خير الشهور
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - من طريق آخر مرفوعاً: «أظلَّكم» أي أشرف عليكم، وقرب منكم «شهركم هذا بمحلوف رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، ما مَرَّ بالمؤمنين شهر خير لهم منه، ولا بالمنافقين شهر شر لهم منه، إن الله -عز وجل- ليكتب أجره ونوافله من قبل أن يُدخِله، ويكتب إصره – أي إثمه وعقوبته – «وشقاؤه من قبل أن يدخله»؛ لأنه يعلم ما كان وما يكون «وذلك أن المؤمن يُعِدُّ فيه القوة للعبادة من النفقة، ويعد المنافق اتباع غفلة الناس واتباع عوراتهم؛ فهو غنم للمؤمن، يغتنمه المنافق» (رواه الإمام أحمد والبيهقي والطبراني في الأوسط، وابن خزيمة في صحيحه، وسكت عنه المنذري، وأورده الهيثمي، وقال: رواه أحمد والطبراني في الأوسط، عن تميم مولى ابن رمانة ولم أجد من ترجمه) اهـ.
قال محققو المسند: إسناده ضعيف، كثير بن زيد ليس بالقوي، يكتب حديثه للمتابعات، وعمرو بن تميم، قال البخاري عن حديثه هذا: فيه نظر، وقال العقيلي: لا يتابع عليه، وأبوه تميم -وهو ابن يزيد مولى بني زمعة- مجهول.وسيأتي برقم (8870) و (10783) و (10784) .المؤمنون والمنافقون: جاءا في بعض النسخ منصوبين، ووجه السندي رواية النصب على أنه على نزع الخافض، ثم رجَح كونهما بالرفع على أنهما فاعل الإعداد.قوله: "يغتنمه"، قال السندي: هكذا في نسخ"المسند"، فقيل: هو من اغتنم الأمر، أي: حرص عليه كما يحرص على الغنيمة، وفي "المجمع": يغتبنه، من الغُبْن، وهو واضح، والله تعالى أعلم.
منقول