بسم الله الرحمن الرحيم
مـؤسسـة المـأسدة الإعـلامية
تقــــدمـ
[ مَن يَنصُر أُمَّ سَيف اللهِ الأنصاريّة؟!]
بقلم الأخ / أبو أسامة الغريب -حفظه الله-
الحمد لله مُعزّ الإسلامِ بنصره، ومُذلّ الشّركِ بقهره، ومُصرّف الأمورِ بأمره، ومُستدرج الكافرينَ بمكره.. الذي قدّر الأيامَ دولاً بعدله، وجعلَ العاقبةَ للمتقينَ بفضله..
والصّلاة والسّلام على من أعلى الله منارَ الإسلامِ بسيفِه، وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى إلى يوم الدّين أثره..
أمّا بعد،
فهذا نداءٌ وبلاغٌ إلى أمّةِ الإسلامِ عامّة، وإخواننا ومشايخنا الصّادقين الصّامدين المرابطين –كما نحسبهم– خاصّة..
نداءٌ إلى كلّ مسلمٍ يعرف معنى العزّة والرّجولة والكرامة..
وبلاغٌ إلى أسودِ الإسلامِ وشبابِ التّوحيد في كلّ مكانٍ..
إلى العاملينَ لهذا الدّين.. إلى ناصري المستضعفين.. إلى من يحملُ هَمّ المسلمين..
لن أحدّثكم اليوم عن وجوبِ نُصرة أخواتنا الأسيرات، فقد سبقَ وأن كتبت لكم عن ذلك بما فيه الكفاية {لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}ق37[1]
ولكنّي أحدّثكم اليوم عن مصابٍ جديدٍ وجرحٍ غزيرٍ..
أحدّثكم عن مُصاب أختنا المقدامة أمّ سيف الله الأنصاريّة.. فهي زوجة أخينا الفاضل عبد الملك (فريتس جيلوفيتس)، والذي حُكم عليه بالسّجن 12 عاماً في ألمانيا[2]، والذي يقبع في زنزانته الانفراديّة منذ أكثر من ثلاث سنوات..
تم اعتقال هذه الأخت قبل ما يقارب العام بتهمة العضويّة في جماعةٍ إرهابيّةٍ ودعم الإرهاب.
وتتعرّض في سجنها إلى ظلمٍ عظيمٍ ومعاملةٍ سيّئةٍ وإذلالٍ ومهانةٍ وسبٍّ واضطهادٍ لا يعلم مداه إلا الله وحده، مما اضطرها إلى الإضراب عن الطّعام لفترة..
وحينما طلب بعض إخواننا وأخواتنا منها الكتابة عن ظروف سجنها وما تعانيه فيه من الإذلال وسوء المعاملة، رفضت ذلك قائلة: "لا أريد أن أحمّل أمتي من الهمّ والحزن ما لا تُطيق.. لا أُريد أن أتسبّب في حزن لإخواني، فوالله لو علمتم بما يحصل لي لانفطرت قلوبكم ولنفٌكّ لحمكم عن عظامكم"..
وكلما سُئلت عن حالها ووضعها قالت: {أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}يوسف 86
فلله درّها ونسأل الله لنا ولها الثّبات والصّبر..
أيّها المسلمون:
لقد تمادى أعداء الله الصّليبيين في ألمانيا في ظلمهم وبغيهم وعدوانهم..
ففي الوقت الذي تُعتقل فيه هذه الأخت ويلاحق أخوة وأخوات آخرين بتهمة دعم الجهاد إعلاميّاً، تقوم عدوّة الله المجرمة المستشارة الألمانية ميركِل بتكريم عدوّ الله الرّسام الدنماركيّ المجرم، الذي أهان رسول الله – صلّى الله عليه وسلم -، حيث منحته جائزة لسبّه لرسولنا – فداه أبي وأمّي – وقالت:
"قد يُختلف حول تقييم رسوماته، ولكن ما لا يمكن الاختلاف فيه هو حقّه في رسم هذه الرّسومات" وعدّت ذلك من حرّية الفكر والرّأي والصّحافة!"
هكذا قالت تلك الصّليبية الحقيرة الملطّخة يداها بدماء المسلمين متحدّيةً لأمّة الإسلام!!
ففضحت بذلك عدالتهم المدّعاة وأماطت اللثام عن الحقد الصّليبيّ الذي يُكنّه هؤلاء لهذا الدّين وأهله.
فحينما يُسبُّ نبينا ويُستهزأ بديننا، يُعتبر ذلك من حريّة الرّأي والصّحافة ويُكرّم من يقوم بذلك..
أما حينما نقوم نحن بنصرة أمّتنا إعلاميّاً، يُعتبر ذلك عضويّة في جماعةٍ إرهابيّةٍ ونُطارد ونُلاحق ونُعتقل ونُعذّب..
فأين حقوق الإنسان وحرّيّة التّعبير والصّحافة التي أصمّوا بها آذننا؟!
