عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-11-2019, 08:48 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,970
الدولة : Egypt
افتراضي رد: من سيرة خالد بن الوليد رضي الله عنه

من سيرة خالد بن الوليد رضي الله عنه
عبدالله بن عبده نعمان العواضي

ومن تلك المهمات:

*قيادة المسلمين في غزوة مؤتة بعد القادة الثلاثة: زيد وجعفر وابن رواحة، وكان ذلك اليوم هو يوم خالد على الحقيقة، فعن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نعى زيدًا وجعفرًا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها ابن رواحة فأصيب)، وعيناه تذرفان (حتى أخذها سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم) [12].


وعن قيس بن أبي حازم قال: سمعت خالد بن الوليد يقول: "لقد انقطعت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف، فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية"[13].

♦ شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتح مكة وحنين والطائف، فأبلى فيها بلاءً حسنًا، وجُرح في حنين، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في رحْله بعدما هُزمت هوازن ليعرف خبره ويعوده، فنفث في جرحه فانطلق.

♦ بعثه رسول الله لهدم العزى، كما تقدم.

♦ بعثه رسول الله إلى أكيدر دومة، فأخذوه فأتوا به فحقن له دمه، وصالحه على الجزية.

♦ أرسله أبو بكر إلى قتال أهل الردة، فأبلى في قتالهم بلاءً عظيمًا، وقتل على يده أكثر أهل الردة، ثم ولَّاه حرب فارس والروم، فأثر فيهم تأثيرًا شديدًا، وفتح دمشق؛ قال ابن كثير: "وقد استعمله الصِّديق بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على قتال أهل الردة ومانعي الزكاة، فشفى واستشفى، ثم وجهه إلى العراق، ثم أتى الشام فكانت له من المقامات ما ذكرناها مما تقر بها القلوب والعيون، وتتشنف بها الأسماع".

♦ وبعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سنة عشر إلى بلحارث بن كعب، فقدم معه رجال منهم، فأسلموا ورجعوا إلى قومهم بنجران.

♦ بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليمن قبل عليٍّ رضي الله عنه، وهي مهمة دعوية [14].

مناقبه رضي الله عنه:
أولًا: تلقيب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له بسيف من سيوف الله:
عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نعى زيدًا وجعفرًا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال: (أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها ابن رواحة فأصيب)، وعيناه تذرفان (حتى أخذها سيف من سيوف الله، حتى فتح الله عليهم) [15]، ومن ذلك اليوم عرف بهذا اللقب الشريف.

وعن أبي هريرة قال: (نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منزلًا، فجعل الناس يمرون، فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من هذا يا أبا هريرة؟ فأقول: فلان، فيقول: نعم عبد الله هذا، ويقول: من هذا؟ فأقول: فلان فيقول: نعم عبد الله هذا، حتى مر خالد بن الوليد فقال: من هذا؟ فقلت: هذا خالد بن الوليد، فقال: نعم عبد الله خالد بن الوليد سيف من سيوف الله) [16].

ثانيًا: دفاع رسول الله عنه حينما قيل عنه: إنه منع الزكاة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالصدقة، فقيل: منع ابن جميل وخالد بن الوليد وعباس بن عبدالمطلب، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (وأما خالد فإنكم تظلمون خالدًا؛ قد احتبس أدراعه وأعتاده في سبيل الله...) [17].

قال النووي: "قال أهل اللغة: الأعتاد: آلات الحرب من السلاح والدواب وغيرها، والواحد عتاد - بفتح العين - ويجمع أعتادًا وأعتدة، ومعنى الحديث: أنهم طلبوا من خالد زكاة أعتاده ظنًّا منهم أنها للتجارة، وأن الزكاة فيها واجبة، فقال لهم: لا زكاة لكم عليَّ، فقالوا للنبي صلى الله عليه و سلم: إن خالدًا منع الزكاة، فقال لهم: إنكم تظلمونه؛ لأنه حبسها ووقفها في سبيل الله قبل الحول عليها، فلا زكاة فيها، ويحتمل أن يكون المراد: لو وجبت عليه زكاة لأعطاها ولم يشح بها؛ لأنه قد وقف أمواله لله تعالى متبرعًا، فكيف يشح بواجب عليه؟"[18].

وعلى كلا الاحتمالين، ففي هذا ثناء من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على خالد رضي الله عنه.

ثالثًا: ثناء رسول الله عليه بكونه فتى العشيرة:
قال أبو عبيدة رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (خالد سيف من سيوف الله عز وجل، ونعم فتى العشيرة) [19].

