عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 01-07-2012, 10:37 PM
أخت الغرباء أخت الغرباء غير متصل
عضو متميز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
مكان الإقامة: الغربة حتى أصل للجنة إن شاء الله
الجنس :
المشاركات: 261
افتراضي رد: عن المجازر والمحرقة على الأقلية المسلمة في أركان بدولة ميانمار

أيها الإخوة المباركون.. والآن قد مضى الأسبوع الثاني ولا زالت الحكومة البورمة تشدد الحصار على أحياء المسلمين بحظر التجول: فبات مصير الأمهات والأطفال إما الموت جوعا أو القتل بالرصاص إذا خرجوا من بيوتهم.. وأما الرجال فمصيرهم القتل أو الخطف، وأما أعيانهم وعلماؤهم فمردهم الاعتقال ولا مفر لهم منه، وتجاوزت عدد ضحايا المجازر الآلاف، وبلغ عدد البيوت المحرقة قرابة 700 بيت، وتم تهجير الآلاف جماعات مما تعرض الكثير منهم للموت والغرق، كما تم تسميم آبار المسلمين، في خطة مدبرة لإبادة هذه الأقلية المسلمة من الوجود، أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعجل بالفرج عنهم، وأن ينصرهم على عدوهم، وأن يعجل بهلاكم.

الخطبة الثانية:
الحمد لله القوي المقتدر، القاهر فوق عباده، ومنه نستمد النصر، أحمده حمدا يوافي نعمه، ويكافئ مزيده، والصلاة والسلام على المبعوث إلى كل البشر، بلغ الرسالة وأدى الأمانة وجاهد في الله حق جهاده فانتصر.. أما بعد:
أيها الإخوة المصلون.. تلكم هي بعض المآسي التي يئن تحت وطأتها إخوانكم في العقيدة في منطقة أركان بدولة بورما، ولعل كثيرا منا لا يعرف عنها وعن موقعها وعن مآسي المسلمين فيها على يد البوذيين عبر التاريخ، إنها كانت في عهد من الزمن دولة إسلامية، تعاقب على حكمها 48 ملكا مسلما، دخل إليها الإسلام في القرن الأول الهجري، وقيل في زمن الخليفة هارون الرشيد العباسي علي يد التجار العرب، الذين نشروا الإسلام في شرق آسيا وجنوبها بسماحتهم وحسن خلقهم وكرم معاملتهم، وقد احتلتها دولة بورما البوذية، فصارت إحدى ولاياتها، وهي تقع بين بورما والهند وبنغلاديش، وقد تتابع فيها على المسلمين عبر فترات التاريخ قتل جماعي وحرق للقرى بأكملها، وتهجير جماعي بغية تغيير الخريطة الجغرافية بإحلال
البوذيين مكانهم، وتم بالفعل ذلك فأصبح المسلمون أقلية، وصار عددهم يقل يوما بعد يوم، مما يخشى عليها أن يأتي يوم تصبح في قائمة النسيان، كما حصل للأندلس تماما، وينبغي أن نقف على بعض الحقائق عن مآسي أهل هذه البلاد، والتي يخفى على كثير منا، وإليكم بعضها:
1- لا يملك المسلمون وسيلة ولا آلة للدفاع عن أنفسهم حتى الآلة البسيطة كالسلاح الأبيض (الساطور) ، حيث تم نزعها عنهم منذ زمن، حسب نظام وقرار الحكومة القاضي بنزع السلاح عن السكان بحجة الحفاظ على الأمن.
2- بينما يملك البوذيون أسلحة بمساندة من الحكومة.
3- الإعلام البورمي يذكر في أخبارهم عن المسلمين أشياء سلبية تاركة الجوانب الإيجابية ومنها مآسيهم، بل أشد من ذلك أنها تقلب الحقائق عن المسلمين فتصورهم بأنهم إرهابيون يشنون الحملات.
4- المناطق الشرقية لولاية أركان ذات الأقلية السكانية من السكان قطعت عنهم وسائل الاتصال تماماً، ليتم فيها الإبادة الجماعية وحرق القرى بأهلها بأكملها.
5- وللبوذيين جماعات إرهابية ومنظمات سرية محظورة لدى الحكومة، ورغم ذلك اشتركت في الهجوم على المسلمين بمساندة الجيش الحكومي .
أيها الإخوة المصلون.. لا زالت دماء المسلمين في أراكان تسيل إلى اليوم، واستحالت عدد من القرى ببيوتها كوما من الرماد، والحصار الحكومي وحظر التجول على المسلمين ضربت أطنابها حتى الآن، فلا يستطيع المسلمون الخروج للصلاة ولا للعمل والكسب، مما يخشى عليهم الموت الجماعي إن طال الحصار لما يحول بينهم وبين الحصول على الغذاء، ومع كل هذه الأحداث المؤلمة والإجرام البشع لا نكاد نرى من القنوات الهائلة في بلاد المسلمين
الاهتمام بسردها أمام المسلمين، وتفعيل قضيتها في الإعلام سوى بعضها وهي تمرر - على استحياء- الخبر سريعا، وكأنها لا تعنيها أمرهم، في حين لا يملك المسلمون هناك وسيلة إعلامية واحدة لبث همومهم ونشر مآسيهم أمام إخوانهم في العقيدة، وقد حوصروا بتعتيم إعلامي شامل من قبل الحكومة، فلا ناطق إلا باسم الحكومة البوذية ولا جهة إعلامية إلا جهة الحكومة البوذية، والمأمل في أصحاب القنوات في بلاد المسلمين الاهتمام بنشر مثل هذه القضية، حتى تصل إلى كافة أنحاء المعمورة لكي تخفف عنهم على الأقل الألم، وليحصلوا على تعاطف دولي ليتم الضغط على الحكومة البورمية، كي توقف هذه المجزرة وتلك المحرقة والإبادة الجماعية، ثم ما دورنا نحن عامة المسلمين إزاء هذه المأساة، فنحن على الأقل نملك وسيلة واحدة لنصرتهم ألا وهي الدعاء بأن يفرج الله عنهم كربهم، وينصرهم على عدوهم وعدوه، ويحقن دماءهم، فلا نبخل عليهم من هذه الوسيلة العظيمة، وماذا نجيب ربنا غدا إن بخلنا عليهم بها في حقهم:
أتهزأ بالدعاء وتزدريه وما تدري ما فعل الدعاء
سهام الليل لا تخطئ ولكن لها أمد وللأمد انقضاء
ثم المأمل من الحكومات الإسلامية السعي إلى الحكومة البورمية لوقف هذه المجزرة والإبادة الجماعية أداء لحق إخوانهم المسلمين المستضعفين، واتخاذ الوسائل للضغط عليها كي يتمتعوا بحقوقهم الإنسانية، وأملنا في حكومة خادم الحرمين الشريفين كبير ليقوم بهذه المبادرة، فهي السباقة دائما في حمل لواء القضايا الإسلامية، وفقها الله لذلك، ولما فيه خير للإسلام والمسلمين .. اللهم صل على محمد
__________________
دعوتك يا إله الكون والآلام تتّقدُ
ببابك قد أنخت خطاي لستُ لغيره أفِدُ
شكوت وماشكى قلبي لغير الله ما يجدُ
إذا كثرت همومي قلت ربي واحد أحدُ

اللهم فرج همنا وفك كربنا ويسر أمرنا وأجعل لنا من كل ضيق مخرجا
وأحفظ لى كل أحبتى
أم سهى
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.05 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.42 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.68%)]