الموضوع: الإيدز (a.i.d.s)
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-02-2019, 03:22 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 136,157
الدولة : Egypt
افتراضي الإيدز (a.i.d.s)

الإيدز (A.I.D.S)
خاشع حقي العلواني


(الإيدز A.I.D.S)


أهم أمراض العصر، وأخطرُها على حياة البشر، وأحْراها بالبحث والنظر



عرف العالم مؤخرا - عن طريق وسائل الإعلام مرضًا خبيثًا مخيفًا ألقى الرُّعب في قلوب الملايين من البشر، إنَّه الإيدز مختصرًا من العبارة الأجنبية: (cuqrwsd - Imune -Defcieney - Syndrume).


وتعني نقص المناعة المُكتسبة، وهو يهاجم الخلايا اللمفاوية في الإنسان، (وهي الخلايا المسؤولة عن المناعة)، فإذا ضعفت ذهبتِ المناعة وتعرض الجسم للموت بمجرد مرض بسيط؛ كرشح مثلا، أو جرح، أو أي ارتكاس عضوي آخر.


وقد ظهرتْ بوادره الأولى في العالم الإباحي المريض، إذ ظهر أوَّل ما ظهر في الولايات المتحدة الأمريكيَّة، وذلك عام 1978 - 1979م.


وتركَّزتِ الإصابات في نيويورك ثم في "سان فرنسيسكو"، و"لوس أنجلوس"، ثم في "فرنسا" أم الحريات - كما يدعون - وذلك عام 1982 - 1983م.


ثم كشفت الإصابات في "هايتي"، و"أواسط إفريقيا"، وقد أصاب بشكل خاص الجنوسيين (اللوطيين)، وانتشر عنْ طريقهم إلى غيْرِهم وباءً عامًّا ألقى الخوف في قلوب شعوب أمريكا وأوروبا، وأواسط إفريقيا؛ بل أصبح بُعْبعًا مخيفًا لأهل الأرض كلهم، إذ قد ينتشر إلى غيرهم منَ المجتمعات إن لم تتَّخذِ التدابيرَ اللاَّزمة للحَدِّ منه؛ ومن هنا تعالتْ صيحات الإنذار لتوعية المجتمعات من خطورة هذا الداء القاتل.


وقد تبين من دراسة المُتخصصين في علم الطب أنَّ لهذا الوباء عواملَ تكمن في:

أ - الجنوسية (اللوطية): وهي أهم العوامل إطلاقًا، ويمثّل هؤلاء المرضى الغالبية العظمى من مرضى الإيدز.
2 - الإدمان على تعاطي الحُقَن الوريديَّة مِمَّن يستعملون إبْرةً واحدة في حقن المادة المُخَدِّرة من شخص لآخر.
3 - الناعور أو نقص وراثي في عوامل تخثر الدم.
4 - تلقي الدم بشكل مُتَكّرر.
5 - زوجات وأبناء المصابين.

وهكذا ينتقل الداء الخبيث حتى يشمل البشر في أدنى الأرض وأقصاها، إن لم تُتَّخذ التدابيرُ اللازمة لدرء انتشاره!


وأهم ما يميز هذا المرض: هو نسبة الوفيات العالية بين المصابين حتَّى يصل إلى 95 % من الحالات، ذاك هو مرض الإيدز، وتلك هي عوامل انتشاره، فكيف تكون الوقاية منه؟


ليس له من وقاية دوائية أو لقاحية حتى اليوم، وأفضل وقاية تكون بمكافحة اللوطيَّة، وعدم استعمال دمائهم في حالة الاحتياج إلى دم.


