عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24-05-2013, 02:05 PM
نور نور غير متصل
ادارية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: بيروت
الجنس :
المشاركات: 13,572
الدولة : Lebanon
10 اشتقتُ إليك حبيبي الغالي ...

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

والدي الحبيب الغالي
رحمك الله و أسكنك فسيح الجنان و جمعنا و إياكَ في جنان النعيم ، آمين



ما أصعب فراقك والدي الغالي
اليوم منذ الصباح دموعي لا تفارقني ، و لا رغبة لي في شيء
أغمض عيناي لأراك فيهما و أسمع صوتك و أذكر كلماتك ...



اليوم أفتقدك كثيراً ، أحتاجك كثيراً ، أشتاق لحضرتك كثيراً



اليوم الذكرى السنوية لوفاتك حبيبي
اليوم الذكرى لغيابك عنّا يا حبيب عقلي
غيابك عنّا بالمكان ، و لم يكن يوماً بالحياة معنا
ما زلت في تفاصيل كثيرة بحياتنا
ما زلت في تفاصيل كثيرة في عقلي مما علمتني اياه ، بأخلاقي مما وجهتني به



نحن في شهر رجب حبيبي ، الشهر الذي يسعدك قدومه لأنه يعلن اقتراب شهر رمضان المبارك الذي كنت تحب و تنتظر



نحن في موسم الكاردينا أبي الغالي ، الزهرة البيضاء كنقاء قلبك و طيب روحك ،
الزهرة التي كنت تعشق رائحتها و تملأ الغرفة كل يوم بها في موسمها و تحضرها لنا مع كل مساء عند عودتك و تعطيني بعضا منها ( أسأل الله عز وجل أن تشم رائحة الجنة ) ...



نحن في فصل الربيع يا مهجة فؤادي ، الفصل الذي كان يتعبك جداً و يضيق تنفسك خلاله فأتعب فيه معك لتعبك ...



نعم نحن في الفصل الذي كان يجعلك تدخل المشفى مراراً و نحن في الفصل الذي توفيت فيه عنّا و غبت عنّا ...



اليوم حرصت أيضا أن ألبس اللون الأبيض من أجلك ..
و لبست حجابي الملون ..
لقد كنت مثلي تحب اللون الأبيض بنقائه و تحب الألوان المفرحة الباسمة ... و تكره اللون الأسود ..


أذكر كلامك الجميل لي عندما تناديني ابنتي الجميلة الحلوة مع ابتسامتك العذبة ..
كنت أعرف أني جميلة بعيونك وتعنيها لأني ابنتك و لن تقولها كما يمكن أن يقولها لي غيرك ، جمالي بعيونك كان نقياً صافياً ..




اشتقت إليك حبيبي
اشتقت لصوتك الدافىء و نظرة عينيك الحنونة و ابتسامتك الهادئة
اشتقت إلى لمسة يديك على رأسي ..
اشتقت لكلماتك الطيبة و لرضاكَ عليّ (الله يرضى عليكِ يا بنتي دينا و آخرة و في كل وقت )
آه كم أفتقد كلماتك برضائك عليّ ...


افتقد حبك والدي الحبيب ، فحبك يختلف عن حب الجميع لي .. حبك الحنان و الأمان ...



اشتقت إليك كثيراً يا أغلى الرجال
اشتقت لحروف كلمة ( بابا) ... أشتقت لقولها و لسماعها بصوتك الحنون


في مثل هذا اليوم ، تأخرت بالنوم على غير عادتك صباحاً
اعتقدتك نائما بعد تعب ليلة سابقا ..
ظننتك نائماً فقد كنت تضع يديك على صدرك و كأنك تصلي ، و كنت مبتسماً ..
قلت الحمدلله أنك ما زلت نائم لترتاح .. و قد كنت ترتاح فعلا .. ترتاح دون ألم و لا تعب بعدها ... لترتاح إلى جوار ربك ..




اشتقت لأول رجل في حياتي رأيته و نظرت في عينيه و احتضنني بخوفه عليّ
أفتقد خوفك عليّ والدي الحبيب
أفتقد وصاياك و حكمتك في الحياة
ليتك معي فأنا أحتاجك كثيراً



منذ أيام كنت أقرأ أحدى رسائلك بخطك الجميل و كلماتك البسيطة الحنونة الحكيمة و فيها وصية منك ، وصية نعمل بها كما وصاياك لنا دائماً ..
وصيتك أحتفظ بها على هاتفي بخط يدك ...




كلماتك والدي الحبيب حين تسمع أحد يقول كلمة ( مستحيل ) ...



بابا ما في شي اسمه مستحيل
في شي أسمه نحاول و نجرب عشان ننجح
بدنا ناخد لازم نعطي
طالما عنّا عقل و إرادة لا تفكروا بكلمة مستحيل
جربوا و افشلوا و حاولوا مرة تانية و ثالثة ، خلوا الفشل يزيدكم عزيمة للنجاح حتى ما تخلوا المستحيل هو نهاية الطريق...



جرب و تعلم من أخطائك عشان تنجح ..
لا خاب من استشار ، استشيروا من هم أكثر منكم خبرة و معرفة بالحياة ، لأن الحياة تجارب و عبر ...


كنت تقول لي دائما قبل ما تطالبوا بحقوقكم تذكروا واجباتكم ...


هذا كلامك حبيبي ... أذكر كلماتك دائماً ... و أحفظ وصاياك والدي الغالي ...




كم كنت رائعاً بحياتك و كم أنت رائعاً بحضورك بيننا رغم غيابك بكل ما علمتني اياه و كل ما أذكرك به



أبي الحبيب ، كفة الميزان اهتزت يوم وفاتك
حضرتك و والدتي الحبيبة كفة الميزان لنا
انت بهيبتك و وقارك و عقلك و الأمان بوجودك و والدتي بحبها الطاغي و حنانها و خوفها و حرصها علينا ..



اشتقت لمدرستك أبي الحبيب ، مدرسة التوجيه بالحكمة و الطيبة و الحب ...



أسأله عز و جل أن يرحم والدي و يغفر له و يعفُ عنه و يسكنه فسيح الجنان مع الشهداء و الصديقين ..



رحمك الله حبيبي الغالي والدي الحنون الرائع ..





أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يغفر لوالدي الحبيب
اللهم اغفر له و ارحمه و أعفُ عنه وعافِه يا أرحم الراحمين




حفظ الله والدتي الغالية من كل سوء
و حفظ أباؤكم و أمهاتكم و أكرمكم برضائهما عليكم و بركم لهما




و رحم الله جميع أموات المسلمين ، آمين


لا تنسوا والدي الحبيب من صالح دعائكم ، جزاكم خيراً



و السلام ختام و خير الكلام و الصلاة و السلام على رسول الله




.
__________________




و لربّ نازلةٍ يضيق بها الفتى ذرعاً ، وعند الله منها المخرجُ
ضاقت .. فلما استحكمت حلقاتها .. فرجت .. و كنت أظنها لا تُفرجُ






.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.50 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.86 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]