الان عودة الى الكلام المنقول عن الكندي الذي وضعته في ردي رقم (294)
مما جاء فيه :
وتسير النفس بعد موت البدن الى المستقر الاعلى مباشرة، ومن النفوس ما فيها دنس فيقيم في كل فلك من الافلاك مدة من الزمان حتى يتهذب وينقى ويرتفع الى كوكب اعلى، فاذا صارت الى الفلك الاعلى ونقيت غاية النقاء، وزالت ادناس الحس وخيالاته وخبثه منها، ارتفعت الى عالم العقل، وطالعت نور البارئ، وفوض البارئ اشياء من سياسة العالم تتلذذ بفعلها والتدبير لها.
وهذا التصوير لرحلة النفس بعد فناء الجسد الى العالم العلوي فيه شبه كبير بما يسميه افلاطون الجدل الصاعد.
وايضا مقتطف من نفس الكتاب الذي نقلته لردي اعلاه رقم (304)
مما قاله افلاطون
"وليس كل نفس تفارق البدن تصير من ساعتها الى ذلك المحل، لان من الانفس من يفارق البدن، وفيها دنس واشياء خبيثة، فمنها ما يصير الى فلك القمر فيقيم هناك مدة من الزمان، فاذا تهذبت ونقيت ارتفعت الى فلك العطارد فتقيم هناك مدة من الزمان، فاذا تهذبت ونقيت ارتفعت الى فلك كوكب فتقيم في كل فلك مدة من الزمان، فاذا صارت الى الفلك الاعلى، ونقيت غاية النقاء، وزالت ادناس الحس وخيالاته وخبثه منها، ارتفعت حالا الى عالم العقل، وجازت الفلك، وصارت في اجل محل واشرفه، وصارت حالا بحيث لا تخفى عليها خافية، وطابقت نور الباري، وصارت تعلم كل الاشياء، قليلها وكثيرها (....)"
لاحظوا كلا من الكندي وافلاطون ركزا على مسالة تنقية النفس وانه لن يتم
الانتقال الى فلك "سفيرا" اخرى الا بعد تنقية وتطهير النفس، وبخصوص
الكلام في ردي السابق الذي ترجمته من الفيديو
تحويل المعدن الرديء الى ذهب مرتبط بتنقية النفس، لكي يتم تنقية المعادن الرديئة الخميائيين مطالبين بتنقية النفس الانسانية، ان ينقوا انفسهم عبر المرور بعدة تجارب لبلوغ الغبطة الروحانية، المرور من الظلام الى النور
الغبطة الروحانية لا يتم الوصول اليها الا بعد بلوغ النرفانا، وهي اقصى غاية المهتمين بخرافات الطاقة والمتصوفة المسلمين والكاباليين وغيرهم لانها اعلى الدرجات التي يمكن الوصول اليها، اليكم ما كتبته بخصوص الغبطة في ردي رقم (461) من الجزء السادس
قبل التعليق على عبارة (حب الله) التي كررها الفيلسوف سبينوزا، فانني
سابدا بالتعليق على كلمتي السعادة والغبطة، كلمة السعادة التي جاءت في
عنوان الكتاب، وايضا في مواضع اخرى من نفس الفصل الحادي عشر في
معرض الحديث عن حب الله عند سبينوزا، اليكم مقتطفا مما جاء في ردي
رقم (208) من الجزء الرابع
في احد المواقع تحدث صراحة عن التوحد/الوحدة التي تطرقت اليه السيدة
الغربية في اللقطات التي ترجمتها لكم، اليكم رابطه
https://mohammadamrou.com/%D8%B7%D8%...3%D9%85%D9%84/
عنوان مقالته
تعلم أساليب التأمل
بعد ان اعطى تعليمات بخصوص تقنيات التامل من اهمية التركيز واغلاق العينين
وغير ذلك من الامور الكثيرة التي كتبها، اليكم كلامه الصريح بخصوص
التوحد مع الكون
عندما تصل إلى منبع الفكر الصافي
سوف تبدأ بالتوحد مع الكون
والتناغم مع إيقاعه وسيمفونيته
وهناك ستنتقل من مرحلة السعادة
إلى ما هو أعلى منها وهي الغبطة
*************
الان لاحظوا التصريح بانه توجد مرحلة في التأمل يبلغها الممارس هي (السعادة)
وتليها مرحلة اعلى منها تسمى (الغبطة)، وهي تعتبر قمة الرقي الروحاني،
الان اليكم ما جاء في كتاب سبينوزا
(....) ووراء التحرر الذي حاولنا وصفه، يصل الانسان الى الغبطة القصوى
التي تتحقق بالوحدة بين الانسان والجوهر، اي بين الانسان والله.
لاحظوا بانه اعتراف ضمني من قبل الفيلسوف سبينوزا، بان تلك الغبطة تتحقق
بالوحدة بين الانسان والله، وهي نفسها الغبطة التي تحدث اثناء بلوغ مرحلة
التوحد في الكون (اي الوحدة) التي هي كما شرحت في ردي رقم (433)
من هذا الموضوع :
لانه اصلا الوحدة في الهندوسية هي نفسها الوحدة او الاتحاد في الله والفناء فيه
الذي يسعى المتصوفة المسلمين لبلوغه، لكن المتصوفة الذين بلغوا تلك المرحلة،
لغبائهم، احساسهم بالتوحد والوحدة بدل ان يعتبروه توحدا مع الكون او تلاشي
الجزء في الكل كما هو مشهور عند الهندوس والغربيين الممارسين للتامل والذين
بلغوا فيه شانا عظيما، المتصوفة المسلمين الذين وصلوا مرحلة الوحدة يظنون
بانه حصل لهم فناء في الله !!!!!!!!
لان ممارسي تمارين وتاملات الطاقة يصلون لمرحلة الاحساس بالسعادة والغبطة
تماما مثل التي يبلغها من بلغ شانا عظيما في التامل، اليكم ما جاء في الكتاب
الذي املكه (ما الصوفية ؟!) ل مارتن لانغ
وذلك في معرض حديثه عن ابن عربي وغيره، والاساتذه يقصد بهم اساتذه التصوف
وانه من الافضل الكف عن البحث والتقصي في شؤون هؤلاء
الاساتذة، وتركهم في حالة الغبطة والسعادة التي يعيشونها.
فالمؤلف الغربي قال صراحة بان الانغماس في التصوف يقود في الاخير الى
الاحساس بالسعادة والغبطة
تابع