كتبت جريدة "تشرين السورية" في زاوية تحت عنوان "البحث عن لقاح" جاء فيه:

"الأبحاث مستمرَّة حول مرض الإيدز على قَدَم وساق في الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة وأوروبا، غير أنَّ النَّجاحات التي تحقَّقت في حقل التجارب على الحيوانات لم تظهر فيما يتعلَّق بالإنسان.
إنَّ تلقيح قرد (بجرثومة الإيدز) يقود إلى انْهِيار المناعة لديه؛ لكنَّ المرض لا يتطوَّر في جسده كما هو الحال لدى الإنسان، فالإيدز خاص بالبشر.
الأبحاث مستمرة على أيَّة حال لا تتوقف، وقد لا يتوصَّل العلماء إلى نتيجة؟! ا.هـ.

ولعلَّ اختِصاصَه بالإنسان وعدم تطوُّره في جسد الحيوان أنَّ الأخير لم يقتَرِفْ ذنبًا يعاقَب عليه، فأبعده الله عنه، وكان عقابًا إلهيًّا للمستخفِّين بقواعد الحياة السليمة، والمتلاعبين بنُظُمِها وما بُنِيَت عليه من نواميس وقوانين".


المشكلة خطيرة، والجدال يَحْتَدّ، والمرضُ يستَعِرُ ويستَفْحِل، والوباء ينتشر غيْرَ عابئ بأحد، فالكلّ عنده سواء، منهم عقابًا ومنهم ابتلاءً، والنهاية مَحتومة إلى هاذم اللَّذات، أو إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم.


إنَّ اختصاص هذا المرض بالإنسان دون الحيوان درس وعبرة للشَّاردين في هذه الحياة، والمعرضين عن شريعة السماء.


وأهم عوامله كما رأينا (اللوطية) وهي مخالفة صريحة لشريعة الله - عز وجل، وخروج خطير على الفطرة السوية حتى صار شرًّا من الحيوان، فما حدث في التاريخ - على حدّ علمنا - أنَّ حيوانًا ذكرًا نزا على مثله.


إنَّ الإنسان الذي أكرَمَهُ الله - عزَّ وجلَّ - وميَّزه بالعقل عنِ الحيوان الذي يعيش معه هذه الأرض - والذي توجّهه غرائزه - يختلف عنه كل الاختلاف إن هو عرف وظيفته، وأدرك الغاية من خلقه، وسار مع المنطق والعقل.


فالإنسان - وإن كان مشتركًا مع الحيوان في هذه الغريزة - غير أنَّها فيه ليست لمجرَّد قضاء الوطر أو نيل الشهوة، وإنَّما هي من أجل غاية سامية، وهي الإبقاء على النسل البشري والنوع الإنساني، ثمَّ الحفاظ على النَّسب الذي هو شرف الإنسانيَّة المتوارث؛ حتَّى إنَّ العلماء فرَّقوا بين اليتيم من الإنسان واليتيم من الحيوان، فقالوا: اليتيم من الإنسان مَن لا أبَ له، ومن الحيوان ما لا أُمَّ له.


ثُمَّ شاءَتْ حِكْمَة الله - عزَّ وجلَّ - أن تكون هذه الغريزة أقوى وسيلة لارتِباط الرَّجُل بِالمرأة وسَكَن كلٍّ مِنْهُما إلى الآخَر {وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 21].


لذلك كانتِ الشَّرائع السَّماويَّة تتنزَّل بين الحين والآخَر تنظيمًا لها - لهذه الغريزة - وضبطًا لتحقيق الغاية التي زود بها منْ أجلها، حتى كان آخرها شريعة الإسلام فحرمت السّفاح واتّخاذ الأخدان؛ لأنَّه سبيلٌ إلى الحرام أوَّلاً، والفوضى الجنسيَّة ثانيًا، وشَرَعَ له الزَّواج وأعلى من شأنه ورغَّب فيه ورَفَعَه إلى منزلة العبادة، قالوا: "يا رسول الله، أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟"، قال - عليه الصلاة والسلام -: ((أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه وزر؟ فكذلك لو وضعها في حلال كان له أجر)).


