم)، ولعل هذه الحاجة كانت لأمر ضروري، لعله كان لأمر اضطره إلى ذلك، حيث شغله عن أن يصلي بالناس، وقد أقيمت الصلاة.فالحاصل: أنه لا مانع أن يكون هناك فاصل بين الإقامة وبين الدخول في الصلاة، وأن الإمام إذا عرض له عارض، وعرضت له حاجة بعد الإقامة فإنه لا بأس أن يقوم بهذه الحاجة التي عرضت له، ثم يصلي بالناس بتلك الإقامة التي قد حصلت، وهو واضح الدلالة على أن الفصل بين الإقامة وبين الدخول في الصلاة سائغ عندما توجد حاجة إليه.

تراجم رجال إسناد حديث: (أقيمت الصلاة ورسول الله نجي لرجل فما قام إلى الصلاة حتى نام القوم)

قوله [زياد بن أيوب].هو زياد بن أيوب البغدادي، وهو ثقة، حافظ، لقبه دلويه، ولقبه أحمد بن حنبل شعبة الصغير، وحديثه عند البخاري، وأبي داود، والترمذي، والنسائي .[حدثنا إسماعيل].إسماعيل هو ابن علية، وهو ثقة، ثبت، خرج حديثه أصحاب الكتب الستة.[حدثنا عبد العزيز].وهو ابن صهيب البصري، وهو ثقة، حديثه عند أصحاب الكتب الستة.[عن أنس بن مالك].صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد مر ذكره، وهذا الحديث من الأسانيد العالية عند النسائي، ومن الرباعيات التي هي أعلى الأسانيد عند النسائي ؛ لأنه بين النسائي وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم زياد بن أيوب، وإسماعيل بن علية، وعبد العزيز بن صهيب، وأنس بن مالك .
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 33.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 33.36 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.85%)]