عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-09-2019, 03:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 167,014
الدولة : Egypt
افتراضي لا تجعلوا بيوتكم مقابر

لا تجعلوا بيوتكم مقابر


د. محمود بن أحمد الدوسري







الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَنْ لا نبيَّ بعده.

عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم قالَ: «لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ. إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فيهِ سُورَةُ البَقَرَةِ[1]»[2].

أي: لا تجعلوا بيوتكم «خاليةً عن الذِّكر والطَّاعة فتكون كالمقابر، وتكونون كالموتى فيها»[3].

ففيه النَّدب إلى كثرة قراءة القرآن في البيوت، إذ الموتى لا يقرؤون القرآن، بل انقطع عنهم التَّكليف.
فالمعنى: لا يكون حالكم كحال الموتى الذين لا يقرؤون القرآن في بيوتهم - وهي القبور.

وقيل في معناه: لا تجعلوا بيوتكم وطناً للنَّوم فقط، لا حَظَّ فيها للذِّكر من قراءة القرآن والصَّلاة، فإنَّ النَّوم أخو الموت، والميِّت لا يقرأ القرآن ولا يصلِّي[4].

ويشهد له قوله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ البَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، والبَيْتِ لا يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ، مَثَلُ الحَيِّ والميِّتِ»[5].

و«إطلاق الحي والميِّت في وَصْف البيت، إنَّما يراد به ساكن البيت. فشبَّه الذَّاكر: بالحيِّ الذي ظاهره متزيِّن بنور الحياة، وباطنه بنور المعرفة. وغيرَ الذَّاكر: بالبيت الذي ظاهره عاطل، وباطنه باطل»[6].

ويدلُّ على ذلك قوله صلّى الله عليه وسلّم: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الحَيِّ وَالمَيِّتِ»[7].
فَمَنْ هجر القرآن وترك قراءته فهو كالميِّت في قبره، وكفى له ذمًّا بذلك.

[1] خُصَّتْ سُورة البقرة بذلك؛ لطولها، وكثرة أسماء الله تعالى، والأحكام فيها. انظر: تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي (8 /146).

[2] رواه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد (1 /539) (ح780).

[3] تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي (8 /146).

[4] انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري (1 /529).

[5] رواه مسلم، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب: استحباب صلاة النافلة في بيته وجوازها في المسجد (1 /539) (ح779).

[6] فتح الباري شرح صحيح البخاري (11 /210-211).

[7] رواه البخاري، كتاب الدَّعَوات، باب: فضل ذِكْرِ اللهِ عزّ وجل (4/2012) (ح6407).






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.41 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.78 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.83%)]