فغرائز الإنسان إذًا موجهة إلى غايات سامية بنظام دقيق في دائرة الطُّهر والعِفَّة للإبقاء على النوع البشري إلى ما شاء الله، وليكون امتدادًا لحياة الآباء والأجداد بالبنين والحفدة؛ كما قال تعالى: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ} [النحل: 72]، هذا وقد تبيَّن لنا أنَّ الشذوذ الجنسيَّ كان في البلاد الأجنبية وفي أكثَرِها شيوعًا للفاحشة والإباحيَّة الجنسيَّة في أمريكا التي لها القدح المعلَّى في تعرّي المرأة، وفي نيويورك بالذَّات أفسق بلاد الأرض، والتي أقيم فيها نوادٍ للعُراة والعاريات؛ حتَّى لم تَعُدِ المرأة تُثير رغبة الرجل فيها، وذلك لتفنُّنها في التعرّي فرغب عنها، وأفضى الرَّجُل إلى الرَّجُل، وقضى منه وطره كما يقضيه منها؛ ولكن أسوأ وأفحش ما يكون!


ونتيجة هذه الفوضى الجنسيَّة وصلوا إلى أسفل درك في الانحطاط الخلقي، وشُيوع الرَّذائل ثُمَّ بلغ بِهم الأمْرُ حدًّا لم يعُدِ الزنا جريمة يعاقب عليها القانون، ما دام قد تَمَّ برِضِا الطرفين، وخلا من عنصر العدوان، أمَّا إذا حدث فزنى رجلٌ بامرأة ذات زوج؛ فللزَّوج أن يطالبه بتعويض (غرامة مالية) من الرجل الذي أفسد عليه زوجته.


فالعرض في المجتمع المادي المنحل أهون شأنًا من المال، ومن أجل ذلك تهدَّم مجتمعهم وفسدت الأسرة فيه، وفسق الرجال والنساء وانتشرت الأوباء والجرائم الخلقية بشكل لم يسبق له نظير حتَّى كان آخرها (الإيدز) القاتل الماحق!


هذا هو الداء فما الدواء؟ وتلك هي المشكلة فما الحل؟

لقد وجَّه العامِلون والعُلماء في الهيئات الصحيَّة جُهُودهم نَحو التوعية الصحية، فتعالَتْ صيْحاتُ التَّحذير من التَّمادي في هذا السبيل الذي يؤدي إلى دمار البشر المُحقَّق، إنْ عاجلاً أو آجلاً؛ لكنَّهم لم يقدّموا حلاًّ ناجعًا لهذه المشكلة الخطيرة التي باتت تقضُّ مضاجِعَهم إذ صيْحات الاستِنْكار ونشرات التَّحذير لا تكفي في مثل هذه الحال التي تنذر بشرّ مستطير.
وإذا أردْنا حلاًّ فلا بدَّ من العودة إلى منشأِ المُشكلة ومنبتها، ثُمَّ البحث الجادّ عن أسبابها، وسَبْرِ أعماقها وأغوارها.

أساس المشكلة ومصدر الدَّاء الفاحشة بشقَّيْها (الزّنا واللّواط)، فإذا قضَيْنا على الفاحِشة أو أقْلَلْنا منها نكون قد قضَيْنا على الدَّاء، واستأْصَلْنا جذوره وجففنا منابعه واجتثثنا المشكلة من أصولها.


والحل الوحيد الذي لا حلَّ سواه هو الإيمان والتوعية الدينية إلى جانب التوعية الصحيَّة، ولا نقول هذا ادّعاء أو بدافع من العاطفة الدينيَّة؛ وإنَّما نقوله ونحن واثقون مِمَّا نقول، والشواهد على ذلك كثيرة؛ ولكن نكتفي بذكر شاهدين أو واقعتين تاريخيَّتَيْن، وكل منهما على جانب كبير من الأهميَّة، إحداهما: حَصَلَتْ في صدر الإسلام، وثانِيَتهما: حديثة ومعاصرة، وأنا أذكرُهُما لمُجَرَّد المقارنة والموازنة بين ما يفعله الإيمان في نفوس أصحابه وما تعجز عنه القوانين الوضعية مهما أوتيت من ضمانات القوة والإرهاب.


