يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....
التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...
الحلقة الثامنة...
في الحلقة الماضية: صفت النفوس بعد نزغ شيطاني ثم اضطربت القلوب بطرق شديد ومفاجئ للباب...
في هذه الحلقة بعون الله
قام هيثم من مكانه مفزوعا....فتح الباب....فإذا بها جارتهم رأسها مخضب بالدماء ...
قالت باستعطاف: أنقذني يا أستاذ، كاد يقتلني....
منى وراءه مذهولة من المنظر....عقد لسانها....وقلبها قد ارتج حزنا على الوحشية الماثلة أمامها....
هيثم بسرعة: ادخلي لأفهم منك ما جرى....جرت منى إلى المطبخ....أتت ببعض الإسعافات الأولية...وهيثم يسمع الجارة....
الجارة تلهث وتمسك رأسها...فهم هيثم من كلماتها أن زوجها أجهز على رأسها بطاولة متوسطة الحجم وأمسك بشعرها...وظل يضرب رأسها مع الجدار، كادت تلفظ أنفاسها وظلت تدعو داخلها وتتذكر أي عمل صالح فعلته في حياتها.... هداه الله وانسحب فأغمي عليها....بعد مدة لا تدري أطالت أم قصرت....أفاقت فوجدت ابن زوجها ذو الستة عشر عاما...يسكب عليها بعض الماء لتفيق وقد ساءه حالها...ويضمد الجراح ويسعى لوقف النزيف....أما الزوج فقد خرج غير آبه بما فعل...
كل هذا وهيثم يستمع ويفكر في آن واحد....أما منى فكانت تكمل ما بدأه سمير ابن زوج الجارة هدى...
نظر بعجالة إلى الأسماء في حافظة الجوال واتصل بصديقه الطبيب باسل...
نصحها باسل أن تقدم شكوى للشرطة وحاول أن يفهم منها لماذا فعل هذا...وبعد كلام طويل توصلوا أنه مريض نفسيا إثر أحداث مرت عليه في حياته منها موت زوجته الأولى...
هدأت الأمور نسبيا...ذهبت الجارة إلى بيتها بعد مساندة نفسية من الثلاثة...انصرف باسل.....بقي الزوجان وحدهما ثانية....
منى متخوفة من ردة فعل هيثم: أ أضع العشاء يا حبيبي؟
هيثم وقد تعكر مزاجه....لا لم يعد له وقت أو مكان...
خلد إلى النوم في صمت....
أما منى فانشغل بالها بجارتها....تحلل الموقف والوضع المحزن....وقد حكت لها هدى قبل مجيء هيثم بعض المواقف والوضع بشكل عام فأوصتها بكثرة الاستغفار واللجوء إلى الله....
بعد برهة تذكرت ميساء فلمعت عيناها فرحا....من يدري ربما لديها الحل لهذا المشكل المعقد....
أرسلت لها رسالة جوال...تطلب فيها رؤيتها في الغد لأمر عاجل وهام....
وأسندت رأسها تنادي النوم بالاستغفار وأذكار النوم...عله يستجيب...
يتبع بعون الله تعالى
نزهة الفلاح
على الهامش: قصة الجارة حقيقية وأبشع مما قيل فقط لم أشأ الإطالة....قصة واقعية للأسف