43-
باب إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبيان فضلهم
قال اللَّه تعالى:
{ إنما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، ويطهركم تطهيراً } .
وقال تعالى:
{ ومن يعظم شعائر اللَّه فإنها من تقوى القلوب } .
346-
وعن يزيد بن حيَّانَ قال :
انْطلَقْتُ أَنا وحُصيْنُ بْنُ سَبْرَةَ ،
وعمْرُو بن مُسْلِمٍ إلى زَيْدِ بْنِ أَرقمَ رضي اللَّه عنهم ،
فلَمَّا جَلسْنا إِلَيهِ قال له حُصيْنٌ :
لَقَد لَقِيتَ يَا زيْدُ خَيْراً كَثِيراً ،
رَأَيْتَ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ،
وسمِعْتَ حَدِيثَهُ ،
وغَزَوْتَ مَعَهُ،
وَصَلَّيتَ خَلْفَهُ :
لَقَدْ لَقِيتَ يا زَيْدُ خَيْراً كَثِيراً ،
حَدِّثْنَا يا زَيْدُ ما سمِعْتَ مِنْ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم .
قال :
يا ابْنَ أَخِي واللَّهِ لَقَدْ كَبِرتْ سِنِّي ، وقَدُم عهْدي ،
ونسِيتُ بعْضَ الذي كنتُ أَعِي مِنْ رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم،
فَمَا حَدَّثْتُكُمْ ، فَاقْبَلُوا ،
وَمَالا فَلا تُكَلِّفُونِيهِ ثُمَّ قال :
قام رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم
يَوْماً فِينَا خطِيباً بِمَاءٍ يُدْعي خُمّاء بَيْنَ مكَّةَ وَالمَدِينَةِ ،
فَحَمِدَ اللَّه ، وَأَثْنى عَليْه ، ووعَظَ، وَذَكَّرَ ،
ثُمَّ قَالَ :
«أَمَّا بعْدُ :
أَلا أَيُّهَا النَّاسُ ،
فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رسولُ ربي فَأُجيبَ ،
وأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ : أَوَّلهُما كِتابُ اللَّهِ ، فِيهِ الهُدى وَالنُّورُ ،
فَخُذُوا بِكِتابِ اللَّه ، وَاسْتَمْسِكُوا به»
فَحثَّ على كِتَابِ اللَّه ،
ورغَّبَ فِيهِ .
ثمَّ قَالَ
« وأَهْلُ بَيْتِي ، أُذكِّركم اللَّه في أهلِ بيْتي ،
أذكِّرُكم اللَّه في أهل بيتي »
فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ :
ومَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ يا زيْدُ ؟
أليس نساؤُه من أهلِ بيتهِ ؟
قال :
نساؤُه منْ أهلِ بيتِهِ وَلَكِن أَهْلُ بيْتِهِ منْ حُرِم الصَّدقَة بعْدَهُ ،
قَال :
ومَنْ هُم؟
قَالَ :
هُمْ آلُ عليٍّ ، وآلُ عَقِيلٍ ، وآلُ جَعْفَر ، وَآلُ عبَّاسٍ ،
قَالَ :
كُلُّ هُؤلاءِ حُرِمَ الصَّدقَةَ ؟
قَالَ :
نعَمْ .
رواه مسلم .
وفي روايةٍ :
« أَلا وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقْلَيْن :
أَحدُهَما كِتَابُ اللَّه وَهُو حبْلُ اللَّه،
منِ اتَّبَعه كَانَ عَلَى الهُدى ،
ومَنْ تَرَكَهُ كانَ على ضَلالَةٍ » .