الموضوع: معركة العقاب
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-10-2019, 01:02 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,180
الدولة : Egypt
افتراضي معركة العقاب

معركة العقاب
د. محمد منير الجنباز



في صفر سنة 609هـ



قائد المعركة من المسلمين: سلطان الموحِّدين الناصر لدين الله محمد بن يعقوب بن عبدالمؤمن، والده يعقوب قائد معركة الأرك الشهيرة.
قائد الإفرنج: الفونش الذي هزمه يعقوب في معركة الأرك.

سببها: أن الفونش استغلَّ وفاة السلطان المنصور يعقوب، وقام بغارات على المدن والقلاع الإسلامية، فقتل وأَسَر وسبَى، فاستعدَّ الناصرُ لقتال نصارى الأندلس، وجمع جيشًا كبيرًا من إفريقية، وانضمَّ إليه أمراء الأندلس المسلمون، حتى اجتمع لديه جيش يفوق ستمائة ألف، وهو أكبر جيش إسلامي حُشد أو دخل المعركة حتى ذلك التاريخ، وحشد النصارى جيشًا ضخمًا أيضًا وأتت الإمدادات من كل نواحي أوروبا، وذلك بتشجيع من بابا روما؛ للثأر مما حدث في معركة الأرك، وقسم الناصر جيشه إلى خمسة جيوش، فتقدَّم وحاصر حصنَ سلبطرة، فاستعصى عليه وأبى أن يُغادره رغم نصيحة القادة بذلك؛ لأنه ليس من المعقول أن يحاصر حصنًا في مثل هذا الجيش ويشل حركته، حتى ملَّ أكثر الجند، وفتحه بعد ثمانية شهور، ثم التقى مع جيش النصارى في معركة قرب حصن العقاب، ودارت معركةٌ رهيبة، وكان النصر بادئ الأمر للمسلمين، لكن أشيع عن مقتل الناصر، فاضطرب الجيش ودارت الدائرة على المسلمين، وقتل منهم خلق كثير، وكانت هذه المعركة قاصمةَ الظهر للمسلمين في الأندلس فقد تفرَّق جمعهم، وعاد كلُّ أمير يستقلُّ ببلده ويؤدي الجزية للنصارى، كما توفي الناصر بعدها بأقلَّ من سنة ولم تَقُم للمسلمين بعدها دولةٌ موحَّدةٌ في الأندلس إلى أن سقطت غرناطة، وهذا لا يمنع من وجود معارك مُشرِّفة بين حين وآخر، كما سنرى في المعارك التي سنذكرها.



ذكرتُ هذه المعركةَ الخاسرة للعبرة وعدم اغترار المسلمين بالعدد؛ فإنهم لم يهزموا أعداءهم في المعارك المظفرة بكثرة العدد؛ وإنما بالإيمان والاتحاد، والمشورة والخطط الحربية الناجحة، وفي هذه المعركة عُدِم كلُّ ذلك ﴿ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ ﴾ [الحشر: 2].




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.04 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.41 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.18%)]