ومعرفة الله التي صدع بها المتصوفة رؤوسنا هي كما ذكرت في رد سابق انها مرتبطة بالغنوصية، لان جميع الغنوصيين سواء كانوا مسيحيين او يهودا يسعون لمعرفة الله، وطبعا كل له الهه الخاص به وان سماه بالله لكنه اكيد لا يقصد به الله عند المسلمين، فقام المتخلفون من المتصوفة فنقلوا حرفيا تعاليم اليهود والمسيحيين فقالوا بان هدفنا هو معرفة الله، وسبحان الله رسول الله صلى الله عليه وسلم سبق ان نبهنا الى هذا في قوله صلى الله عليه وسلم :
( تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله فتهلكوا ) وفي رواية
اخرى (تفكروا في مخلوقات الله ولا تفكروا في ذاته فتهلكوا)
لكن اين عقول المتصوفة الذين ينطبق عليهم حديث
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، ثنا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، أنبا أَبُو غَسَّانَ ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " لَتَتَّبِعُنَّ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ " ، قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى ؟ قَالَ : " فَمَنْ ؟ " .
وفعلا فهم اتبعوا اليهود والنصاري في زعمهم السعي لمعرفة الله، بخصوص الغنوصية في الشق المتعلق بالسعي لمعرفة الله عند المسيحيين سبق ان اشرت اليها في احد الردود، ولاحقا ساضيف معلومات اخرى بخصوصها عندما اترجم احد الفديوهات، اما بخصوص الغنوصية اليهودية فيما يتعلق بمعرفة الله عندهم والوصول اليه، فقد سبق ان تطرقت اليها في ردي رقم (279) من هذا الموضوع جاء فيه :
واليكم مقتطفات اخرى بخصوص التصوف اليهودي الحلولي من كتاب
حكومة الدجال الماسونية الخفية
* المتصوف في اطار حلولي لا يكترث الا بذاته
* والتصوف الحلولي، وخصوصا في اشكاله المتطرفة، هو شكل من اشكال العلمنة، فاذا كان الاله او الخالق هو مخلوقاته، فان مخلوقاته هي هو، واذا حل الاله في المادة، فان الطبيعة تصبح هي الاله (كما يؤكد سبينوزا) ويمكننا القول بان التصوف اليهودي (على وجه العموم) من النمط الحلولي، وانه ذو اتجاه غنوصي قوي، فالمتصوف اليهودي لا يتجه نحو تطويع الذات الانسانية الفردية وخدمة الاله، انما يحاول الوصول الى فهم طبيعة الاله من خلال التأمل والمعرفة الاشراقية الكونية (الغنوص او العرفان) بهدف التاثير في الاله والتحكم الامبريالي في الواقع، ومن هنا كان ارتباط التصوف اليهودي او القابالاه بالسحر، ومن هنا ايضا كانت علاقة السحر بالعلم والغنوصية، وقد وصف العالم جيروشيم شوليم الصوفية اليهودية بانها "ثيوصوفية" اي انها معرفة الاله من خلال التأمل والمعرفة الاشراقية الكونية (الغنوص) او العرفان، ومن ثم، فالتصوف اليهودي الحلولي يتجه نحو الاتحاد مع الله والالتصاق به (ديفيقوت)، وهو اتحاد يؤدي الى وحدة الوجود، ووحدة الوجود يفترض انها تؤدي الى الكشف الصوفي لطبيعة الاله وامكانية التواصل معه ثم التحكم فيه !
ولعل سمة التصوف اليهودي الاساسية انه يدور في معظمه في اطار حلولي
* وقد اطلق العارفون باسرار القابالاه على انفسهم لقب "العارفين بالفيض الرباني"
ركزوا على العبارات مثل وحدة الوجود، العارفون، والفيض الرباني ...الخ في التصوف اليهودي، نفس الكلمات التي سرقها العرب وهي كلمات كفرية فاقحموها في الاسلام هذا الدين النقي الذي بلغه رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ان يفسده المتصوفة ببدعهم. اليهود والغرب عموما قد نلتمس لهم العذر عندما يستعملون كلمات مثل معرفة الله والفيض ووحدة الوجود..الخ لانهم اصلا ليسوا مؤمنين ولا يدينون بعقيدة الاسلام، فما بال اقوام منا مثل المتصوفة يزعمون انهم مسلمين وهم يتجروان على الله عندما يستعملون كلمات كلها كفر وزندقة !!!!!!!