عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 17-09-2019, 03:38 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,047
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صور عطرة من حياة الصحابة: صدقهم، تواضعهم، نصحهم، أمانيهم

صور عطرة من حياة الصحابة: صدقهم، تواضعهم، نصحهم، أمانيهم
فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ

الصبر على الحاجة والفاقة رغبة في المسابقة إلى الجنة:

جاء ثلاثة نفر إلى عبدالله بن عمرو بن العاص، فقالوا: "يا أبا محمد، إنا والله ما نقدر على شيءٍ، لا نفقة، ولا دابَّة، ولا متاع، فقال لهم: ما شئتم، إن شئتم رجعتم إلينا، فأعطيناكم ما يسَّر الله، وإن شئتم ذكرنا أمركم للسلطان، وإن شئتم صبرتم؛ فإني سمِعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((إن فقراء المهاجرين يسبقون الأغنياء يوم القيامة إلى الجنة بأربعين خريفًا))، قالوا: فإنا نصبر لا نسألُ شيئًا"؛ [أخرجه مسلم].

محبة عمرو بن تغلب رضي الله عنه للكلمة التي قالها الرسول عليه الصلاة والسلام:
عن عمرو بن تغلب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتى بمال، أو سبي، فقسمه، فأعطى رجالًا وترك رجالًا، فبلغه أن الذين تَرَكَ عتبوا، فحمد الله، ثم أثنى عليه، ثم قال: ((أما بعد، فوالله إني لأعطي الرجل، وأدعُ الرجل، والذي أدْعُ أحَبُّ إليَّ من الذي أُعطي؛ ولكن أُعطي أقوامًا لما أرى في قلوبهم من الجزع والهلع، وأكِلُ أقوامًا إلى ما جعل في قلوبهم من الغنى والخير، فيهم عمرو بن تغلب)) فوالله ما أُحِبُّ أن لي بكلمة رسول الله صلى الله عليه وسلم حُمر النعم"؛ [أخرجه البخاري].

غبطة ابن مسعود للمقداد رضي الله عنهما:
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: شهدت من المقداد بن الأسود مشهدًا لأن أكون صاحبه أحَبُّ إليَّ مما عُدِلَ به، أتى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يدعو على المشركين، فقال: لا نقول كما قال قوم موسى ﴿ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا ﴾ [المائدة: 24]؛ ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك، فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم، أشرق وجهُه وسرَّه؛ يعني: قوله"؛ [أخرجه البخاري].


الشجاعة من أجل الفوز بالجنة:
عن أبي بكر بن أبي موسى الأشعري قال: سمِعتُ أبي تجاه العدو يقول: سمِعْت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((إن السيوف مفاتيح الجنة))، فقال له رجل رثُّ الثياب: يا أبا موسى، أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، فسلَّ سيفَه وكسر غمده، والتفت إلى أصحابه، وقال: أقرأ عليكم السلام، ثم تقدَّم إلى العدوِّ فقاتل حتى قُتِل"؛ [أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف].



استشارتهم لغيرهم
استشارة عمر للرسول عليه الصلاة والسلام في الأرض التي أصابها في خيبر:
عن عمر رضي الله عنه، قال: أصبت أرضًا من أرض خيبر، فأتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: أصبت أرضًا لم أُصِبْ مالًا أحَبَّ إليَّ ولا أنفس عندي منها، فما تأمرني به؟ قال: ((إن شئت حبست أصلها وتصدَّقْتَ بها))، قال: فتصدق بها عمر أنه لا يباع أصلها ولا تورث ولا توهب"؛ [أخرجه مسلم].

استشارة عمر بن الخطاب رضي الله عنه للصحابة في عقوبة شارب الخمر:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، "أن النبي صلى الله عليه وسلم، أُتي برجل قد شرب الخمر، فجلده نحو الأربعين، وفعله أبو بكر، فلما كان عمر استشار الناس، فقال عبدالرحمن بن عوف: أخفُّ الحدود ثمانين، فأمر به عمر"؛ [متفق عليه].

استشارة فاطمة بنت قيس رضي الله عنها للرسول عليه الصلاة والسلام في نكاحها:
عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، أن زوجها طلقها البتة، فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم، أن تعتدَّ في بيت أُمِّ شريك، وقال: ((تلك امرأة يغشاها أصحابي، اعتَدِّي عند ابن أُمِّ مكتوم، فإنه رجل أعمى، تضعين ثيابك، فإذا حللت فآذنيني))، فلما حللتُ، ذكرتُ له أن معاوية، وأبا جهم، خطباني، فقال: ((أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه، وأما معاوية فصعلوك لا مال له، انكحي أسامة بن زيد))؛ [متفق عليه].



