وجاءت العشر
سليمان بن جاسر الجاسر
4-شرب أو تعاطي المسكرات: وهي بلا ريب أم الخبائث، أمرنا الله ـ تبارك وتعالى ـ باجتنابها. قال الله تعالى: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ} [البقرة:219]. وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة:90]. وقد لُعن شاربُها في غير ما حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر»(56). وعن ابن عمر ب عن النبي صلى الله عليه وسلم: «لعن الله الخمر، وشاربها وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه»(57). وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن على الله عهدًا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال»، قيل: وما طينة الخبال؟ قال: «عرق أهل النار»، أو قال: «عُصارة أهل النار»(58) أخرجه مسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: «من شرب الخمر في الدنيا حُرمَها في الآخرة»(59) متفق عليه. وعنه صلى الله عليه وسلم قال: «مدمنُ الخمر إن مات لقي الله كعابد وثنٍ»(60) رواه أحمد في مسنده. سادسًا: البعد عن الظلم: فلقد توعد الله عز وجل الذين يظلمون الناس بالعذاب الأليم قال تعالى: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى:42]. وقال تعالى: {وَالظَّالِمُون� � مَا لَهُمْ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ} [الشورى:8]. وحذرنا منه النبي فقال صلى الله عليه وسلم: «الظلم ظلمات يوم القيامة»(61). وقال صلى الله عليه وسلم: «من ظلم شبرًا من الأرض طوقهُ إلى سبع أرضين يوم القيامة»(62). وقال صلى الله عليه وسلم: «مطلُ الغني ظلمٌ»(63). ومن أكبر الظلم اليمين الفاجرةُ على حق غيره. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من اقتطع حق امرئٍ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار»، قيل: يا رسول الله، وإن كان شيئًا يسيرًا؟ قال: «وإن كان قضيبًا من أراكٍ»(64) رواه مسلم. سابعًا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر(65): وهو من أشرف الأعمال، حيث جعل الله تبارك وتعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أخص صفات صفيه من خلقه صلى الله عليه وسلم حيث قال: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ} [الأعراف:157]. ثم إن الله تعالى جعل هذا الوصف أيضًا من أخص أوصاف من اصطفاهم من سائر البشر ليكونوا أتباعًا لرسله وأنبيائه ـ صلوات الله وسلامه عليهم ـ أجمعين فقال تعالى: {وَالْمُؤْمِنُو� �َ وَالْمُؤْمِنَات ُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ} [التوبة:71]. وقال ﻷ أيضًا مُبرزًا أشرف أوصاف المؤمنين: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة:112]. فلا يملك من سمع هذه الآية إلا أن ينضم تحت رايتهم ويسلك سبيلهم لعله يلحق بهم. وهذه الشعيرة ـ وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ هي مناط خيرية الأمة قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران:110]. فوصف الله عز وجل الأمة بما وصف به رسوله صلى الله عليه وسلم (66). وذلك لأن صلاح المعاش والمعاد إنما يكون بطاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك لا يتم إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبه صارت الأمة خير أمةٍ أخرجت للناس(67). ومن الأحاديث التي أكدت على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ما جاء في سنن الترمذي وغيره من حديث حذيفة ت، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم»(68). وفي صحيح مسلم(69) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لـم يستطع فبلسانه، فإن لـم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان». والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر له صور أهمها: أمر الأهل والأولاد بالمعروف ونهيهم عن المنكرات، فليحرص المسلم على ذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كلكم راعٍ وكلكم مسؤولٌ عن رعيته»(70). ثامنًا: الدعوة إلى الله: الدعوة إلى الله في هذه الأيام العظيمة عند الله عز وجل التي يجتمع فيها ضيوف الرحمن الذين أتوا من كل فجٍّ عميق ليشهدوا منافع لهم، ومن أعظم المنافع نشر العلم الذي هو باب كل خير، ومن الأدلة على ذلك قوله: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت:33]. قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ: «قال الحسن: هو المؤمن أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحًا في إجابته، فهذا حبيب الله، هذا ولي الله، فمقام الدعوة إلى الله أفضل مقامات العبد» ا.