
24-02-2019, 01:41 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,060
الدولة :
|
|
رد: كيف تتعاملين مع همومك
كيف تتعاملين مع همومك[4]
بلقيس صالح الغامدي
سابعاً/التهيؤ النفسي:
إن الحازمة من توطِّن نفسها في الأمور الحقيرة والعظيمة سواء..وإنه مما ينبغي توقعه في أي وقت استيلاء الهمّ على النفس وهذا كما بيَّنا مسبقاً أمراً قد كُتب على الخليقة جمعاء وقد أقسم ربنا بذلك فقال:{لتركبن طبقاً عن طبق}[ الانشقاق/18]
فلا بد من تهيئة النفس وتوقع المصاب ، وفي ذات الوقت لابد من دوام سؤال الله السلامة والعافية و الرضى و السرور ،فإنْ وقع بعد ذلك مكروه فإنه ولا شك سيكون أخفُّ وَقْعَاً على تلك النفس لتوقعها وقوع ذلك من قبل.عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم:"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله...
ثامناً/تناول التلبينة:
والتلبينة هي حساء يعمل من دقيق أو نخالة، ويُجعل فيه عسل،وسُميت تلبينة لشبهها باللبن،وهي تُطبخ من الشعير المطحون.
روى البخاري عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها كانت إذا مات الميت من أهلها فاجتمع النساء ثم تفرقن إلاَّ أهلها وخاصتها أمرت ببرمة من تلبينة فطُبخت ثم صُنع ثريدٌ فصَبَّت التلبينة عليها ثم قالت:كُلْنَ منها فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"التلبينة مُجِمَّةٌ لفُؤاد المريض تُذهب ببعض الحُزْنِ".
ومعنى مُجِمَّة:تريح وتزيل الهم.
وهذا الأمر- إن استغربه بعض الناس-هو حق وصدق مادام قد ثبت من طريق الوحي المعصوم صلى الله عليه وسلم،والله خلق الأطعمة وهو أعلم بخصائصها ، وبالتالي فإن حساء الشعير المذكور هو من الأغذية المفرحة،والله أعلم.[يراجع زاد المعاد لابن القيم رحمه الله (5/120)].
ولقد بيَّن ابن حجر العسقلاني رحمه الله طريقة طبخ هذا الحساء لمريض الجسد وحزين القلب فقال ولعل اللائق بالمريض ماء الشعير إذا طبخ صحيحاً،وبالحزين ماؤه إذا طبخ مطحوناً،والله أعلم)[انظر فتح الباري(147)]." [علاج الهموم-محمد المنجد(بتصرف)]
وختاماً وفي نهاية سلسلتي هذه التي سعيت فيها أن أوجهك لمهارات إيمانية تربوية حول كيفية التعامل مع الهموم إليك هذه الهمسات:
..*حاولي إعانة المهمومة إن لم تكوني مهمومة وتذكري ما بشرنا به رسولنا صلوات ربي وسلامه عليه في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه قال- عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" من نفَّس عنمؤمن كربة من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة..."رواه مسلم.
*تذكر ي ساعات الهم والحزن والضيق ، وساعات الراحة والرخاء..ستجدين حتما أنك تصابين بِالهموم لمدة أيام ، والرخاء والسعادة والراحة لمدة أشهر بل وسنوات..فلا تنكر ي نعمة الله عليك فاحمدي ربك واشكريه.
*تذكري أنك مسلمة، واختارك الله لهدايتك لهذا الدين ، وثبت عقيدتك عليه ، وغيرك يتخبط في ظلمات الجاهلية والضلال ، والأديان المنحرفة ، فانتميت لهذا الدين الذي جعل الله راحة النفوس واستقرارها في ظله ، وأراحك من همجية الباطل وصراعات الأديان الأخرى .
*لماذا الهمّ؟!ولديك كتاب ما أنزل إلا لترتاح...لماذا الهم؟!وأنت مسلمة؟
*ترقبي يا مهمومة الفرج (إن بعد العسر يسرا).
فعندما ينزل بساحتنا السخط والتذمر والسلبية والاعتراض فحينها لابد أن تصبح نفوسنا ضيقة حرجة فتقيدنا الهموم ، وتجرنا الأحزان ، وتحرقنا الدموع ، فلماذا؟؟! وماذا بعد هذا؟!.لا شئ بالطبع.
فالحل في تسليم يريح الخواطر، و رضاً يذيب الهموم، واحتساب يرفع في الدرجات.
أسأل الله أن يشرح صدورنا وييسر أمورنا وأن يكون معيننا..و أن يعاملنا بعفوه ورحمته، ونسأله عز وجل رحمة من عنده يحفظنا بها من كل سوء.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|