متفرقات
العفو عمَّن أساء الأدب إذا كان جاهلًا:
عن ابن عباس رضي الله عنه، قال: "دخل عيينة بن حصين بن حذيفة على عمر بن الخطاب، فقال له: هِيْ يا بن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضب عمر حتى همَّ به، فقال له الحرُّ بن قيس: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، وإن هذا من الجاهلين، والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقَّافًا عند كتاب الله"؛ [أخرجه البخاري].

حسن أدب الصحابة رضي الله عنهم:
عن سهل بن سعد رضي الله عنه، "أن امرأة جاءت إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، جئت لأهب لك نفسي، فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصعد النظر وصوبه، ثم طأطأ رأسه، فلما رأت أنه لم يقض فيها شيئًا جلست، فقام رجل من أصحابه، فقال: يا رسول الله، إن لم يكن لك بها حاجة فزوِّجنيها" [متفق عليه].

قال العلامة العثيمين رحمه الله من فوائد الحديث: حسن أدب الصحابة رضي الله عنهم، وأنهم على أعلى ما يكون من الأدب والخُلُق، وذلك لقول الرجل: "يا رسول الله، إن لم يكن لك بها حاجة فزوِّجنيها"، ولم يقل مباشرة: زوِّجنيها، وهذا الأدب من هذا الرجل نظير الأدب مع ذي اليدين؛ حيث سلم النبي صلى الله عليه وسلم من الركعتين، فقال: يا رسول الله، أنسيتَ أم قُصِرت الصلاة؟ ولم يجزم بأحدهما للاحتمال؛ فالصحابة أكمل الناس أدَبًا، ولا يوجد لهم نظير في الأدب والأخلاق.
وعن أنس رضي الله عنه، قال: "ذهبت إلى أبي طلحة، وهو زوج أم سليم بنت ملحان، فقلتُ: يا أبتاه"؛ [متفق عليه].

عدم الإنكار على الآخرين إذا كان في الأمر سَعة:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: "كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم"؛ [متفق عليه].

وعن محمد بن أبي بكر الثقفي قال: "قلت لأنس ونحن غاديان من منى إلى عرفات: ما كنتم تصنعون في التلبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم؟ قال: كان الملبي يُلبِّي فلا ينكر عليه ويُكبر المكبر فلا ينكرُ عليه"؛ [متفق عليه].

سؤال الله الجليس الصالح:
عن حريث بن قبيصة رضي الله عنه، "قال: قدمتُ المدينة، فقلت: اللهم يسِّر لي جليسًا صالحًا، فجلست إلى أبي هريرة رضي الله عنه"؛ [أخرجه الترمذي].

وعن علقمة قال: قدمت الشام، فصليت ركعتين، ثم قلت: اللهم يسِّر لي جليسًا صالحًا، فأتيت قومًا، فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء حتى يجلس إلى جنبي، قلتُ: من هذا؟ قالوا: أبو الدرداء، فقلتُ: إني دعوتُ الله أن يُيَسِّر لي جليسًا صالحًا فيَسَّرك"؛ [أخرجه البخاري].

الحذر من قرين وجليس السوء:
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: "لصاحَبٌ صالحٌ خيرٌ من الوحدة، والوحدةُ خيرٌ من صاحب السوء"، وعن عمر رضي الله عنه قال: "في العزلة راحة من خلطاء السوء"؛ [أخرجه البيهقي في السنن الكبرى].

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "لا عليك ألَّا تصحب أحدًا إلَّا مَنْ أعانَكَ على ذكر الله عز وجل"؛ [أخرجه البيهقي في السنن الكبرى].

التعامل مع مال الله:
عن اليرفأ قال لي عمر: "إني أنزلت نفسي من مال الله بمنزلة والي اليتيم، إن احتجت منه أخذْتُ منه، فإذا أيسرت رددته، وإن استغنيت استعففت"؛ [البيهقي في السنن الكبرى].

