طرق معرفة المندوب وأهميته
د.محمد سعد اليوبي*
والصحيح ما تقدم من أنه ينبغي ترك بعض المستحبات إذا خُشي من اعتقاد العامّة وجوبها؛ لما تقدم عن الصحابة , والله أعلم.
الأمر السادس :أن المندوب بالجزء يكون واجباً بالكل
ذكر الشاطبي أنَّ ترك المندوب بالكل غير جائز وإنْ كان غير لازم بالجزء. قال - رحمه الله - في الموافقات: إذا كان الفعل مندوباً بالجزء كان واجباً بالكل، كالأذان في المساجد الجوامع أو غيرها وصلاة الجماعة، وصلاة العيدين، وصدقة التطوع، والنكاح، والوتر، والفجر، والعمرة وسائر النوافل الرواتب، فإنها مندوب إليها بالجزء، ولو فرض تركها جملة لجرح التارك لها، ألا ترى أنَّ في الأذان إظهاراً لشعائر الإسلام، ولذلك يستحق أهل المصر القتال إذا تركوه ... [62].
*أستاذ علم أصول الفقه بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
[1] للأمر صيغ تدل على وجوب طلب الفعل إذا تجردت عن القرائن الصارفة عن الوجوب,وهي أربع:
1- فعل الأمر: مثل: قوله تعالى: أقم الصلاة .
2- المضارع المجزوم بلام الأمر: مثل قوله تعالى: {ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق}.
3- اسم فعل الأمر: مثل قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم}.
4- المصدر النائب عن فعل الأمر: مثل قوله تعالى: فضرب الرقاب .
انظر: الإبهاج2/1016, والبحر المحيط2/356, ومذكرة الشيخ الأمين ص188.
[2] هو محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري، الخزرجي، الأندلسي، القرطبي المالكي المفسر من مصنفاته: جامع أحكام القرآن في التفسير، والتذكار في أفضل الأذكار، والتذكرة. توفي سنة 671هـ. انظر ترجمته في : الديباح المذهب ص 317، وطبقات المفسرين للداوودي: 1/69.
[3] الجامع لأحكام القرآن12/245, وانظر: التحبير للمرداوي5/2185.
[4] انظر : المحصول للرازي1/3/381-383, المحقق من علم الأصول لأبي شامة ص156, والبحر المحيط4/188, وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم للأشقر1/178, وأفعال الرسول صلى الله عليه وسلم للعروسي ص183.
[5] هو الصحابي الجليل : أسامة بن زيد بن حارثة، الحِبُّ بنُ الحِبّ، يكنى أبا محمد, ويقال أبو زيد ولد في الإسلام، ومات النبي صلى الله عليه وسلم، وله عشرون سنة وقيل ثماني عشرة سنة، وكان أمّره على جيش عظيم، فمات النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتوجه، فأنفذه أبو بكر رضي الله عنه. توفي رضي الله عنه في آخر خلافة عثمان رضي الله عنه.انظر ترجمته في: الاستيعاب: 1/34، والإصابة: 1/46.
[6] أخرجه النسائي في سننه ـ صوم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حديث رقم 2358 . قال الألباني : حسن صحيح صحيح الترغيب والترهيب 1/252
[7] أخرجه البخاري في صحيحه ـ كتاب الوتر ـ باب الوتر في السفر ـ حديث رقم 1000 , ومسلم في صحيحه ـ كتاب صلاة المسافرين ـ باب جواز صلاة النافلة على الدابة فى السفر حيث توجهت ـ حديث رقم 1652 , والترمذي في سننه ـ الصلاة ـ باب ما جاء فى الوتر على الراحلة ـ حديث 233 .
[8] في صحيح البخاري ـ المغازي ـ باب وفد عبد القيس ـ حديث 4370 , وفي صحيح مسلم ـ كتاب العيدين 834 .
[9] انظر: الأساليب الشرعية الدالة على الأحكام التكليفية ص338-366 .
[10] الواضح2/459.
[11] هو : الصحابيّ الجليل جابر بن عبد الله بن حرام بن كعب الأنصاري الصحابي الجليل ، أحد المكثرين عن النبي صلى الله عليه وسلم توفي – رضي الله عنه – سنة 78هـ, انظر ترجمته في: الاستيعاب 1/222، والإصابة 1/214 .
[12] هو : الصحابي الجليل الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي, أبو عبد الله, حواري رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ وابن عمته.
أمه صفية بنت عبد المطلب, وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة, وأحد الستة أصحاب الشورى, انظر ترجمته في : الإصابة1/526 .
[13] أخرجه البخاري في صحيحه ـ كتاب الجهاد والسير ـ باب هل يبعث الطليعة وحده ـ حديث 2847.
[14] هو : الصحابي الجليل أبو برزة الأسلمي: مشهور. واسمه نضلة بن عبيد على الصحيح, وقيل: ابن عبد الله, وقيل: ابن عائذ, وقيل : عبد الله بن نضلة , وقيل بالتصغير: وقال الهيثم بن عدي: خالد بن نضلة , انظر ترجمته في : الاستيعاب4/25 , والإصابة4/20.
