الحلقة الثالثة:
بعنوان: عرس وجرس
اليوم عرس أخيها الأكبر، لبست منال أفضل ثيابها وتعطرت وكلها أمل أن يظهر " الفارس الهمام الذي طال انتظاره وكأن حصانه يمشي على البيض"
جلست مع الحضور، فالعرس في بيت أهل العروس وهي تعتبر من المدعوين.... الكل سعيد ويرقص ويفرح والعروس تنتقل بين الأزياء....
وبعد ساعة جاء أخوها الأصغر ومعه شاب وسيم، شكله ليس بالغريب عنها، إنه شادي ابن جيرانهم في الحي القديم...
ياااه كبر شادي، الذي كانت تلعب معه وهم صغار في حارتهم، جر كرسيا وجلس متحمسا لاسترجاع أيام الطفولة الخالية، شاب في الثلاثين من عمره، مهندس، وسيم وفوق كل هذا ابن عائلة ثرية وطيب ومتخلق " على أساس أنها تعرف خبايا الأمور"
مرت أربع ساعات وكأنها ربع ساعة ....
ذهب شادي وترك رقم هاتفه وأخذ معه قلبها الجاهز للأخذ...
ذهبت إلى بيتهم وهرمون الدوبامين في أعلى درجاته، وقلبها المسكين يرفرف من جديد، كمثل الطائر الذي يرفرف بجناحيه فرحا بطعم الصياد...
يااه مرت أشهر لم تفق على فكرة أو خيال أو حلم جميل في عش جميل، لم تفكر في فارس أحلام خال من العيوب والآثام، ملاك طاهر لا يصحو ورائحة فمه كريهة ولا يدخل الخلاء كباقي البشر...
استحت أن تكلمه، انتظرت يوم، يومين، ثلاثة، معقولة شادي لم يحس بما أحست؟
ادعت شوقها لعمها الذي يسكن بحيهم، وانطلقت لصلة أرحامها وطمأنة قلبها عن حبيبها الجديد...
هاهو واقف مع بعض شباب الحي، رآها فجاء هاشا باشا بوصولها، فرحا بشعاعه الساحر...
لقد فطن للأمر كيف لا وهي لم تزر عمها منذ سنين عديدة، ناهيك عن النظرة الحانية التي يلتقطها الشباب بسرعة البرق، تقمص دور البليد الذي لم يفهم شيئا...
عادت بخفي حنين، لم تر ما يطمئنها أنه يبادلها نفس الشعور....
أمضت شهورا طويييلة في شك وتخمين وتحليل وفرضيات واحتمالات ولو نطقت الرياضيات لرشحتها لجائزة نوبل في الحسابات والمتتاليات...
أخيرا تزوج شادي وبدأ سيناريو الألم والفراق بعد الريبة والشك مر المذاق....
وبدأت رحلة النسيان.....
يتبع بإذن الله
بقلم: نزهة الفلاح