رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الثالثة عشرة...
في الحلقة الماضية: نعم الزوجان ببعض الهدوء والصفاء على مائدة الطعام.... وفجأة طرق ضيف الباب...
في هذه الحلقة بعون الله
قال هيثم باستهجان: من يزورنا الآن.....نظرت إليه منى نظرة توشي بتساؤل أتفتح الباب أم لا....
قام هيثم متثاقلا وقد فهم نظرة زوجته....
إنه وسيم صديق هيثم....
رحب به هيثم محاولا إخفاء انفعاله: أهلا يا وسيم، أطلت الغيبة يا رجل....
وسيم بضحكته المعهودة: إنها المحاماة وصراعاتها يا صديقي.... شغلتني عنكم....
دلف الرجلان إلى صالة الضيوف، وأسرعت منى لتحضر مشروبا ....
نادت زوجها....أعطته الشاي والحلوى وسألته أتعد طعاما أم لا....فأجابها بالنفي....وانصرفت لغرفة الطعام نظفت المائدة ثم المطبخ....وذهبت إلى غرفتها....تقرأ صفحات من كتاب ثم تخلد إلى النوم....ملازمة السحر الرائع...الاستغفار....
بينما بدأت السهرة مع وسيم....وهيثم مرهق وبات النوم حلما لذيذا يداعب أجفانه....ويرجو من كل قلبه ألا تطول زيارة الضيف ثقيل الظل....
وسيم ضاحكا: ما أخبارك يا عم هيثم....اشتقنا لك....لم أرك منذ زمن مع المجموعة....
هيثم متذكرا أصدقاء لم يرهم منذ زمن: الحياة ومشاكلها....على ذكر المجموعة كيف حال الشباب؟....
وسيم: بخير....التقينا البارحة وسهرنا معا....افتقدنا صحبتك الجميلة....
هيثم مجاملا: جميل....بلغهم سلامي الحار...ثم قال بلهجة مبالغ فيها....وما الذي ذكرك بي اليوم.....
وسيم محرجا: بصراحة جئت لموضوع مهم....منذ أسبوع وأنا أفكر فيه....ولم أعد أطيق الانتظار...
هيثم: خيرا؟ لم لم تتصل بي هاتفيا لأستعد لاستقبالك؟ ...
وسيم: اتصلت لكن يبدو أنك غيرت رقمك...وحاولت إرسال بريدا إلكتروني لكن لا جدوى....
هيثم: نعم غيرت رقم هاتفي وبريدي منذ سنة....
وسيم ممازحا: أهو الزواج يا أبو الأسود؟ ....وانفجر ضاحكا....
هيثم غاضبا: بل هو تمييز الخبيث من الطيب....وتنظيم العلاقات.... خيرا لم تقل لي ما الخبر؟
وسيم متلعثما: بدون مقدمات....أأأأأ....جئت خاطبا....
هيثم مستغربا: خاطبا؟ من؟
وسيم محرجا: أختك الكريمة ميساء...
هيثم متمنيا أن يكسر كأس العصير على رأس صديقه: وأين رأيت ميساء....لتفكر في الزواج بها؟....
وسيم محرجا: في محكمة الأسرة، لمحتها ثلاث مرات....لم أجرأ على الاقتراب منها...
تتبعتها....سألت وتحريت عنها...فعرفت اسمها الرباعي...وأفراد أسرتها....واكتشفت أنها أختك....
هيثم ممتعضا: ولم يا سيدي لم تجرأ للاقتراب منها...وأنت الوسيم الذي تتمنى النساء الفوز بنظرة منه؟
وسيم وقد زاد حرجه فهيثم صديقه ويعرفه جيدا: بصراحة انبهرت بزيها وأخلاقها...طالما تمنيت امرأة عفيفة طاهرة تحمل اسمي وتربي أولادي وتشاركني حياتي ....وما إن رأيت أختك حتى انبهرت وقلت هذه من تستحقني....
هيثم يخفي فخره بأخته ويسأل: وما أدراك بأخلاقها، ألم تقل لمحتها ولم تجرأ على الاقتراب؟
وسيم مصطبرا: تعاملها في المحكمة مع الناس، غضها بصرها، تعاملها المحدود والمنضبط مع الرجال، زيها الساتر...قصدها في مشيها....سمعتها الطاهرة...صديقاتها الصالحات....علمها...فكرها....فقد سألت عنها في الجامعة أيضا....
هيثم ببرود مصطنع: وامرأة بهذه المواصفات....ألا تتفق معي أن زوجها سيكون مميزا مثلها؟
وسيم وقد فهم ما يرمي إليه هيثم: هيثم أرجوك الماضي مضى ومات...دعنا في الحاضر والآت....اسألها...وما يدريك...لعلها توافق....وأي طلب أنا جاهز لتلبيته ....وصداقها فيلا مجهزة باسمها....وعشرة آلاف دولار وديعة في البنك....
نظر إليه هيثم وقال: سبحان الله...لم تتغير....يا وسيم القصة قصة توافق وليست قصة مغريات مادية....عموما لعله خير....أسأل أهل البيت وأرد عليك....
وسيم بلهفة: متى؟
هيثم: بعد ثلاثة أيام إن شاء الله....
انصرف وسيم بعد وعد من هيثم بذكر محاسنه فقط.....
خلد هذا الأخير إلى النوم....بينما خرج سمير من بيتهم بهدوء...مخافة أن يراه أحد....
يتبع بعون الله تعالى
بقلم: نزهة الفلاح
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله
أختكم: نزهة الفلاح
|