[15] أخرجه البخاري في صحيحه ـ كتاب مواقيت الصلاة ـ باب وقت العصر ـ حديث 547 .
[16] هي : رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس الأموية زوج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تكنى أم حبيبة, وهي بها أشهر من اسمها, وقيل: بل اسمها هند, ورملة أصح أمها صفية بنت أبي العاص بن أمية. انظر ترجمته في : الاستيعاب4/296 , والإصابة4/299.
[17] أخرجه مسلم في صحيحه ـ كتاب صلاة المسافرين ـ باب فضل السنن الرواتب بعد الفرائض ـ حديث 1729 .
[18] هو : الصحابي الجليل جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري. كان إسلام أبي ذر قديماً , فيقال: بعد ثلاثة, ويقال: بعد أربعة, وقد روي عنه أنه قال: أنا رابع الإسلام , ثم رجع إلى بلاد قومه بعدما أسلم فأقام بها حتى مضت بدر وأحد والخندق ثم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فصحبه إلى أن مات صلى الله عليه وسلم , انظر ترجمته في: الاستيعاب4/62 , والإصابة4/63.
[19] أخرجه مسلم في صحيحه ـ كتاب صلاة المسافرين وقصرها ـ باب كراهية تأخير الصلاة عن وقتهاـ حديث رقم 1497 .
[20] هو: عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم السلمي الملقب بـ سلطان العلماء الفقيه الأصولي. له مؤلفات نافعة منها: القواعد الكبرى المعروف بـ قواعد الأحكام في مصالح الأنام والقواعد الصغرى المعروف بـ اختصار المقاصد وتفسير القرآن، توفي سنة 660هـ. انظر ترجمته في: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: 5/80، وطبقات الشافعية للإسنوي: 2/84، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة: 2/109.
[21] انظر : الإمام للعز فإنه قد توسع في ذلك, حيث ذكر ثلاثة وثلاثين أسلوبا, وذكر الأمثلة عليها ص87-103.
[22] هو: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن جرير الزرعي ثم الدمشقي، الفقيه، الأصولي المفسر النحوي، شمس الدين، أبو عبد الله ، ابن قيم الجوزية، أخذ العلم عن كثيرين من أشهرهم شيخ الإسلام ابن تيمية حيث لازمه مدة طويلة، ومصنفاته كثيرة ونافعة منها: إعلام الموقعين، وزاد المعاد، وبدائع الفوائد، توفي سنة 751هـ. انظر ترجمته في: ذيل طبقات الحنابلة: 2/447، ومختصر طبقات الحنابلة لابن الشطي ص 68.
[23] بدائع الفوائد4/4.
[24] هو: إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي، الغرناطي، أبو إسحاق الشهير بالشاطبي فقيه، أصولي مفسر، محدث لغوي، له استنباطات جليلة ودقائق منيفة وفوائد لطيفة، وأبحاث شريفة، وقواعد محررة. له مصنفات نافعة منها: الاعتصام ، والموافقات في أصول الفقه، توفي سنة 790هـ. انظر ترجمته في : نيل الابتهاج بتطريز الديباج ص 46، وشجرة النور الزكية ص 231، والفتح المبين 2/204.
[25] الموافقات 1/151.
[26] أخرجه الترمذي في سننه ـ كتاب الصلاة ـ باب ما جاء أن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة ـ حديث رقم 415, وقال : حسن غريب ، والنسائي ، حديث رقم 465 ، وابن ماجه في سننه ـ كتاب إقامة الصلاة والسنة ـ باب ما جاء فى أول ما يحاسب به العبد الصلاة ـ حديث رقم 1491 . وصححه الألباني مشكاة المصابيح1/297 .
[27] أخرجه البخاري ـ كتاب الرقاق ـ باب التواضع ـ حديث رقم 6502 .
[28] كما صرح بذلك السرخسي في أصوله1/114, والخبازي في شرح المغني1/136.
[29] كشف الأسرار 2/308.
[30] أصول السرخسي1/114.
[31] التلويح2/126.
[32] الفروع لابن مفلح6/560.
[33] هو : يحيى بن شرف بن مري بن حسن الحزامي النووي ، الفقيه الشافعي الحافظ الزاهد ، له مؤلفات كثيرة نافعة منها : المجموع شرح المهذب ولم يتمّه ، وروضة الطالبين ، والمنهاج ، ورياض الصالحين ، وشرح مسلم ، توفي سنة 676 هـ ، انظر ترجمته في : طبقات الشافعية للأسنويّ 2/116 ، وطبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 2/153 .
[34] روضة الطالبين11/233.
[35] هو: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحراني، الدمشقي، الإمام الفقيه المجتهد المحدث الحافظ الأصولي، أبو العباس تقي الدين، شيخ الإسلام، وتصانيفه كثيرة قيمة, منها: الإيمان، ودرء تعارض العقل والنقل، ومنهاج السنة، واقتضاء الصراط المستقيم، توفي رحمه الله سنة 728هـ. انظر ترجمته في: ذيل طبقات الحنابلة: 2/387، وطبقات المفسرين: 1/46، والبدر الطالع 1/63.
