عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 22-02-2013, 08:01 PM
الصورة الرمزية oummati2025
oummati2025 oummati2025 غير متصل
مشروع حراس الفضيلة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2006
مكان الإقامة: morocco
الجنس :
المشاركات: 877
الدولة : Morocco
افتراضي رد: يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....

يوميات هيثم ومنى...حين تكون السعادة قرارا....


التطبيق العملي لسلسلة معا نحو حياة أفضل...

الحلقة الخامسة...

في الحلقة الماضية: وطأت منى بداية الطريق في السعادة وقررت الاصطبار عليه...

في هذه الحلقة بعون الله

وصل هيثم بيته بعد يوم شاق...أنهك فيه تفكيره...ورئته أيضا...فزادت نفسيته تأزما...وجعل الصمت ملاذه والتجنب استراتيجيته...

استقبلته منى بابتسامة كأن شيئا لم يكن...وقد ارتدت أفضل ما لديها...فكيف لا تفعل ذلك وهي تعبد ربها وترضيه من خلال زوجها...

نظر إليها بشرود....ولم ينبس ببنت شفة...ثم دلف إلى غرفة الجلوس....وأشعل جهاز التلفاز....

قالت منى في قرارة نفسها: لا بأس...يريد أن يجلس لوحده...اللهم ثبتني واجعلنا لك كما تريد...

أعدت الطعام...ثم قالت: العشاء جاهز يا حبيبي...إن وددت الأكل....

قال بغير انتباه مصطنع وتركيز على مباراة في التلفاز: لا أشعر بالجوع الآن...

قالت بلطف: كما تريد...أرجو لك فرجة ممتعة...ثم انسحبت في صمت إلى غرفتهما...

استغرق هيثم في التفكير...ولاعبي المباراة المسجلة يتنافسون على تسجيل الأهداف...وهو يفكر في كسب ثقة مديره والتطور في عمله....هل منى هي سبب تقهقره؟ ماذا عليه أن يفعل ليرتاح ...أشعل سيجارة يختم بها يومه ويحيي بها رئته تحية يومية أخيرة بعد تحيات كثيرة وهدايا نيكوتينية مكثفة خلال اليوم...

ثم قام من مكانه...متجها نحو غرفتهما...لينام...عله يرتاح من تعب التفكير...

اقترب من الغرفة...فسمع بكاء...اقترب أكثر...فسمع كلاما...

يارب يا مقلب القلوب...قلب زوجي بين يديك فألف بين قلوبنا واجعلنا لك كما تحب وترضى...

اللهم إني أرجو منك حياة سعيدة في كنفك مع زوجي الذي أحب...فلا تحرمنا منها يا رب

.......................

تراجع هيثم...وعاد إلى مكانه...

أهذه منى؟؟؟ منى التي لم تصل منذ تزوجنا...

داخلت قلبه رقة بعد قسوة تشكلت تجاه زوجته....

وضع وجهه بين يديه...يجمع شتات قلبه...

استجمع شجاعته وجرأته....

ثم عاد إلى غرفتهما وطرق الباب بلطف...

دلف إلى الغرفة فوجد منى على السرير تذكر الله...وعيناها محمرتان من أثر البكاء...

قبل رأسها...وطلب منها الدعاء له...فهو في كرب...

قبلت يده...ومسحت على رأسه...ولهج لسانها بالدعاء....بخشوع وحنان...

اللهم إن حبيبي فيك في كرب....ولا يفرج الكروب سواك...

اللهم أسعده وارض عنه وأكرمه وأعنه وقوه وبارك له في الرزق وأغدق عليه من أفضالك...واشف صدره من كل هم...ووفقه في عمله...وسدد خطاه...واجعله من الفائزين في الدنيا والآخرة...

ابتسم محاولا إخفاء دموعه...التي تطرق باب عينيه مستأذنة للخروج محررة معها أوجاع اليوم...ورقة القلب المفاجأة التي دغدغت شغاف قلبه...غمرته بإحساس انكسار لله ...استغربه ويحاول استيعابه...

ثم قال: آمين يارب...

أعدي لنا العشاء...أكرمك الله حبيبتي...

ذهبت منى إلى المطبخ...وأقفل الباب في حذر...وحرر دموعه الأسيرة...فجرت حرة طليقة تطهر القلب وتهدئ النفس...

هدأ أخيرا...غير ملابسه...استحم...توضأ...

وسجد لربه...معانقا الأرض بعد سنوات من الهجر....

.................

أما منى...فتأخرت في المطبخ....تجنبا لإحراج زوجها...

ما أطعم الأكل سلمت يداك حبيبتي...قالها هيثم وهو يأكل بشهية وراحة عميقة...

بالهناء والصحة والعافية يا زوجي الحبيب...قالتها منى وقلبها يرقص فرحا ببشرى التغيير....ويسبح حمدا للكريم الحميد ...

أذن الفجر مؤذنا ببزوغ أمل في الله بعد ليل ساكن... قامت منى فتوضأت وأيقظت هيثم بلطف,,,قام بنشاط لم يعهده...

صلى وهي وراءه ...وحمد الله تعالى ودعا أن يبارك لهما فأمنت على دعائه...عاد إلى فراشه ليكمل نومه...فاليوم عطلة ...

أما منى...فقد بسطت السجادة وجلست تستغفر وتحمد وتهلل وتحوقل...وتلت ما تيسر من القرآن,,,رغم الجو البارد إلا أن حلاوة الشعور الجديد جعلتها تتجاهله...

جهزت وجبة الفطور...استيقظ هيثم وبدآ معا يومها الجديد...

يتبع بعون الله تعالى

نزهة الفلاح
__________________
أحيانا نحتاج وقفة من اللهاث المتسارع، لنعيد التصالح مع أنفسنا وإعادة حساباتنا في الحياة الدنيا، وتصحيح المسار والقناعات والمفاهيم لتناسب حقيقة الحياة ومآلها وما ينتظرنا من سعادة أو شقاء والعياذ بالله

أختكم: نزهة الفلاح
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.10 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.03%)]