السلام عليكم إخواني،
أقسم لكم بالله أنّي لم أفهم مرض الصدفية ولم أقتنع بإمكانية شفائها في يوم من الأيام إلاّ بعد أن قرأت التفسير العلمي الذي بسّطه لنا أخونا الغالي أبو داليا، الذي لن أنسى فضله ما حييت...
مرّة أخرى لنتمتّع بروعة هذا التحليـــــل إخواني:
لمن يبحث عن تفسير علمي لمرض الصدفية، يبقى السبب الرئيسي لظهور الصدفية تأثيرخلل على مستوى انزیم Aryl Hydrocarbon Hydroxylase على الجهاز المناعي من جهة وكذلك الرابط بین نسبة هذا الانزیم وعمل الجهاز المناعي لدى الإنسان من جهة أخرى.
والتفسير العلمي البسيط هو أنّ هذا الانزیم موجود في كبد الإنسان وتحت الجلد وموزع بصفة متوازنة في كامل الجسم، والصدفیة وبشكل مختصر هي ردّة فعل نتیجة حدوث خلل مفاجئ في نسبة هذا الانزیم في الكبد وبالتالي تحت الجلد، مما یؤدي الى نشاط غیرمسبوق لنوع من مولدات المضادات الحیویة في نخاع العظم والتي بدورها تنتشر من خلال الدم لتبحث عن جرثومة لتقضي عليها عن طریق الالتحام بطریقة الشفرة الوراثیة.
وهذا النوع من المضادات الحیوية الذي ینتجها النخاع له ثلاثة أطراف تشبه حرف Y ونهایة كل طرف تختلف في الشكل المجهري عن الطرف الآخر، أي أنّ هذا النوع من المضادات له القابلية على التعرف على ثلاث أنواع من الجراثیم أو الفایروسات فقط.
والسؤال الذي يطرح هنا ایضا بشكل مختصر جدا : كیف یسبب هذا البروتین المضاد مرض الصدفیة؟
الجواب المختصر والبسيط هو أنّ أحد أطراف هذا المضاد الحیوي في تركیبه المجهریة ینسجم مع خلیة الجلد البشریة ویندمج معها كتطابق المفتاح مع القفل الخاص به، معتبرا بذلك خلیة الجلد جرثومة أو فایروس فیقتلها على الفور، فيبدأ الجلد مباشرة بتعویض الخلیة المیتة... وهكذا تستمر العملیة على مئات آلاف من خلیا الجلد فتتراكم طبقات من الجلد المیت مع الهرمون المضاد أو البروتین مسبب المشكلة في شكل قشور وبالتالي لا تتاح الفرصة أمام الجلد في منطقة التفاعل والخلل من التعافي بسبب عمل المضاد المذكور في قتل خلایا المنطقة المضطربة ومنع الجلد من تعویض الخلايا المیتة، فیحدث بالتالي الاحمرار والالتهاب تحت طبقات الجلد المیتة والتي تشبه القشور في مظهرها ...
وهكذا لا تتم اعادة انزيم AHH الى مستوياته الطبيعية إلاّ بمفعول المواد الفعالة الموجودة في قطران الفحم الحجري حيث أثبتت الدراسات العلمية أن المواد العجيبة في قطران الفحم الحجري لا تعمل على إعادة انزيم AHH إلى مستوياتها الطبيعية فقط وإنما لها تأثير مباشر على تنظيم انزيمات الكبد عموما، وذلك من خلال الاستدامة على هذا العلاج النهائي والجذري ذلك أن المواد الفعالة الموجودة في قطران الفحم الحجري تمرّ من خلال الامتصاص عبر الجلد المصاب لتصل إلى الدم مرورا بالكبد وصولا إلى النخاع .. وهذا ما يفسر وبشكل قطعي تغير انزيمات الكبد ضمن الحدود المحدودة والطبيعية بعد العلاج، على خلاف كلّ الأدوية الأخرى والتي كما تعلمون تتلاعب بأنزيمات الكبد وغيره بشكل مذموم جدا ومؤقت وأحيانا قاتل...
والجدير بالذكر أن العلماء والخبراء يتحدثون عن السلوكيات الفريدة لهذا الدواء العجيب حتى أن معظمهم أكدوا أن وراء هذا الدواء ما هو أكبر مما يمكن تفسيره بالاعتماد فقط على الأسس العلمية... وكأنّ الله سبحانه وتعالى وضع شيئا من إعجازه العلمي وأسراره الخفية في هذا الدواء...