ماجي و محمود يقفان في منطقة التدريب . ماجي تمسك بمسدس و تشرح لمحمود كيفية استخدامه وتخرج خزانة الرصاص و تركبها ثانية.
ماجي : تخرج الخزانة هكذا ( تخرجها ) و تعيد تركيبها هكذا ( تركبها ) . وتسحب صمام الأمان و السلاح الآن جاهز للإطلاق .( تعطيه إياه ) حاول الآن.
محمود : ( يأخذ السلاح و بسرعة يخرج الخزانة ثم يعيد تركيبها و يسحب الصمام ثم يلفه حول إصبعه موجها قبضته إليها ) تفضلي .
ماجي : ( بإعجاب ) مم . مهارتك تثير الإعجاب . حسنا حاول أن تطلق على الهدف هناك.
محمود : ( يرفع المسدس و يوجهه نحو الهدف ثم يطلق على الهدف عدة طلقات. ثم يخفضه . يتحرك الهدف متوجها إلى محمود ثم يتوقف وقد أصاب محمود منتصف الهدف أو بالقرب منه . ينظر إلى ماجي ) ما رأيك؟
ماجي :جيد .أين تعلمت هذا ؟
محمود
وهو يركب خزانة جديدة في السلاح ) نحن في غزة لنا أساليبنا
ماجي : (تنظر إلى ساعتها ) حسنا . لقد حان وقت الراحة . سنتناول وجبة خفيفة و بعدها ننتقل إلى غرفة الدروس الإستراتيجية.
يظهر زيد وهو ينظر في كتيب , و أمامه الجهاز على طاولة صغيرة .يمسك بقلم ويكتب في الورقة ثم ينظر مرة أخرى في الكتيب .
يدخل عليه أحمد وكان يحمل في يده لفافة صغيرة
أحمد : معذرة يا زيد. لقد جاءت هذه اللفافة باسم والدك رحمه الله و لما علم محضرها بذلك أراد أن يعطيها لك
زيد : ( بدهشة ) هذا والله أمر عجيب. من مرسلها؟.
أحمد : يدعى عبد الرحمن المصري
زيد : هذا الاسم ليس غريبا علي . ( يفكر ) لقد تذكرت . إنه عم عبد الرحمن . إنه كان صديق حميم لوالدي رحمه الله . ولكنه ذهب إلى فلسطين ولا أتذكر السبب ربما منذ حوالي خمس عشرة سنة. أعطنيها من فضلك.
( يعطيها له أحمد فيقوم بفتحها .فيجد فيها ورقة و ملابس لطفل قد بدا عليها القدم و فردة حذاء)
أحمد : ما هذا ؟
زيد : (وهو يمسك بالورقة ويقرأها) سنعرف حالا من هذه الورقة( يقرأها زيد ثم ينظر إلى أحمد ) والله إن ما يقوله كاتب هذه الورقة لأمر طالما تمنيناه
أحمد : ( بتعجب ) كيف؟
زيد : ( ينظر إلى الورقة مرة أخرى ) تقول هذه الورقة أن جماعة من المقاومة الفلسطينية يسعون لتوحيد جهودهم مع جهودنا و سيأتي مندوبا من طرفهم للاجتماع بنا لشرح ما ينوون عمله .
أحمد : ( و العجب لم يفارقه ) أمعقول هذا ؟ و لكن كيف سيتم الاجتماع و عين العدو لا تنام عنا ولاعنهم؟
زيد : ( بحماسة ) و الله إنه لداهية ؟ لقد وضع طريقة رائعة تمكننا من عمل ذلك و برعاية العدو بنفسه
أحمد : أهذا معقول ؟
زيد : و لكنا نحتاج إلى بعض التحضيرات و إلى شخص نثق به و نثق برجاحة عقله و بإلمامه بالقضية العربية.
أحمد : ومن يكون هذا الرجل
زيد : ليست هو إنها هي . أنسب شخص لهذا الأمر هي سلوى . إنها تعرف عن هذه القضية أكثر من أي أحد آخر حتى أكثر مني أنا .( و عيناه تنظر إلى سقف المكان كمن يحلم وهو يقظان ) آه لو يسر الله هذا الأمر لتكونن ساعة العدوان قد أزفت .
أحمد : ( وقد انتقلت الحماسة له ) صدقت والله.وماذا عن بقية الأشياء ؟
زيد : ( باستفهام ) أي أشياء ؟
أحمد : القميص و الحذاء
زيد
كمن تذكر ) آه ( ينظر في الورقة مرة أخرى و يقرأ قليلا) إنه يقول إنهم لفتى قد عثر عليه صديق له أثناء المذبحة و قام بتربيته حتى أصبح رجلا و يطلب مساعدتنا في العثور عليه.
أحمد : وماذا ستفعل ؟
زيد : سنحاول ذلك و لكن لدينا مهام أكبر الآن . نحتاج أن نتم تحضيراتنا في غضون أسبوع
أحمد : حسنا أأستدعي سلوى ؟
زيد : ليس الآن , دعها تسترح قليلا.وسأذهب أنا لملاقاتها
أحمد : ( بتوجس ) ألا تخاف أن يتعرف عليك أحد من العملاء ؟
زيد : ( بسخرية ) أي عملاء يا أخي العزيز .نحن نعرفهم من أولهم لآخرهم و في هذه اللحظة تقوم فرق من رجالنا بأسرهم للتحقيق معهم .
أحمد : ( يبتسم ) يا لك من داهية ؟
محمود و ماجي يتناولان الطعام . محمود ينظر إلى صحنه و ماجي تنظر إليه و عيناها لا تتجاوز وجهه و قد مالت بجسمها على الطاولة قليلا.يستمر في الأكل لفترة ثم يرفع بصره إليها فيصطدم بنظراتها له فيتراجع بوجهه قليلا .ثم يتابع طعامه ويعيد نظره إلى صحنه
ماجي : هل أنت مرتبط يا محمود ؟
محمود : ( بدون أن يرفع نظره أو يتوقف عن الأكل ) لا
ماجي : أتعجب لهذا . إن لك من الصفات ما يجعل أي فتاة ترغب فيك بشدة .
محمود : ( يتوقف عن الأكل و ينظر إليها ) أنا لا أؤمن بهذه العواطف .
ماجي : إنك لشخص غامض حقا يا محمود. ( تعتدل في جلستها )ما رأيك فيﱠ يا محمود ؟
محمود : أنا لا أملك أن أعطيك جوابا بما أني لم أتعرف عليك بما فيه الكفاية ؟
ماجي
منزعجة قليلا ) أقصد كأنثى .
محمود : امرأة جميلة .
ماجي : ( تبتسم ) فقط.
محمود : ( ببرود ) لا أعلم .هذا ما أراه فيك.
ماجي : ( غاضبة ) إذن انهي طعامك .ليس لدينا مزيدا من الوقت لنضيعه.
محمود : (ببرود و يضع ملعقته على الطاولة ) لقد انتهيت.