اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بشير المحمدي
سؤالي هل يجوز وارجوا الانتباه لسؤالي!
هل يجوز ان ندعي الله عز وجل بجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟
ليس توسل؟
انما بجاه سيدنا محمد؟ هل يجوز؟
توسل والجاه اعتقد هناك فرق
وان كان هذا الفرق
ماهو الجاه؟
وماهو التوسل؟
ياريت نعرف الاجابه وبالدليل
جزاكم الله خير
انتظركم
|
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..
الجاه و الجاهة ...هو القَدْرُ، والمَنْزِلَةُ.
ورجل مُوَجَّهٌ ووَجِيهٌ: ذو جاه وقد وَجُهَ وجاهة
وأَوْجَهَه جعل له وجْهاً عند الناس؛ وأَنشد ابن بري لامرئ القيس:
ونادَمْتُ قَيْصَرَ في مُلْكِه**** فأَوْجَهَني وركِبْتُ البَريدا..
ورجل وَجِيهٌ: ذو وجاهة
وقد وَجُه الرجلُ، بالضم: صار وَجِيهاً أَي ذاجاه وقَدْر.
وأَوجَهَه الله أَي صَيَّرَه وَجِيهاً.
ووجَّهَه السلطانُ وأَوجَهَه: شرَّفَه.
التوسل معناه التقرب وطلب الزلفى والقربى إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا التوسل هذا معناه في اللغة، ولذلك يقول الشاعر:
إذا غفل الواشون عدنا لوصلنا *** وعاد التصافي بيننا والوسائل
وتطلق الوسيلة أيضاً على المحبة، ومنه قول الشاعر:
إن الرجال لهم إليك وسيلة *** إن يأخذوك تكرمي وتحببي
فإذن التوسل هنا والوسيلة معناهما التقرب والمحبة.
- الوسيلة الأولى: الأعمال الصالحة التي يعلم الشخص إخلاصه فيها لله، سواء كانت قليلة أو كثيرة، فالله سبحانه لا ينظر إلى كثرة الأعمال، فهو الذي أمدّ صاحبها بها، لكن ينظر إلى الإخلاص، ولذلك جاء في الحديث الصحيح: "لا ينظر الله إلى صوركم ولا إلى أعمالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم"، فما كان من الإخلاص في العمل ولو كان يسيراً جداً فإنه يمكن أن يسأل الشخص به الله سبحانه وتعالى، ولذلك علمنا الله تعالى أن نسأله بإيماننا، لأن الإيمان يندر جداً أن يؤمن الشخص وهو مراء أو مسمع بإيمانه، فقال: {الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا}، الإيمان يندر جداً أن يكون الشخص مسمعاً أو مرائياً بإيمانه، لكن غيره من الأعمال يكثر فيها الرياء والتسميع، وقد قصّ علينا الرسول صلى الله عليه وسلم قصة أصحاب الرقيم الثلاثة وما سألوا الله تعالى به، وكل شخص منهم سأل بعمل علم إخلاصه فيه لله تعالى، فإذن كل شخص منا الآن لديه عمل ولو قليل كإماطة الأذى عن الطريق أو أنه مرة من المرات ذكر الله خالياً، أو أنه أعان شخصاً في حاجة أياً كانت مخلصاً فيها لله فيجوز له أن يتوسل إلى الله تعالى بإخلاصه في ذلك العمل الذي عمله، إذن هذه واحدة.
- الوسيلة الثانية: هي الوسيلة إلى الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، فهذه مشروعة إجماعاً أيضاً مثل سابقتها، ولذلك يقول الله تعالى: {ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها}، وقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء بأسماء الله وصفاته في كثير من الأحاديث التي تحفظونها وتقرءونها.
- الوسيلة الثالثة: دعاء الله تعالى غير المباشر، معناها أن تبحث عن عبد مؤمن يسأل لك حاجتك وهو صادق في مسألته، فالشخص إذا أتاك يريد حاجة لنفسه قد لا تقضيها له بالنسبة لمعيار الدنيا لأنه هو عاص أو مفرط، لكن إذا أتاك يريد مسألة لغيره فإن ذلك عادة مدعاة لأن يخلص في ذلك، فتكون مسألته لغيره من عمله، ويكون مخلصاً فيها فيستجاب له، ولذلك حضنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الدعاء للمؤمنين بظهر الغيب، وذكر أن كل شخص دعا لأخيه بظهر الغيب عند رأسه ملكان يدعوان له بمثل دعائه فيقولان: "آمين ولك بمثله"، كل من دعا لأخيه بظهر الغيب يدعو له ملكان فيقولان: "آمين ولك بمثله"، فهذا أيضاً حض لنا على الدعاء بظهر الغيب لأنه ليس فيه تسميع ولا رياء.
. وهذه هي التي يغلط فيها كثير من الناس هذه الوسيلة، هذه إنما تكون لشخص حي يتوسم فيه الخير فتأتيه فتوصيه أن يدعو الله لك بظهر الغيب، كما قال أبناء يعقوب ليعقوب حين سألوه أن يستغفر لهم، أرجأ ذلك فقال: {سوف أستغفر لكم ربي إنه هو الغفور الرحيم}، وهذا الدعاء المذكور في قول الله تعالى مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم: {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم} صلاتك المقصود بها دعاؤك، فدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم سكن للأموات في قبورهم وللأحياء في حياتهم، ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن هذه القبور مظلمة على أهلها، وإن الله ينورها عليهم بدعائي لهم"، فالقبور مظلمة على أهلها ومما ينورها الله به على أهلها دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم لهم، فلذلك يشرع أن تسأل عبداً مؤمناً أياً كان أن يدعو الله لك، ودليل ذلك ما ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى عمر بن الخطاب إذا أتاه أويس القرني ولقيه أن يسأله أن يستغفر له، والصحابة رضوان الله عليهم سألوا أويساً القرني أن يستغفر لهم، وقصته بكاملها في صحيح مسلم في الحديث الطويل، فإذن هذه هي الوسيلة الثالثة.
. أما التوسل بعمل شخص آخر أو بذاته، أو بشخص ميت مثلاً أو غائب فهذا لم يشرع لم يأمرنا الله به حتى ولو كان الشخص عظيم الجاه، بل ولو كان أعظم الناس جاهاً على الله وهو رسولنا صلى الله عليه وسلم، فالأنبياء كلهم عظيمو الجاه عند الله، ولذلك قال الله تعالى في وصف موسى: {وكان عند الله وجيهاً}، وفي وصف عيسى: {وجيهاً في الدنيا والآخرة}، والرسول صلى الله عليه وسلم أعظم وجاهة عند الله من موسى ومن عيسى..
خلاصة القول..عبارة عن سؤال لمن يدعي غير ما ذكرت..
هل ثبت بالسند الصحيح أن الصحابة أو التابعين أو تابعيهم يقولون في دعاءهم ..نتوسل إليك بجاه نبيك أو بذات نبيك؟؟؟
علما أن هؤلاء هم خير القرون الثلاثة المفضلة..و أن جمهور تابع التابعين انقرضوا في أواخر الدولة ألأموية
وهل للخلق حق على الخالق؟؟؟ حتى نقول بحق فلان؟؟؟
***
اخي الفاضل بعد ردك سوف أنقل الموضوع إلى قسم الفتاوي الشرعية