عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-12-2019, 04:24 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,410
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الرجولة معاني وصفات

الخطبة الثانية

المقدمة، والوصية بالتقوى: أما بعد:

إخوة الإسلام والإيمان:

هذه بعض صفت الرجال، وقد كان أجدادنا، تاريخنا ملئ بهؤلاء الرجال الأبطال، أجدادكم يا أهل حضرموت إن أردتم الكرم والجود والعطاء فانظروا إلى أحدهم وهو المقنع الكندي يقول وقد عاتبه بعضهم في كرمه فرد عليه:

يُعاتِبُني في الدينِ قَومي وَإِنَّما
دُيونيَ في أَشياءَ تُكسِبُهُم حَمدا

أَلَم يَرَ قَومي كَيفَ أوسِرُ مَرَّة وَأُعسِرُ
حَتّى تَبلُغَ العُسرَةُ الجَهدا

فَما زادَني الإِقتارُ مِنهُم تَقَرُّباً
ولا زادني فضل الغنى منهُمُ بعدا

أسدُّ به ما قد أخلوا وضيعوا
ثُغورَ حُقوقٍ ما أَطاقوا لَها سَدّا

وَلي جَفنَةٌ ما يُغلَق البابُ دونها
مُكلَّلةٌ لَحماً مُدَفِّقةٍ ثَردا

وَفي فَرَسٍ نَهدٍ عَتيقٍ جَعَلتُهُ
حِجاباً لِبَيتي ثُمَّ أَخدَمتُه عَبدا

وَإِن الَّذي بَيني وَبَين بَني أَبي
وَبَينَ بَني عَمّي لَمُختَلِفٌ جِدّا

أَراهُم إِلى نَصري بِطاءً وَإِن هُمُ
دَعَوني إِلى نَصرٍ أَتيتُهُم شَدّا

فَإِن أكلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم
وَإِن هدموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجدا

وَإِن ضَيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم
وَإِن هُم هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُم رُشدا

وَإِن زَجَروا طَيراً بِنَحسٍ تَمرُّ بي
زَجَرتُ لَهُم طَيراً تَمُرُّ بِهِم سَعدا

وَإِن هَبطوا غوراً لِأَمرٍ يسوؤني




أما الشجاعة فهذا العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - الشجعان الفرسان الذي فتح البحرين، وهذا المقداد بن عمرو بن الأسود الكندي وهو أول من قاتل على فرس في سبيل الله إذ لم يحضر غزوة بدر فارساً - أي راكب على فرس - إلا هو، وهو الذي قال للنبي - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر عندما استشار الصحابة رضي الله عنهم: لا نقول لك كما قال قوم موسى لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون، ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك.




فلنكن بهم متأسين، على طريقهم سائرين، وأفضل من نمشي على طريقه نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - كما أنا أمرنا ربنا تبارك وتعالى فقال: ï´؟ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ï´¾ [الأحزاب: 21].



أما مجالات الرجولة وطرق التربية عليها، فلها حديث آخر في خطبة قادمة بإذن الله تعالى..



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.17 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.34%)]