السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا مرحبا بك أختا عزيزة في منتدانا الذي يعجّ بأهل الخير إن شاء الله والذين سيساعدونك للعودة إلى الطريق الحق بإذن الله
لقد قلتِ الكثير أختي وكل ما قلت سببه الاختلاف الجسدي الذي ذكرته بالنسبة لي فأنا لدي إبن عمي يعاني مما تعاني منه جسديا أما نفسيا فلا فوالله إنه يتصرف عادي متناسيا ذلك الاختلاف لدرجة يفرض على الجميع نسيانها وعدم الانتباه لها لروحه المرحة واختلاطه بالجميع ,بل هو أكثرهم حديثا ومرحا وهذا ما غطى على ذلك الاختلاف.
أما قولك ان الله يعجّل لك بالعقوبة إذا أذنبت فوالله هذا ما يحسدك عليه الكثير فكلّنا خطّاؤون لكن هناك من يتركهم الله في طغيانهم يعمهون ويؤجّل عقوبتهم لكثرة ذنوبهم أو لعظمها ويفتح لهم الدنيا لذا يتمادون أكثر وأكثر فتكون عقوبتهم أكبر وأكبر،أمّا من أراد الله به خيرا فإنّه يوقفه عن الذنب بتعجيل العقوبة قبل أن يغرق في أوحالها ويخسر الدنيا والآخرة فوالله هذا معيار الكثيرين لحب الله لهم من عدمه فإن عجّل العقوبة علموا أنّ الله أراد بهم خيرا إن كان العكس خافوا على أنفسهم وحاسبوها وتداركوا الأم قبل أن يحيق المكر السيء بأهله
واعلمي اخيتي انه لو لم يكن فيك خير لما وفّقك الله للسؤال فلتنمي ذلك الخير واحسي الظن بالله فالله عند ظنِّ العبد به
ولاتظنّي أنّ كل من يحمد الله ويضحك وترينه بشوش الوجه دليل على رفاهيته وغناه وعيشه الكريم ونعمه الكثيرة فعلى سبيل المثال اخواننا بغزة وما يرونه يوميا طول حياتهم اشلاء اولادهم وقطع من آبائهم وبيوتهم المدّرة وغير ذلك كثير لا يعرفون للأمن معنى ومن العاهات والإعاقات الكثير والكثير ,لكن أنظرري إلى ما يقولون وما يردّدون دائما الحمد لله الحمد لله الحمد لله ,وليس حمد من يتضمّر وإنما حمد من باع الدنيا واشترى الآخرة أسأل الله أن يجعلك من سكان الفردوس الأعلى يارب
لاتظني أنّ خير الدنيا كلّه خير بل دائما كرّري '' لعلّه خير " وكلّ أمر الله خير حتى إن لم ندرك ذلك عاجلا فسندركه آجلا واعلمي جيدا أنّ الله فضّلك عن الكثيرين ممن غضب عليهم وكتب عليهم جهنّم أعاذك الله منها ولو فتّشتي بحياتك وأنت صافية الذهن لوجدت من النعم الكثير والذي غفلت عنه لاشغال ابليس اضعفه الله لك بهذا الحديث الذي تقولين إنّ الله لايفضّل بعضا عن بعض إلاّ بالتقوى وإن تصدّقتي اكثر من غيرك ففهذا خير لك وإن استغفرتي أكثر ن غيرك فهذا رفع لمنزلتك
واعلمي أنّ ليس كلّ العمل نؤجر عليه بالدنيا وإنما خير الأعمال ما نؤجر عليها في الآخرة فهي دار المقام والخلود وما نحن بالدنيا إلا كعابر سبيل فاصبري حبيبتي عسى الله يجمعنا جميعا برفقة الحبيب صلّى الله عليه وسلّم ويخبرك أنّ الملائكة حدّثته عن صبرك لذا هو فخور بك فأنت من أمة المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وهذه احدى النعم التي لم يحظ بها الكثيرون
الله يرفع قدرك دنيا وآخرة حبيبتي ولا تملّي من الدعاء فإنّ الله يحب من يسأله ولا تعجّلي الأجابة فالله أعلم بالخير لنا منّا