اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الشيماء
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته..
بسم الله الرحمن الرحيم..
قال تعالى
﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ﴾[الآية)
-1- فريق أخذ المشهد بمجامع قلوبهم، فإذا بآثار ذلك تخرج من أفواههم تمنيًا ورغبةً أن يكونوا مثله، وأن يكون لهم ماله..
-2- وفريق آخر، لم يؤثر فيهم المشهد، لا لأنه غير مؤثر، وإنما لسبب آخر، هو وجود الإيمان الذي يجعل الإنسان لا يقف عند ظواهر الأمور بل ينفذ إلى جوهرها، إن عدم تأثر هذا الفريق يرجع إلى علمه بأن هناك ما هو أعلى قدرًا وأسمى مكانة.. وهو ثواب الله.
فالجمال ليس مظهرًا أو شكلاً ماديًا فحسب، نستطيع رؤيته من خلال اللون والمادة.. ولكنه - أيضًا - هو المعنى الذي يقوم في النفس، فيبدو من الحركة والكلمة.. من السلوك والسمت...، من المعاني النفسية من صدق وإخلاص واستقامة..
والقرآن حين يسجل أثر الجمال على النفس، لا يسجله من ميدان واحد، بل من ميادين متعددة.. ومن ذلك: حسن الحديث وجمال القول.
تَراهُ فيُعجبكَ شكلُه وكمالُ هيئتِه، ولكن سرعان ما يزول هذا الجمال عندما تقعُ على قُبحِ باطنه، وسوادِ نفسه
وقد قيل لأحدهم(إما أن تتكلم مثل لباسك، أو أن تلبس مثل كلامك).
تمعن في هذا الكلام...
اختار الإمامُ أحمدُ بن حنبل عوراءَ على أختِها، وكانت أختُها جميلةً، فسأل: من أعقلهما؟ فقيل: العوراء. فقال: زوِّجوني إيّاها.
لقد كان لهذا الكلام ومعانيه وقعٌ كبير في نفس مسلم، فقال: "والله قد حبَّبَ إليَّ السوداءَ والقبيحةَ والدميمةَ، ونظرتُ لنفسي بخير النظرين، وقلت: إن تزوجتُ يوماً فما أُبالي جمالاً ولا قبحاً، إنما أريد إنسانيةً كاملة مني ومنها ومن أولادنا، والمرأةُ في كل امرأة، ولكن ليس العقلُ في كل امرأة".
يا من تبحثون عن الجمال، إنَّ الجمالَ هو جمالُ الرّوح، جمال النفس الزكية والقلب الطاهر، جمال العفة والفضيلة، جمال العقل النَّيِّر والفكر النظيف، جمال الإنسانية الراقية.
جمال الروح ذاك هو الجمالُ *** تطيبُ به الشمائِلُ والخِلالُ
ولا تُغني إذا حسُنتْ وجوهٌ *** وفي الأجساد أرواحٌ ثقالُ
ولا الأخلاق ليس لها جذورٌ *** من الإيمان توَّجَها الكمالُ
|
ولكن نحن فى القرن العشرين.
وليس فى القرون الاولى.

انكشك يا مولانا. امزح