السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
-----
النِفاقُ داءٌ عُضالٌ باطن, ومعنى باطن: أنه قد يكون مستشريّاً في نفس المؤمن وهو لا يدري، فمن كانَ مطمئناً من هذا المرض ربما كانَ منافقاً، قد يمتلئُ منه الرجل وهو لا يشعر, فإنه أمرٌ خَفي على الناس, وكثيراً ما يخَفى على من تلبسَّ به, فيزعم أنه مصلح, وهو في الحقيقة مُفسد.
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: ((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَثَلُ الْمُنَافِقِ كَمَثَلِ الشَّاةِ الْعَائِرَةِ بَيْنَ الْغَنَمَيْنِ, تَعِيرُ إِلَى هَذِهِ مَرَّةً, وَإِلَى هَذِهِ مَرَّةً, لا تَدْرِي أَهَذِهِ تَتْبَعُ أَمْ هَذِهِ؟)
" المنافـق ينهـي ولا ينتهـي ، ويـأمر بما لا يأتى . إذا قام في الصلاة اعترض ، إذا ركع ربـض ، وإذا سجد نقر ، واذا جلس شغر . يمسي وهمّه الطعـام وهو مفطر، ويصبح وهمه النوم ولم يسهر . إن حدثك كذبك ، وإن وعـدك أخلفك ، وإن ائتمنته خانك ، وإن خالفته اغتابـك "
فهو متردد ، متراجع ، ذو وجهين ، مريض في مواقفه وسلوكه ، منهزم عند المواقف الجدية ، يبحث عن مبررات انهزامية ، وتتلاطم في نفسه امواج التناقض الداخلي فيطفح منها الكدر ، ويغرق فيها ضميره ووجدانه فيترسخ الكفر في اصل اعتقاده وايمانه .. فهو والكافر الى مآل واحد ، بل انه ربما يكون اكثر عقاباً وعذاباً من الكافر