أولاهما: كلُّنا نعلَمُ ما كان للخمر من سُلطان على نفوس مدمنيها في الجزيرة العربية قبل الإسلام، يعاقرونها كلما وجدوا فرصةً لذلك في بيوتهم، ونواديهم، ومجالسهم الخاصة والعامة، ولشدة صبوتهم بها تفننوا في أسمائها، وتوسَّعوا في أوْصافِها شعرًا ونثرًا، وهذا ما جَعَل التَّشريع يُحَرِّمها على التَّدرج لا دفعة واحدة؛ كما كان الشأن مع مُحرَّمات أخرى، حتَّى إذا كانَتِ المَرْحلة الأخيرة من التَّحريم، وأنزل الله فيها نَهْيَه القاطع في قوله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة: 90، 91].


والاستفهام في قوله تعالى: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} يُسَمِّيه علماء العربية استفهامًا إنكاريًّا؛ أي انتهوا وهو أبلغ من التحريم، كما أنَّ تَسمية الخمر رجسًا وذكرها مع جملة مُحرَّمات لا خلاف فيها منَ الأصنام والميسر والأزلام، وأنَّها سبب في إلقاء العداوة والبغضاء في النفوس ومن عمل الشيطان، كل ذلك مواضع تفيد التحريم القاطع.


وصحابة رسول الله - رضوان الله عليهم - الذين كانوا ضليعين باللغة العربية لم يفهموا منها إلا التحريم، إذ لم يَكَدْ منادي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَخْرُج بِها على الناس ويطرق سمعهم صوتُه، حتى أقبلوا على الدِّنان يهرقونها والكؤوس يحطمونها؛ بل بلغ بهم الأمر أن بعضهم كان قد شرب نصف كأسه وبقي نصفها الآخر فأبعدها من فمه قائلاً: "انتهينا ربَّنا، انتهينا ربَّنا" هذا ما يفعله الإيمان.


أمَّا القوانين التي يضعها البشر فتعالَوْا نقرأ معًا بتفكُّر وإمعان هاتيْنِ الواقعتيْنِ؛ إحداهُما في غرب الأرض، والثانية في شرقها، وننظر إلى مفعولها.


ففي البلاد الغربيَّة حاولتِ الولايات المتَّحدة الأمريكية ما بين عام 1927 - 1933م أن تمنع الخمر، وأصدرت قانونًا بِمنْع تداولها وذلك بعد أن رأتْ أضرارَها، وأحسَّت بأخطارها.


وأنفقت الأموال الطائلة في الدعاية ضدها وتبيان نتائِجها وعواقبها على الفرد والأسرة والمجتمع والدولة؛ ولكن دون جدوى فلجأت إلى التهديد وأنذرت بالوعيد، وفعلاً نفَّذت وعيدها فعاقبت وأعْدَمَتِ المُخالِفِين، وصادَرَتْ أموالَهم؛ ولكن كل ذلك لم يَرُدَّ الشاردين، ولم يَمنَعِ الشَّاربين؛ بل أقبلوا على الكؤوس في الخفاء وعلى ملء الأقداح سرًّا في البيوت إلى أن اضطرت إلى إلغاء الحَظْر بعد سبع سنوات منَ المُلاحقة المستمرّة.


وأما في شرق الأرض فما أصْدره الاتحاد السوفيتي سابقًا - قبل انهياره - منَ القوانين الصَّارمة في منع الخمر المسماة عندهم (الفودكا) للحد من شربها لما رأوا أخطارها وأضرارها؛ ولكن كسابقتهم لم يتوصلوا إلى الغاية المتوخَّاة؛ بل أقبل الناس عليها يشربونها حينًا بعد آخر، والناس هم الناس سواء في شرق الأرض أو غربها ما داموا بلا إيمان يعصمهم، أو خوف من الله - عز وجل - يردعهم.



يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.86 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.37%)]