تأديب من يفتي بغير علم:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: "سألني رجل من أهل الشام عن لحم اصطِيدَ لغيرهم، أيأكله وهو محرم؟ فأفتيته أن يأكله، فأتيتُ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فذكرت له ذلك، فقال: بم أفتيتَ؟ قُلتُ: أمرته أن يأكله، قال: لو أفتيتَه بغير ذلك لعَلَوْتُ رأسَكَ بالدِّرَّة، ثم قال عمر: إنما نُهيت أن تصطاده"؛ [أخرجه البيهقي في السنن الكبرى].

العدل مع أبغض الخلق إلى الإنسان:
عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: "أفاء الله عز وجل خيبر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقرَّهُمْ رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كانوا عليه، وجعلها بينه وبينهم، فبعث عبدالله بن رواحة فخرصها عليهم، ثم قال لهم: يا معشر اليهود، أنتم أبْغَضُ الخَلْق إليَّ؛ قتلتُمْ أنبياء الله عز وجل، وكذبتم على الله، وليس يحملني بُغْضي إيَّاكم على أن أحيف عليكم، قد خرصت عشرين ألف وسق من تمر، فإن شئتم فلكم، وإن أبيتم فلي، فقالوا: بهذا قامت السماوات والأرض قد أخذنا فاخرجوا عنا"؛ [أخرجه أحمد].

عدم سؤال الناس شيئًا:
عن ثوبان رضي الله عنه، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ يتكفَّل لي ألَّا يسأل شيئًا، وأتكفَّل له بالجنة؟))، قال ثوبان: أنا، فكان لا يسأل أحدًا شيئًا، فكان يقع سوطه وهو راكب فلا يقول لأحدٍ: ناولنيه حتى ينزل فيتناوله"؛ [أخرجه أحمد].

محبة أهل القرآن:
عن مسروق قال: "كنت جالسًا عند عبدالله بن عمرو بن العاص فذُكِر عبدالله بن مسعود، فقال: إن ذاك لرجلٌ لا أزال أُحِبُّه أبدًا، سمِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((خُذُوا القرآن عن أربعة عن ابن أُمِّ عبدٍ)) فبدأ به"؛ [أخرجه مسلم].

الهدية المفيدة:
عن ابن أبي ليلى قال: قال لي كعب بن عجرة: ألا أُهدي لك هدية؟ قلنا: يا رسول الله، قد عرفنا كيف السلام عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: ((قولوا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد"؛ [متفق عليه].

طلب التحديث بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم استفادةً من الوقت:
عن عبدالله بن رباح رضي الله عنه، قال: وفدنا إلى معاوية بن أبي سفيان، وفينا أبو هريرة، فكان كلُّ رجلٍ منَّا يصنع يومًا طعامًا لأصحابه، فكانت نوبتي، فقلتُ: يا أبا هريرة، اليوم يومي، فجاءوا إلى المنزل ولم يُدرك طعامنا، فقلتُ: يا أبا هريرة، لو حدثتنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدرك طعامنا، فقال: كُنَّا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح"؛ [أخرجه مسلم].

تذكر الموت والآخرة عند المرض:
عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعودني عام حجة الوداع، من وجع أشتدَّ بي، فقلت: إني قد بلغ بي من الوجع وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة، أفأتصدَّق بثلثي مالي؟ قال: ((لا))، قلت: الشطر، قال: ((لا))، ثم قال: ((الثلث والثلث كثير))"؛ [أخرجه البخاري].

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه، قال: "جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني، وأنا مريض لا أعقل، فتوضَّأ، وصَبَّ عليَّ من وضوئه فعقلتُ، فقلت: يا رسول الله، لمن الميراث؛ إنما يرثني كلالة؟ فنزلت آية الفرائض"؛ [أخرجه البخاري].

من وقع في نفسه شيء فطلب من العالم أن يُحدِّثه بما ينفعه:
عن ابن الديلمي رضي الله عنه قال: "وقع في نفسي شيء من هذا القدر، خشيتُ أن يُفسِد عليَّ ديني وأمري، فأتيت أبي بن كعب، فقلت: إنه وقع في نفسي شيء من هذا القدر، فخشيت على ديني وأمري، فحدَّثني من ذلك بشيء، لعلَّ الله أن ينفعني به، فقال: لو أن الله عذَّب أهل سماواته وأهل أرضه لعذَّبهم وهو غير ظالم لهم، ولو رحمهم لكانت رحمته خيرًا لهم من أعمالهم، ولو كان لك مثل جبل أُحُد ذهبًا تُنفِقه في سبيل الله ما قُبل منك حتى تؤمن بالقدر فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليُصيبك، وأنك لو مت على غير هذا دخلت النار"؛ [أخرجه ابن ماجه].