هـ(71) وقوله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف:108]. قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ: «ولا يكون الرجل من أتباع النبي صلى الله عليه وسلم حقًا إلا إذا دعا لما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم على بصيرة». وقوله صلى الله عليه وسلم: «من دل على خير فله أجر فاعله»(72)، وفي حديث آخر: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا»(73) الحديث. فخير ما يقدم لكل مسلم ومنهم الحجاج والمعتمرين بذل العلم ونشره لتصحيح العقائد والعبادات، من خلال الوسائل التالية: (مطويات ـ كتيبات ـ أشرطة مسموعة ومرئية ـ أقراص حاسوبية) وغيرها من الوسائل الحديثة للدعوة إلى الله عز وجل باللغة العربية وغيرها من اللغات. تاسعًا: الذكر: ومن الأعمال الصالحة كثرة ذكر الله عز وجل، يقول الله تعالى: {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} [الحج:28]. روى الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد» رواه أحمد(74) وصححه الأرناؤوط. والتكبير مستحب في هذه الأيام استحبابًا شديدًا. قال الإمام البخاري ـ رحمه الله تعالى ـ: «وكان ابن عمر، وأبو هريرة ب يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما»(75). والتكبير نوعان: مطلق ومقيد. فالتكبير المطلق: هو أن يكبر الإنسان في أي وقت وفي أي مكان في أيام العشر وأيام التشريق، ومثاله ما كان يفعله ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما في الحديث الذي مر معنا. والتكبير المقيد: هو ما كان مقيدًا بأدبار الصلوات الخمس، ويبدأ من فجر يوم عرفة إلى عصر آخر أيام التشريق، قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: «أصح الأقوال في التكبير الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة: أن يكبر من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة»(76). صيغة التكبير: لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم صيغة بعينها للتكبير في هذه الأيام، وكل ما ورد إلينا إنما هي آثار ثبتت عن بعض الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. فمنها: ما ثبت عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه: «أنه كان يكبر أيام التشريق: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد»(77). بتشفيع التكبير أو بتثليثه، كلاهما ثابتٌ عنه رضي الله عنه. والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة، ولذلك ينبغي الجهر به في الطريق والمسجد والبيت، يجهر به الرجل، وتسر بها المرأة. وذكـر الله عز وجل لـه فضلٌ عظيم، ويتأكـد في هـذه الأيـام المباركة حتى بعد انقضائها، فقد قال الله عز وجل: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً} [البقرة:200]. ولقد أمرنا ربنا ـ تبارك وتعالى ـ بأن نذكره ذكرًا كثيرًا، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الأحزاب:41-42]. وقال سبحانه وتعالى: {وَالذَّاكِرِين� � اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً} [الأحزاب:35]. وفي الصحيحين(78) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تبارك وتعالى أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ ذكرتُهُ في ملأٍ خير منهم، وإن تقرب إليَّ شبرًا تقربتُ منه ذراعًا، وإن تقرب إليَّ ذراعًا تقربتُ منه باعًا، وإذا أتاني يمشي أتيتُه هروَلة». ولقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الذكر لما له من الفضل العظيم. فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، ومن أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم، ويضربوا أعناقكم»، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «ذكر الله عز وجل»(79). وفي صحيح مسلم، عن أبي هريرة ت قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسيرُ في طريق مكة، فمر على جبل يُقال له: جُمدان، فقال: «سيروا هذا جُمدان، سبق المُفرِّدون». قيل: وما المُفرِّدون يا رسول الله؟ قال: «الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات»(80). وفي السنن عن أبي هريرة ت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه، إلا قاموا عن مثل جيفة حمار، وكان عليهم حسرةً»(81). وفي صحيح مسلم، عن الأغرِّ أبي مُسلم قال: أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما، أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يقعد قوم في مجلس يذكرون الله فيه إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده»(82). وفي الترمذي عن عبد الله بن بُسر أن رجلًا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: «لا يزال لسانك رطبًا بذكر الله تعالى»(83). وفي صحيح البخاري، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثلُ الذي يذكرُ ربهُ، والذي لا يذكرُ ربُّهُ، مثل الحي والميت»(84). عاشرًا: الحرص على كثرة تلاوة القرآن وحفظه وتعاهده: مما لا شك فيه أن العبادات في الأزمنة الفاضلة لها أجرٌ عظيم، ومن أجل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل هي تلاوة كلامه عز وجل. وقد بين الله عز وجل فضل تلاوة كتابه فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر:29-30]. والقرآن يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه لما رواه مسلم عن أبي أمامة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: «اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه»(85). وعن ابن عُمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاهُ الله مالًا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار»(86) متفق عليه. وفي سنن الترمذي بسندٍ صحيح من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آيةٍ تقرأ بها»(87). وهذه الأيام الفاضلة فرصة للإقبال على القرآن وحفظه وتعاهده، ففي الصحيحين عن أبي موسى ت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعاهدوا هذا القرآن، فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتًا من الإبل في عُقلها» متفق عليه، وحريٌّ بك أن تختم في هذه العشر ولو مرة واحدة بأن تقرأ كل يوم ثلاثة أجزاء. الحادي عشر: الصوم: ومن الأعمال الصالحة التي تشرع في هذه الأيام عبادة الصيام، فيستحب للشخص أن يصوم التسع كلها أو ما تيسر له منها، لما جاء في سنن أبي داوود(88) عن هنيدة بن خالد، عن امرأته، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر أول اثنين من الشهر والخميس». وأما ما جاء في صحيح مسلم(89) من حديث أم المؤمنين عائشة ل أنها قالت: «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائمًا في العشر قط». فهذا لا يمنع من استحباب صومها، بدليل أن صومها داخل ضمن الأعمال الصالحة، والرسول صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح مطلقًا، ومعلوم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد يترك العمل لأسباب ولحكم. ولصيام التطوع فضل عظيم لما رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يصوم يومًا في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفًا»(90)، هذا في أيام السنة فما بالك بهذه الأيام؟! ـ أعاذنا الله من النار ـ. وتشتمل هذه الأيام على يومي الإثنين والخميس، وهما يومان فاضلان، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يتحرى صومهما كما جاء في سنن الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم» رواه الترمذي(91)، وقال: حديث حسن غريب. أما عن صوم يوم عرفة وهو اليوم التاسع من ذي الحجة فقد سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن صومه فقال: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده» رواه مسلم(92). وقد كان السلف يحرصون على صومه أكثر من صيام أي يوم آخر، حيث رُويَ عن أمنا عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «ما من يوم من السنة صومه أحبُّ إليَّ من يوم عرفة»(93). الثاني عشر: الصدقة: وهي مستحبة في كل وقت، وبما أننا في أيام فاضلة والعمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من غيره فيتأكد استحباب الصدقة في هذه الأيام عن غيرها. فما أجمل أن يجتهد الإنسان في الصدقة ـ ولو بالقليل ـ من أجل إدخال السرور على فقراء المسلمين والتوسعة عليهم في هذه الأيام، فعلينا أن نحرص على الإنفاق في هذه العشر المباركة امتثالًا لأمر الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ} [البقرة:267]. ومدح الله عز وجل المتصدقين الذين ينفقون أموالهم سرًا وعلانية بقوله عز وجل: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرّاً وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة:274]. وجعل الله عز وجل أول صفات المتقين الذين أعدت لهم جنة عرضها السماوات والأرض أنهم ينفقون في السراء والضراء فقال تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران:133-134]. والآيات في فضل الصدقة والمتصدقين كثيرة. ولا تظن ـ أخي المسلم ـ أن الصدقة تنقص المال! جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة ت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله»(94)، بل إن الصدقة سببٌ لزيادة هذا المال ففي الصحيحين(95) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم، أنفِقْ أُنفِق عليك»، وهذا من فضل الله علينا. فتصدق أُخَيَّ في هذه الأيام ـ ولو بالقليل ـ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اتقوا النار ولو بشق تمرة»(96)، وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: «من تصدق بعدل تمرة من كسبٍ طيب، ولا يصعد إلى الله إلا الطيب فإن الله عز وجل يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فُلُوَّه حتى تكون مثل الجبل»(97). وقال صلى الله عليه وسلم: «سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله...»