
01-07-2012, 10:42 PM
|
عضو متميز
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2012
مكان الإقامة: الغربة حتى أصل للجنة إن شاء الله
الجنس :
المشاركات: 261
|
|
رد: مآسي مسلمي أركان بورما المتجددة 1433هـ
أولاً: تحاول الحكومة البوذية طمس الهوية والآثار الإسلامية بتدمير المساجد والمدارس التاريخية وبناء معابد للبوذيين في مكانها، وقتل العلماء والدعاة .
ثانياً: التطهير العرقي والإبادة الجماعية للمسلمين بكل أنواع الاضطهاد من: قتلٍ وتشريدٍ وانتهاكٍ للأعراض، ومصادرة الممتلكات؛ من منازلَ ومزارعَ ومواشٍ وأموالٍ وغيرها، حيث أبيد في بعض تلك المجازر أكثر من 100 ألف مسلم .
ثالثاً: إلغاء حق المواطنة للمسلمين؛ حيث تم استبدال إثباتاتهم الرسمية القديمة ببطاقات تفيد أنهم ليسوا مواطنين، ومن يرفض فمصيره التعذيب والموت في المعتقلات،
رابعاً: حرمان المسلمين من العمل في الوظائف الحكومية ومواصلة التعليم العالي.
خامساً: العمل القسري لدى الجيش أثناء التنقلات، أو بناء الثكنات العسكرية، أو شق الطرق، وغير ذلك من الأعمال الحكومية (سخرة وبلا مقابل حتى نفقتهم في الأكل والشرب والمواصلات).
سادساً:منعهم من السفر إلى الخارج حتى لأداء فريضة الحج، وعدم السماح للمسلمين باستضافة أحد فيبيوتهم ولو كانوا أشقاء أو أقارب إلا بإذن مسبق.
سابعاً:عقوبات اقتصادية: مثل الضرائب الباهظة في كل شيء، والغرامات المالية، ومنع بيع المحاصيل إلا للحكومة العسكرية أو من يمثلهم بسعر زهيد، لإبقائهم فقراء، أو لإجبارهم على ترك الديار.
ثامناً: تقليل أعداد المسلمين بأساليب شتى كتحديد النسل وتشديد شروط الزواج والإنجاب وغيرها.
وبعد هذه السلسلة من المعاناة واستمرار حملات التقتيل والتهجير القسري لم يكن أمام المسلمين إلاّ الفرار بأغلى ما يملكون؛ وهو دينهم وعقيدتهم، فبدأ المسلمون ينزحون إلى الخارج مهاجرين إلى الله، يطرقون أبواب الدول الإسلامية المجاورة، كبنغلاديش وباكستان، وتايلند، والهند، وماليزيا، وبعض دول الخليج، وكلما زاد بطش البوذيين بالمسلمين خرج ثلة منهم وهاجروا إلى بلدان شتى، وأما من بقي داخل ميانمار بقي وسط معاناة لا تنتهي ..
أيها الإخوة الكرام:
خلال الأسبوعيين الماضيين تجدد بطش البوذيين بالمسلمين حيث تعرض عشرة من دعاة المسلمين الأركانيين إلى مذبحة شنيعة قضوا نحبهم فيها بعد أن هوجموا من قبل جماعة بوذية فتكوا بهم جميعاً ومثلّوا بحثثهم، وقد نقلت وسائل الإعلام صوراً فظيعة لضحايا هذه المجزرة التي لم تجد من ينتصر لها من قبل الحكومة الميانمارية التي غضت الطرف عنها وكأنها على اتفاق مع المجرمين القتلة، ولم تقف الأمور عند هذه المجزرة فحسب بل تعدتها إلى حرق منازل ومزارع عدد كبير من المسلمين وقتل العشرات بالنيران كل ذلك بمعاونة رجال الشرطة مع الطغمة البوذية الحاقدة على المسلمين، وتم فرض حظر
التجول على القرى التي تقطنها الأقلية المسلمة، وبعدها قامت الجماعات البوذية بتغطية من الحكومة الميانمارية بحملة تطهير عرقي وديني راح ضحيتها ألفي مسلم وحرقوا قرابة ألفين وستمائة منزل من منازل المسلمين، وبلغ عدد النازحين أكثر من تسعين ألف نازح يعيشون في العراء بلا مأوى ولا غذاء ولا دواء بعد أن رفضت دول الجوار استقبالهم، فمات من مات منهم؛ ومن عاش فإنه يعاني السقم والضياع والشتات ..