الالتزام بوفاء الدين:
عن عبدالله بن أبي قتادة، عن أبيه رضي الله عنه، قال: "إن النبي صلى الله عليه وسلم أُتي برجل ليُصلَّى عليه، فقال صلى الله عليه وسلم: ((صلُّوا على صاحبكم؛ فإن عليه دينًا))، قال أبو قتادة: هو عليَّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بالوفاء))، قال: بالوفاء، فصلَّى عليه"؛ [أخرجه الترمذي].

عدم الدعاء على من ارتكب ذنبًا:
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، قال: "إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبًا، فلا تكونوا أعوانًا للشيطان عليه، تقولون: اللهم أخزه، اللهم العنْه؛ ولكن سَلُوا الله العافية"؛ [أخرجه عبدالرزاق في المصنف].

وعن أبي قلابة رضي الله عنه، "أن أبا الدرداء مَرَّ على رجل قد أصاب ذنبًا، فكانوا يسبُّونه، فقال: أرأيتم لو وجدتموها في قليب، ألم تكونوا مستخرجيه؟ قالوا: بلى، قال: فلا تسبُّوا أخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم، قالوا: أفلا نُبغضه؟ قال: إنما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي"؛ [أخرجه عبدالرزاق في المصنف].

الدعاء لمن صنع معروفًا:
عن عبدالله بن جعفر المخزومي، قال: حدثتني أم بكر بنت المسور: "أن عبدالرحمن بن عوف باع أرضًا له بأربعين ألف دينار، فقسمها في بني زهرة، وفقراء المسلمين والمهاجرين، وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث إلى عائشة رضي الله عنها بمال من ذلك، فقالت: مَنْ بعث هذا المال؟ قلتُ: عبدالرحمن بن عوف، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يحنو عليكن من بعدي إلَّا الصابرون))، سقى الله ابن عوف من سلسبيل الجنة"؛ [أخرجه الحاكم].

تعلم لغة العدوِّ للحذر منه:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا زيدُ، تعلَّم لي كتاب يهود؛ فإني والله ما آمن يهود على كتابي))، قال زيد: فتعلَّمتُ له كتابهم، ما مرَّت بي خمس عشرة ليلة حتى حذقته، وكنتُ أقرأُ لهم كُتُبهم إذا كتبوا إليه، وأُجيبُ عنه إذا كتب"؛ [أخرجه البخاري].

وعنه رضي الله عنه، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يأتيني كُتُب من الناس لا أُحِبُّ أن يقرأها كل أحد، فهل تستطيع أن تتعلَّم كتاب السريانية))، قلت: نعم فتعلمتها في سبع عشرة"؛ [أخرجه أحمد].

الغضب عند الحاجة:
عن قزعة أنه سمِع أبا سعيد الخُدْري يُحدِّثُ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأعجبني فدنوتُ منه، وكان في نفسي حتى أتيته، فقلت: أنت سمِعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فغضب غضبًا شديدًا، قال: فأُحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم أسمَع!"؛ [أخرجه أحمد].

الشكوى إلى الله جل جلاله:
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "تبارك الذي وسِعَ سمْعُه كلَّ شيءٍ، إني لأسمَع كلام خولة بنت ثعلبة، ويخفى عليَّ بعضُه، وهي تشتكي زوجها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي تقول: يا رسول الله، أكل شبابي، ونثرتُ له بطني، حتى إذا كبرت سنِّي، وانقطع ولدي، ظاهر منِّي، اللهم أشكو إليك، فما برحت حتى نزل جبرائيل بهؤلاء الآيات: ﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ ﴾ [المجادلة: 1]"؛ [أخرجه النسائي].

محبة أن يشاركهم أقاربهم الخير الذين ينعمون به:
وعن زينب بنت أبي سلمة، قالت: إنَّ أمَّ حبيبة قالت: يا رسول الله، انكح أختي، قال: ((أو تُحبِّين ذلك؟))، قالت: نعم لست لك بمُخلية وأحَبُّ مَنْ شاركني في خيرٍ أُختي"؛ [متفق عليه].