[36] مجموع الفتاوى23/127, 253.
[37] أخرجه البخاري في صحيحه ـ كتاب النكاح ـ باب الترغيب في النكاح ـ حديث 5063 . ومسلم في صحيحه ـ كتاب النكاح ـ باب استحباب النكاح ـ حديث 5 .
[38] الفروع لابن مفلح6/561.
[39] القواعد النورانية ص43.
[40] هو : هو : الحسن بن الحسين القاضي، أبو علي بن أبي هريرة البغدادي أحد أئمة الشافعية، من مؤلفاته: التعليقة الكبرى على مختصر المزني توفي سنة 345هـ. انظر ترجمته في: طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/126 .
[41] البحر المحيط1/291.
[42] منهاج السنة 4/149.
[43] انظر : المصدر السابق 4/149-154.
[44] انظر : المصدر السابق 4/154.
[45] الموافقات3/320-321.
[46] الموافقات3/320-321.
[47] هو الصحابي الجليل: عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي، أبو عبد الله، أمير المؤمنين وثالث الخلفاء الراشدين ذو النورين، مجهز جيش العسرة، وأحد المبشرين بالجنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: لكل نبي رفيق ، ورفيقي في الجنة عثمان أخرجه الترمذي 5/624. قُتِل ـ رضي الله عنه ـ في داره مظلوماً سنة 35هـ. انظر ترجمته في : الاستيعاب 3/69، والإصابة : 2/455.
[48] خرجه عبد الرزاق في مصنفه2/518, وذكره بنصه الطرطوشي في الحوادث والبدع ص42,.
[49] هو الصحابي الجليل: حذيفة بن أسيد - بالفتح - ويقال أمية بن أسيد بن خالد بن الأعوز بن واقعة بن حرام بن غفار الغفاري أبو سريحة - بمهملتين وزن عجيبة مشهور بكنيته شهد الحديبية, وذكر فيمن بايع تحت الشجرة ثم نزل الكوفة, توفي رضي الله عنه سنة42هـ, انظر ترجمته في : الاستيعاب1/278، والإصابة : 1/316.
[50] خرجه عبد الرزاق في مصنفه4/381.
[51] هو الصحابي الجليل : بلال بن رباح الحبشي المؤذن, وهو بلال بن حمامة وهي أمة.اشتراه أبو بكر الصديق من المشركين لما كانوا يعذبونه على التوحيد فأعتقه فلزم النبي صلى الله عليه وسلم, وأذن له وشهد معه جميع المشاهد ثم خرج بلال بعد النبي صلى الله عليه وسلم مجاهداً إلى أن مات بالشام سنة 20هـ. انظر ترجمته في : الإصابة : 1/169.
[52] خرجه عبد الرزاق في مصنفه4/385.
[53] هو الصحابي الجليل : عبد الله بن العباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي الصحابي الجليل حبر الأمة ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسـلـم – توفي رضـي الله عنه – سنة 68هـ . انظر ترجمته في: الاستيعاب 2/342، والإصابة 2/322 .
[54] هو: عكرمة الحبر العالم أبو عبد الله البربري ثم المدني الهاشمي مولى ابن عباس , مات سنة107هـ , انظر ترجمته في: تذكرة الحفاظ1/95-96.
[55] خرجه عبد الرزاق في مصنفه4/383.
[56] ذكره عبد الرزاق في مصنفه عن أبي مسعود الأنصاري4/383.
[57] هو الصحابي الجليل : خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عبد عوف بن غنم بن مالك بن النجار, أبو أيوب الأنصاري. انظر ترجمته في : الإصابة : 1/404.
[58] الموافقات3/324-325. الآثار التي ذكره الشاطبي هنا موجودة بنصها في كتاب الحوادث والبدع للطرطوشي ص 42-43, وانظر : الباعث على إنكار البدع والحوادث لأبي شامة فقد قرر ماقرره الشاطبي ص 57.
[59] هو : إبراهيم بن أحمد المروزي ، أبو إسحاق ، أحد أئمة المذهب الشافعي ، من مؤلفاته : شرح المختصر ، وكتاب التوسط بين الشافعي والمزني لما اعترض به المزني ، توفي سنة 430 هـ ، انظر ترجمته في : تهذيب الأسماء واللغات 2/175 ، طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة 1/105 .
[60] هو : أبو الفرج محمد بن عبد الواحد بن محمد الدارمي البغدادي الشافعي ، من مؤلفاته : الاستذكار ، وجمع الجوامع ومودع البدائع ، توفي سنة 448 هـ ، انظر ترجمته في : سير أعلام النبلاء 18/52 ، وطبقات الشافعية للأسنوي 1/246 .
[61] البحر المحيط1/291.
[62] الموافقات1/133.