حب الله
كان عبد الله ابن حذافة اسيراً عند كسرى ملك الروم فقال له كسرى :
تولى عن دينك وادخل في ديني فقال عبد الله : لا ، الله ورسوله احب اليَّ ،
فقال كسرى لجنوده : قيدوه وأرموه بالسهام دون ان يموت ،
فأخذوه وجعلوا يضربونه في يديه ورجليه والدماء تسيل منه ولكنه لم يتولى عن دينه
فقال لهم : هاتوه .
فأمر بقدر كبيرة مملوءة بزيت يغلي وأخذ اثنين من الأسرى المسلمين وألقاهم في القدر فتلاشوا في الزيت ،
وأمرهم أن يلقوه في القدر ، فلما جآءوا به أخذ عبد الله يبكي
ففرح الملك وقال لهم: هاتوه ، ظناً منه انه خاف من الموت ويريد ان يشرك بالله
فلما سأله عن بكائه قال له : انا بكيت لأن لي نفساً واحدة وهي ستخرج الأن
فتمنيت إن كانت لي بعدد شعر رأسي أنفس تخرج الواحدة تلو الأخرى حباً لله عز وجل،
فعظم ذلك على كسرى وقال له: انك عظيم ،، خذ رأسي وقبلها وأنا اعطيك جميع الأسرى تأخذهم وتعود بهم الى بلدك،
ففكر عبد الله في قول كسرى وقال في نفسه :
ماذا أخسر من تقبيل رأسه وقد عُرِضتُ قبلها على النار ولم تؤثر بإيماني
فلِمَا لا أُقَبِل رأسه وأفدي بها رؤوس المسلمين ؟
فقبل رأسه وأخذ الاسرى ورجع بهم الى عمر بن الخطاب
فقال له عمر بعد أن سمع حكايته مع ملك الروم :
تعالى يا عبد الله أُقبل رأسك. _