قوة اليقين بأن ما في الآخرة خيرٌ ممَّا في الدنيا:
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة عليها السلام في شكواه الذي قبض فيه، فسارَّها بشيءٍ فبكت، ثم دعاها فسارَّها بشيءٍ فضحكت، فسألنا عن ذلك، فقالت: سارَّني النبي صلى الله عليه وسلم أنه يُقبَضُ في وجعه الذي تُوفِّي فيه، فبكيتُ، ثم سارَّني فأخبرني أني أول أهله يتبعه فضحكْتُ"؛ [أخرجه البخاري].

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: بكت فاطمة رضي الله عنها لفقد أبيها، ثم ضحكت لسرعة لحاقها به، وفي هذا دليل على يقينها رضي الله عنها، بأنها إذا انتقلت من هذه الدار تنتقل إلى خير منها، وإلا فلا أحد يُقال له: إنك قريب الأجل فيضحك! بل هذا بعيد من حيث الطبيعة البشرية؛ لكن لإيمانها رضي الله عنها بأن ما في الآخرة خيرٌ ممَّا في الدنيا ضحكت.

الإنصاف:
عن هشام بن عروة عن أبيه، قال: "ذهبتُ أسُبُّ حسان عند عائشة، فقالت: لا تسُبَّه؛ فإنه كان ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم"؛ [أخرجه البخاري].

قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: في حديث عائشة رضي الله عنها دليلٌ على إنصافها؛ لأن حسان بن ثابت كان ممَّن تكلَّم في الإفك، وحدَّهُ النبي صلى الله عليه وسلم حدَّ القَذْفِ، فجاء هذا الرجل عند عائشة يسبُّه؛ ولكنها قالت: لا تسُبَّه، وعلَّلَتْ ذلك بأنه كان يُنافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصائده المشهورة، والذي يُنافح عن الرسول عليه الصلاة والسلام لا شكَّ أن الحسنات يُذْهِبْنَ السيئات.

الزهد في الدنيا:
عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: "أنتم أكثر صيامًا، وأكثر صلاةً، وأكثر جهادًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم كانوا خيرًا منكم، قالوا: لِمَ يا أبا عبدالرحمن؟ قال: كانوا أزهد في الدنيا، وأرغب في الآخرة"؛ [أخرجه ابن أبي شيبة].

وعن سعيد بن جبير رحمه الله، قال: "دخلت على ابن عمر، فإذا هو مفترش ذراعيه، متُوسِّد وسادةً حشوها ليف"؛ [أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف].

وعن عروة بن الزبير رضي الله عنه، قال: "كانت عائشة تقسم سبعين ألفًا، وهي ترقع درعها"؛ [أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف].

وعن عطاء "أن عائشة بعث لها معاوية قلادة قُومت بمئة ألف، فقبلتها وقسمتها بين أمهات المؤمنين"؛ [أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف].

وعن عروة "كانت رضي الله عنها تقسم في اليوم سبعين ألفًا، وإنها لترقع درعها"؛ [أبو داود في كتابه الزهد].



الخوف من الله جل جلاله:
عن نافع "أن ابن عمر رضي الله عنه، لقي راعيًا بطريق مكة، فقال له: بعني شاة؟ قال: ليست لي، قال له: فتقول لأهلك أكلها الذئب؟ قال: فأين الله؟! قال: اسمع، وافني ها هنا إذا رجعت من مكة، ومرَّ مولاك يُوافيني ها هنا، فلما رجع لقي رب الغنم، واشترى منه الغنم، واشترى منه الغلام، فأعتقه ووهب له الغنم"؛ [أخرجه أبو داود في كتابه الزهد].


الحرص أن يكونوا ممَّن يحبُّهم الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام:
وعن سهل بن سعد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خبير: ((لأُعطينَّ هذه الراية غدًا رجلًا يفتحُ الله على يديه، يُحِبُّ الله ورسوله، ويُحبُّهُ الله ورسوله))، فبات الناس يدوكون ليلتهم، أيُّهم يُعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلهم يرجو أن يعطاها، فقال عليه الصلاة والسلام: ((أين علي بن أبي طالب؟))، فقيل: هو يا رسول الله يشتكي عينه، قال: ((فأرسلوا إليه))، فأتي به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع، فأعطاه الراية"؛ [متفق عليه].



الحزن على من قتل من المسلمين:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: "حزنتُ على مَنْ أُصِيب بالحرة، فكتب إليَّ زيد بن أرقم، وبلغه شِدَّةُ حزني، يذكرُ أنه سمِعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((اللهم اغفر للأنصار ولأبناء الأنصار))؛ [متفق عليه].

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 35.36 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 34.74 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.78%)]