أيها المسلمون: وحتى هذه اللحظة فإن الأقلية المسلمة لا تزال تواجه أعتى أنظمة الظلم والطغيان والتمييز الديني والعرقي في تلك المنطقة وسط تغييب متعمد من قبل السلطات البوذية لهذه الجرائم والانتهاكات البشعة، ومنع وسائل الإعلام من تغطية هذه الأحداث، فغدت دماء المسلمين أرخص شيء لديهم يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لأن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على لله من أن يراق دم امرئ مسلم)) وفي رواية (( لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم)) رواه الترمذي والنسائي وحسنه الألباني. بالرغم من غلاء دم المسلم فإن المجازر باتت تقام للمسلمين في كل مكان وأصبح الدم المسلم رخيصا لا يقاملإراقته وزن
دماء المسلمين بكل أرض تراق رخيصة وتضيع هدرا
وبالعصبية العمياء تعدو ذئاب ما رعتلله قدرا
كأن لملة الكفار طرّا على الإسلام حيث أضاء ثأرا
وجرّأهم علينا أن رأونا سكوتا والشعوب تموت قهرا
وما حسبوا لأمتنا حسابا وهل سمعوا سوى التنديد زجرا
وصحيات الأرامل واليتامى تفتّتّ أكْبُدا وتُذيب صخرا
وليس لهم مغيثاً أو معيناً كأن الناس كل الناس سكرى
أيها المسلمون:
اعلموا وتيقنوا أنّ كل ما يقضيه الله ويقدّره فيه خيرٌ ومصلحة وحكمة، ولو كان ظاهره شرًا، يقول الله تعالى: {وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حديث الاستفتاح: ((والخير كله بيديك، والشر ليس إليك))، فالله -تعالى وتقدّس- منزّه في ذاته عن نسبة الشر إليه بأي وجه من الوجوه، لا في صفاته، ولا في أفعاله، ولا في أسمائه، ويدخل في هذا الأصل العظيم الذي دلّ عليه الكتاب والسنّة ما يحُلّ بمسلمي بورما من أحداث مأساوية، فلا يشكّ المؤمن أن وراء ذلك خيرا عظيمًا وحِكمًا بالغةً، {وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ}.
فمن حِكم وأسرار هذه الأحداث المؤلمة أن التمكين لا يكون إلا بعد الابتلاء والتمحيص: فقد جرت سنة الله تعالى في الكون أنه يجعل الابتلاء والتمحيص سابقًا للتمكين والعزة والرفعة، فأفضل الخلق مُحِّصوا وزُلزلوا، قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمْ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}. فأبشروا –يا أهل أركان المسلمة- بنصر وعز ورفعة وكرامة.
ومن الحِكم والأسرار أيضاً فتح باب الشهادة: قال الله تعالى : {إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} فغاية ما يتمناه المؤمن أن يموت شهيدًا في سبيل الله، ولقد فتح الله بهذه المحنة أبواب الشهادة للشعب الأركاني البورمي، فمن مات دون ماله فهو شهيد، ومن مات دون عرضه فهو شهيد، ناهيك عن ملحقات الشهادة من الموت تحت الهدم وبفعل الحرق والتعذيب. فلقد أراد الله بكم خيرًا يا أهل أركان، فمن عاش منكم عاش بعزة، ومن قضى مات بشهادة بفضل الله وتوفيقه.
وأيضاً من حِكم وأسرار هذه الأحداث: تكفير السيئات فقد علمنا رسولنا -صلوات ربي وسلامه عليه- أن المصائب والمحن والآلام تكفر الذنوب وتمحو الخطايا وترفع الدرجات، حتى الشوكة يشاكها المسلم. ولا شك أن ما أصاب المسلمين في تلك الديار من قتل وتعذيب وتشريد فيه كفارة عظيمة للسيئات ورفعة عالية للدرجات.
ومن الحِكم البالغة في هذه الأحداث: تحقيق مفهوم الجسد الواحد: فلقد أتاحت هذه المآسي الفرصة للشعوب عامة لتحقق قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)).
فها هي النداءات تتعالى والصيحات تتوالى من كل أرجاء المعمورة عبر وسائل الإعلام وعبر المسيرات والاحتجاجات الغاضبة التي تندد بجرائم البوذيين وتطالب بحقوق المسلمين فاللهم لك الحمد ملء السموات وملء الأرض .
ومن الحِكم والمعاني المستوحاة من هذه القضية: تذكير المسلمين عموماً وأهل المصائب خصوصاً بالتضرع واللجوء إلى الله جل وعلا، وربنا سبحانه يحب أن نلجأ إليه في كل الأحوال وخاصة في الضراء والبلوى، {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ}. فضجيجنا بالدعاء والإلحاح على الله فيه عبادة عظيمة وقربة جليلة. وأجمل ما فيها أننا نتعلم اللجوء إلى الله عز وجل وحده حين تنقطع السبل والأسباب، ولا يبقى للمضطر إلا الله، {وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ}.
__________________
دعوتك يا إله الكون والآلام تتّقدُ
ببابك قد أنخت خطاي لستُ لغيره أفِدُ
شكوت وماشكى قلبي لغير الله ما يجدُ
إذا كثرت همومي قلت ربي واحد أحدُ
اللهم فرج همنا وفك كربنا ويسر أمرنا وأجعل لنا من كل ضيق مخرجا
وأحفظ لى كل أحبتى
أم سهى
|