توهن أوجاع الصداع بضع عظيمات من رأسي ..و بأنف محمر و حقيبة مكتظة على كتفي الأيمن ،
و منديل يلازم كفي اليسرى ..قد تحاملت قدمي علني أحملني من بين أكوام الغبار
المتكدس على مبنى الطالبات الدراسي الكهل بحق ، و نحو البلاط الملكي اتجهت..
.
ولجت لمجرد إجراء نقاش قصير في مكتب أمن الطالبات..
كدت من خلاله إلا أقف عن المسير حينما هممت بإدارة ظهري عائدة .. إلا أن ..
دوي انفجار ووميض خطفني ..
.
يساراً نحو مشبك كهرباء كدست عليه الأجهزة حتى بات لا يطيق أياً منهن ..وفي الثوان نفسها ..
صحت فوراً بإحداهن الأقرب إليه : "افصليه بسرعة ..افصليه من المشبك كي لا يحدث حريق .."
هن السيدات أم الآنسات قد كن ..
.
ولكنهن بلا ضير أكبر مني سناً ؟ وأضخم جسامة ؟ وأحد صوتاً لطبيعة عملهن ؟!
وقفن منتصبات جميعاً ينظرن من بعيد ،
وبعضهن أو هي تضع يديها على خديها وهي تنظر بذهول ..
حينها رميت الحقيبة وما بيدي ، وهرعت أفصل المشابك كلها ..
وبمشاعر حنق وهلع ليس لذات الخوف وإنما لذات المفاجأة على غرة نطقت :
عندما يحدث مثل ذلك افصلن المشابك بسرعة تجنباً للحريق !
ثم خرجت ،
.
حينئذ لا أشعر بأن نفسي تصدقني أكثر من تلك اللحظة وهي تردد :
" مظاهر الناس ليست دليلاً عليهم " .