رابعًا: دعاء رسول الله له بالنصر:
عن أبي قتادة الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اللهم هو سيف من سيوفك فانصُره) [20].

خامسًا: ثناء كبار الصحابة عليه:
عن هشام بن عروة عن أبيه قال: حرق خالد بن الوليد ناسًا من أهل الردة، فقال عمر لأبي بكر: أتدع هذا الذي يعذب بعذاب الله؟! فقال أبو بكر: لا أشيم - لا أغمد - سيفًا سله الله على المشركين) [21].

وقال فيه عمر رضي الله عنه - وكان ابن خاله -: وهل قامت النساء عن مثل خالد، وقال فيه أيضًا لَما علم أن نسوة بني المغيرة اجتمعن يبكين عليه: "وما عليهنَّ أن ينزفنَ مِن دموعهنَّ على أبي سليمان، ما لم يكن نقعًا أو لقلقة"، والنقع: التراب على الرأس، واللقلقة: الصوت.

ولما مات استرجع عمر وقال: "كان والله سدادًا لنحور العدو، ميمون النقيبة"، وقال كذلك: "رحم الله أبا سليمان، ما عند الله خير له مما كان فيه، ولقد مات سعيدًا، وعاش حميدًا"[22].

وفاته رضي الله عنه:
مات على فراشه سنة إحدى وعشرين بحمص، ودفن في قرية على ميل من حمص، وما زال قبره معلومًا إلى اليوم هناك، وغلط من قال: إنه مات بالمدينة، ولما مات لم يوجد له إلا فرسه وغلامه وسلاحه، وقال: إذا أنا مت فانظروا في سلاحي وفرسي، فاجعلوه عدة في سبيل الله.

ومن أقواله في مرض موته: "لقد شهدت مائة زحف أو زهاءها، وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، ثم ها أنا ذا أموت على فراشي كما يموت العير، فلا نامت أعين الجبناء"، وقال أيضًا: "ما ليلة يهدى إليَّ فيها عروس، أو أبشر فيها بغلام بأحب إليَّ من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بهم العدو" [23].

فرحمة الله على أبي سليمان، ورزق الأمة بأمثاله.


[1] تفسير ابن كثير (7/ 455) بتصرف.

[2] تاريخ الأمم والرسل والملوك، الطبري (2/ 163)، مغازي الواقدي (ص: 7)، السيرة النبوية، لابن كثير (3/ 711).

[3] الأصنام، لابن الكلبي (ص: 3-4).

[4] مغازي الواقدي (ص: 7)، السيرة النبوية، لابن كثير (3/ 711)، عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير؛ لابن سيد الناس (2/ 208).

[5] الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبدالبر (2/ 427)، البداية والنهاية، لابن كثير (7/ 113)، الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر (2/ 251).

[6] الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبدالبر (2/ 427)، البداية والنهاية، لابن كثير (7/ 113)، الإصابة في تمييز الصحابة، لابن ح جر(2/ 251).

[7] فتح الباري، لابن حجر (7/ 101).

[8] الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبدالبر (2/ 427).

[9] صحيح البخاري (5/ 2060) (5076)، صحيح مسلم (3/ 1543) (1945).

[10] صحيح البخاري (4/ 1555)(4017).

[11] الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر (2/ 255).

[12] رواه البخاري (3/ 1372) ( 3547 ).

[13] تقدم تخريجه.

[14] الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر (2/ 252-253)، البداية والنهاية، لابن كثير (7/ 114) (5/ 105)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبدالبر (2/ 428-229).

[15] رواه البخاري (3/ 1372) ( 3547 ).

[16] رواه الترمذي (5/ 688) (3846)، وقال ابن حجر: رجاله ثقات، الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر (2/ 252).

[17] رواه البخاري (2/ 534) ( 1399 )، ومسلم (2/ 676) (983).


[18] شرح النووي على مسلم (7/ 56).

[19] رواه أحمد (28/ 27) (16823)، وهو حسن.

[20] رواه أحمد (37/ 258)(22566 )، وهو صحيح.

[21] مصنف عبدالرزاق (5/ 212) ( 9412 ).


[22] البداية والنهاية، لابن كثير (7/ 116-118).

[23] فتح الباري، لابن حجر (7/ 101)، البداية والنهاية، لابن كثير (7/ 114- 117)، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، لابن عبدالبر (2/ 430)، الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر (2/ 254- 255).

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.80 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.57%)]