، وذكر منهم: «ورجلٌ تصدق بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه»(98). فهيا نتخذ من هذه العشر فرصةً لإدخال السرور على الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام والتوسعة عليهم بالإنفاق ولو بالقليل من أموالنا، ولنحذر البخل، فقد قال تعالى: {وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ} [محمد:38]، وتوعد سبحانه من يبخل بالعسرى فقال عز وجل: {وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى * وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى} [الليل:8-11]. نسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من المتصدقين المنفقين ابتغاء وجهه الكريم، وأن يعيذنا وإياكم من البخل إنه جواد كريم. الثالث عشر: الأضحية: فقد شرع الله عز وجل الأضحية بقوله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [الكوثر:2]، وهي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، جاء في الصحيحين(99) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «ضحى النبي صلى الله عليه وسلم بكبشين أملحين، فرأيته واضعًا قدمه على صفاحهما يسمي ويكبر فذبحهما بيده». وينبغي على من يسر الله عليه وكان عنده سعة من مال أن يحرص عليها، لما جاء في سنن ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كان له سعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا»(100). وهي من أحب وأفضل أعمال يوم عيد الأضحى، لما جاء في سنن الترمذي من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما عمل آدميٌّ من عملٍ يوم النحر أحبُّ إلى الله عز وجل من إهراق الدم، إنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقع من الله عز وجل بمكانٍ قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسًا»(101). قال تعالى: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} [الحج:28]. قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ: وقوله تعالى: {عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} يعني: الإبل والبقر والغنم، كما فصلها تعالى في سورة الأنعام وأنها {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ...} [الأنعام:143]» ا.هـ(102) فمن أراد أن يضحي فليعتن بشروط الأضحية وهي: السلامة من العيوب: ففي سنن ابن ماجة من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أربعٌ لا تجزئ في الأضاحي: العوراء البيِّنُ عورُها، والمريضةُ البيِّنُ مرضُها، والعرجاءُ البيِّن ضلعُها، والكَسيرةُ التي لا تُنِقى»(103). وبداية وقت الذبح من بعد صلاة العيد مباشرةً، ففي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من ذبح قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تمّ نسكه وأصاب سنة المسلمين»(104). ويُسن لمن يحسن الذبح أن يذبح أضحيته بيده ويقول: بسم الله والله أكبر، اللهم هذا عن فلان ـ ويسمي نفسه أو من أوصاه ـ اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم، كما جاء في سنن الترمذي وأبي داوود من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم الأضحى بالمصلى، فلما قضى خطبته نزل من على منبره فأُتِيَ بكبشٍ فذبحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال: «بسم الله، والله أكبر، هذا عني، وعمَّن لم يضحِّ من أمتي»(105). ويسن للمضحي أن يأكل من أضحيته ويهدي الأقارب والجيران ويتصدق منها على الفقراء والمحتاجين لقوله تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [الحج:28]. ومن أراد أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره وبشرته، أي لا يأخذ منها شيئًا عند رؤية هلال ذي الحجة حتى يذبح أضحيته. كما جاء في صحيح مسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا دخلت العشر، وأراد أحدُكم أن يُضحي، فلا يمسَّ من شعره وبشره شيئًا»(106). وفي رواية أخرى: «من كان له ذبح يذبحه، فإذا أهلَّ هلال ذي الحجة، فلا يأخُذنَّ من شعره، ولا من أظفاره شيئًا، حتى يُضحي»(107). فدل هذا الحديث على أنه لا يجوز لمن أراد أن يُضَحِي الأخذ من هذه الأشياء الثلاثة ـ الشعر والأظفار والبشرة ـ حتى يذبح أضحيته. والمقصود بالبشرة: اللحم اليابس، الذي قد يكون في نهاية الأظافر، أو في أسفل القدم. وذهب الإمام أحمد إلى وجوب الامتناع من هذه الأمور، كما هو ظاهر حديث أم سلمة رضي الله عنها، وذهب الجمهور إلى الكراهية فقط. والقول الأول هو الأرجح بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذلك، والأصل في النهي التحريم. والإنسان الذي يريد أن يضحي هو من يجب عليه الامتناع، وأما إذا أشرك أهل بيته معه فلا يلزمهم الامتناع. وكذلك لو وَكَّل غيره في التضحية عنه، فالوكيل لا يلزمه عدم الأخذ من هذه الأشياء؛ لأنه وكيل، أما الإنسان الذي وَكَّل فهو الذي يجب عليه الامتناع. ولمن أراد أن يضحي أن يمتشط وأن يمس الطيب، وإنما يمنع من هذه الأشياء الثلاثة فقط. ومن الأخطاء المنتشرة أن البعض يضحي عن الأموات ويترك الأحياء، مع العلم أنها تتأكد في حق الأحياء أكثر من الأموات. وأخيرًا: أداء فريضة الحج لما فيها من الفضل العظيم: 1-فالحج من أفضل الأعمال: كما جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن أفضل العمل، فقال: «إيمان بالله ورسوله»، قيل: ثم ماذا؟ قال: «الجهاد في سبيل الله»، قيل: ثم ماذا؟ قال: «حج مبرور»(108). 2-ينفي الفقر والذنوب: قال صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديث والذهب والفضة، وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة» رواه الترمذي(109)، وقال الشيخ الألباني: «حسن صحيح»(110). 3-أن الحج المبرور ثوابه الجنة: قال صلى الله عليه وسلم: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة»(111) رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة . والحج الـمبرور: هو الذي لا معصية فيه والذي وفيت أحكامه، فوقع موافقًا لما طلب من المكلف على الوجه الأكمل. 4-مغفرة الذنوب والآثام التي اقترفها الإنسان طوال عمره: قال صلى الله عليه وسلم: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه»(112) رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. والرفث: الجماع أو التعرض للنساء به أو ذكره بحضرتهن. الفسوق: المعاصي كلها. فمتى تجنب الحاج ذلك كله رجع ـ بفضل الله ـ كيوم ولدته أمه. أخي المبارك: اغتنم هذه الأيام المباركة بالصيام ونوافل العبادات، واعلم أنها يمكن أن تكون آخر أيامك وآخر عام تدركه، فقد لا يمر عليك هذا الموسم مرة أخرى. وتذكر قول الله عز وجل في أحكام الصيام وآياته: {أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ...}. نسأل الله أن يوفقنا لما يحبّ ويرضى، وأن يفقهنا في ديننا، وأن يجعلنا ممن يعمل بقوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. _____________________ (1) رواه الإمام أحمد في المسند (5/282). (2) ادلهمَّ: كثفَ واسوَدَّ. انظر اللسان (12/206). (3) نسبه له ابن الجوزي في (ذم الهوى): وابن القيم في غير كتاب، ورواه ابن بطة في الإنابة (2/293)، ط.الراية عن يحيى بن معاذ الرازي مثله، ورواه أبو نعيم في الحلية (9/261) عن أبي سليمان الداراني. (4) رواه البخاري (6308). (5) رواه الترمذي (5/575)، وهو في صحيح الترمذي (2/184). (6) الطقطقة: صوت قوائم الخيل على الأرض الصلبة. انظر: اللسان (مادة: طقطق). (7) الهملجة: حسن سير الدابة في سرعة. انظر اللسان (مادة هملج). (8) البراذين: جم يرذون وهو غير العربي من الخيل والبغال. المعجم الوجيز (ص:44). (9) رواه مسلم (37)، من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه. (10) رواه البخاري (3483)، من حديث أبي مسعود عقبة رضي الله عنه. (11) رواه ابن ماجة (2144). (12) الداء والدواء لابن القيم ـ رحمه الله ـ بتصرف. (13) تفسير القرآن العظيم (8/390). (14) صحيح الجامع الصغير وزيادته برقم (1133). (15) رواه البخاري (969) باب: فضل العمل في أيام التشريق. (16) رواه الترمذي (757) باب: ما جاء في العمل في أيام العشر. (17) فتح الباري شرح صحيح البخاري، (3/585). (18) فتح الباري شرح صحيح البخاري، (3/581) باب: فضل العمل في أيام التشريق. (19) المسند (2/75)، وتحقيق الأروناؤوط (5446) و(6154). (20) رواه الترمذي برقم (3339) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (21) رواه مسلم (1348) باب: فضل يوم عرفة. (22) رواه أبو داوود (1765) من حديث عبد الله بن قرط رضي الله عنه. (23) لطائف المعارف (ص:283). (24) زاد المعاد في هدي خير العباد (1/57). (25) تفسير القرآن العظيم (3/26). (26) رواه البخاري (45) واللفظ له، ومسلم (3017). (27) رواه مسلم (1348) باب: فضل يوم عرفة. (28) المسند (2/224) برقم (7089)، وقال شعيب الأرنؤوط: «إسناده لا بأس به». (29) أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب، وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2/16): صحيح لغيره، رقم (1151). (30) رواه مسلم (1162). (31) رواه الترمذي (3585)، وحسنه الألباني. (32) ذكر هذه الأحوال وغيرها ابن رجب في لطائف المعارف (ص:285-288). (33) صحيح البخاري (6412) كتاب: الرقاق، باب: الصحة والفراغ ولا عيش إلا عيش الآخرة. (34) رواه مسلم (2985). (35) رواه البخاري (6499) باب: الرياء والسمعة ـ نعوذ بالله من ذلك ـ. (36) رواه البخاري (527)، ومسلم (85). (37) رواه مسلم (2551). (38) رواه البخاري (5989)، ومسلم (2555). (39) رواه البخاري (5991)، باب ليس الواصل بالمكافئ. (40) رواه مسلم (6544)، باب: النهي عن الشحناء. (41) رواه البخاري (6237)، ومسلم (6532). (42) رواه البخاري (2692)، ومسلم (2605). (43) رواه البيهقي وصححه العلامة الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (5552). (44) رواه البخاري (52)، ومسلم (107). (45) مسلم: كتاب: الإيمان، باب: إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة، رقم (82). (46) رواه أحمد (5/346)، والترمذي (2621)، والنسائي (463)، وابن ماجة (1079). (47) رواه الترمذي (2622)، والحاكم (1/7). (48) رواه مسلم، برقم (1046). (49) رواه البخاري (2766)، ومسلم (89). (50) رواه مسلم (1597). (51) رواه الترمذي (1206)، وأبو داوود (3333)، وابن ماجة (2277). (52) رواه البخاري (4477)، ومسلم (86). (53) رواه البخاري (6772، 6810)، ومسلم (57). (54) عائل: فقير كثير العيال. (55) رواه مسلم (107). (56) أخرجه ابن ماجة (3371). (57) رواه أبو داوود (3674) بسند صحيح، صحيح ابن ماجة (3380). (58) رواه مسلم (2002). (59) رواه البخاري (5575)، ومسلم (2003). (60) رواه أحمد (1/272)، والطبراني في الكبير (12428). (61) رواه البخاري (2447)، ومسلم (2579). (62) رواه البخاري (2453)، ومسلم (1612). (63) رواه البخاري (2400)، ومسلم (1564). (64) رواه مسلم (137). (65) للتوسع ننصح بقراءة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، د. خالد السبت وفقه الله ونفع به. (66) مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ (28/122-125). (67) المصدر السابق (28/306-307). (68) رواه الترمذي (2199) وحسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (6947). (69) رواه مسلم (49) باب: كون النهي عن المنكر من الإيمان، وأن الإيمان يزيد وينقص، وأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبان. (70) رواه البخاري (893)، ومسلم (1829). (71) مفتاح دار السعادة (1/153). (72) رواه مسلم (1893). (73) رواه مسلم (2674). (74) المسند (2/75)، بتصحيح شعيب الأرنؤوط (5446) و(6154). (75) صحيح البخاري: كتاب: العيدين، باب: فضل العمل في أيام التشريق، رقم (11). (76) مجموع الفتاوى (24/20). (77) أخرجه ابن أبي شيبة (2/2/2) وقال الشيخ الألباني في الإرواء: وإسناده صحيح. (78) رواه البخاري (7405)، ومسلم (2675). (79) رواه أحمد (5/239). وروي عن أبي الدرداء مرفوعًا كما عند الترمذي (3377)، وابن ماجة (3790)، وأحمد (5/195). (80) رواه مسلم (2676). (81) رواه أبو داوود (4855). (82) رواه مسلم (2700). (83) رواه الترمذي (3375)، وابن ماجه (3793). (84) رواه البخاري (6407)، ومسلم (779) بنحوه. (85) رواه مسلم (1337). (86) رواه البخاري (73)، ومسلم (815). (87) رواه الترمذي (2838). (88) أبو داوود (2437)، وصححه الألباني في صحيح أبي داوود، برقم (2129). (89) رواه مسلم (1176). (90) رواه مسلم (1153)، باب: فضل الصيام في سبيل الله لمن يطيقه بلا ضرر ولا تفويت حق. (91) رواه الترمذي (747)، وصححه العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع (2959). (92) رواه مسلم (1162)، من حديث أبي قتادة رضي الله عنه. (93) رواه البيهقي (3485)، في شعب الإيمان. (94) رواه مسلم (2588). (95) رواه البخاري (4407)، ومسلم (993). (96) رواه البخاري (1351)، مسلم (1016) بلفظ: «من استطاع منكم أن يستتر من النار ولو بشق تمرة فليفعل». (97) رواه البخاري (1344) عن أبي هريرة رضي الله عنه. (98) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. (99) رواه البخاري (5558)، ومسلم (1966). (100) ابن ماجة (3123)، وصححه العلامة الألباني في صحيح الجامع (6490). (101) رواه الترمذي (1493)، باب: ما جاء في فضل الأضحية. (102) تفسير القرآن العظيم، (5/416). (103) رواه ابن ماجة (3144)، وصححه العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع (8861). (104) رواه البخاري (5546)، ومسلم (1961) عن البراء ت بنحوه. (105) رواه الترمذي (1521)، أبو داوود (2810). (106) رواه مسلم (1977). (107) رواه مسلم (1977). (108) رواه البخاري (26)، ومسلم (83). (109) رواه الترمذي (810) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. (110) الصحيحة (1200)، وقال: «صحيح» في صحيح الجامع (2900). (111) رواه البخاري (1773)، ومسلم (1349). (112) رواه البخاري (1819)، ومسلم (1350).