إنها حريّة الكفر والرّدة وليست حرّية الإسلام...
إنّها حقوق وُضعت للصّليبيين كي يقوموا عن طريقها بقتل المسلمين وسجنهم وتدمير بلادهم وتغيير دينهم ونهب ثرواتهم..
وصدق الله حين قال: {لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ}التوبة10.
إخواني ومشايخي:
قفوا مع أختكم وساندوها وانصروها، فليس لها بعد الله إلا أنتم..
فوالله لا خير في عيش تُذل فيه أخواتنا من قِبـــَل الصّليبيين وتُداس فيه حرماتنا بأرجل الكافرين..
أخواتكم يجأرن إلى الله صباحَ مساء: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا}النساء 75
لا بُدّ لنا من وَقفةٍ غضباً لله ثم لأخواتنا، فاعتقال الأخوات صار منتشراً هنا في أوروبّا الصّليبية، وظلم أعداء الله وعداوتهم كلّ يوم في ازدياد..
فبعد اعتقال أخواتنا في بريطانيا، واعتقال أختنا أمّ عبيدة في بلجيكا، واعتقال أختنا أمّ سيف الله الأنصارية وملاحقة أختين آخرتين في ألمانيا، قامت فرنسا قبل مدّة يسيرة باعتقال إحدى أخواتنا، حيث اقتحموا عليها بيتها وأسروها من بين أهلها..
لذلك لا ينبغي لنا السّكوت أبداً على هذا الظّلم والعدوان، فهذا ما يأباه علينا ديننا وتأباه علينا رجولتنا وعزّتنا وكرامتنا.. واللهُ سائلنا عن تلكم الأخوات، فعلينا تحضير الجواب لربّ العباد..
فمن منكم يقوم نصرةً لأختنا وبقيّة أخواتنا؟!
من منكم يقول: (أنا لها.. أنا لها)؟!
من منكم يقول: (لبيـــــــــــــــك يا أختـــــــــــــــــاه)؟!
من يجيب: (واااإسلامـــــــــــــــــــــــــاه)؟!
هؤلاء أخواتنا قـــَلّ مُعينهنّ وعــَزّ نصيرهنّ وتكالب عليهنّ شرّ الخلق من الصّليبيين والمرتدّين والمنافقين..
فوالله إمّا أن ننصرهنّ وإمّا قد يخذلنا الله تعالى..
يجب أن يعلم هؤلاء الصّليبيون بأنّنا أمّة لا ننام على الضّيم ولا نرضى الذّلّ والهوان ولا نسكت على ما يفعلوه بأخواتنا..
أيّها المسلمون:
ليس الوقت وقت اللّوم والعتاب، وإنما وقت النّصرة والدّعم والدّعاء..
وليعلم الجميع أنّ هذا هو طريق الأنبياء وأتباعهم..
قال تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ}البقرة 214.
وكما قال ورقة بن نوفل للنّبي – صلّى الله عليه وسلم – بُعيد مَبعثِه: (لم يأتِ رجلٌ قطّ بمثل ما جئت به إلا عُودي)..
فمن كان يظنّ ويدّعي أنّه على الجادّة ولم يحاربه أعداء الله تعالى وكانوا عنه راضين فليراجع دينه فإنّه على غير طريق الحقّ بنصّ القرآن..
قال تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}البقرة217.
وقال عز وجل: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}البقرة120.
أيّها المسلمون:
إنّنا اليوم على مُفترق طريقين: إمّا أن نكون وإمّا أن لا نكون..
إمّا أن نستعيد مجدنا وعزّنا وكرامتنا، وإمّا أن نعيش في ذلّ وهوان واستعباد من أضلّ الخلق وأحقرهم..
وواللهِ الذي لا إله غيره، لا عزّ ولا كرامة ولا نصر لنا ونحن جالسون ننظر إلى أخواتنا كيف يذلهنّ الصّليبيون ويعتقلوهنّ ويسوقهنّ إلى محاكمهم الطّاغوتيّة..
ولو سكتنا اليوم فإنّ أعداء الله سيزيدون في طغيانهم وعدوانهم وإذلالهم لأخواتنا وإهانتهم لديننا..
فاختاروا أيّ الطريقين تريدون، فإنه واللهِ لا ثالثَ لهُما..
ألا هل بلّغت ؟ اللهم فاشهد.
ألا هل بلّغت ؟ اللهم فاشهد.
ألا هل بلّغت ؟ اللهم فاشهد.
أسأل الله العليّ القدير أن يفكّ أسر أخواتنا وأن يستعملنا وإيّاكم في نُصرةِ دينهِ وإعلاءِ كلمته، إنه وليّ ذلكَ والقادرُ عليه..
وآخر دعوانا أن الحمد للهِ ربّ العالمين
صَلّى الكَرِيمُ على الرّسولِ مُحَمّدٍ *** ما طارَ طَيرٌ في السّماءِ وسلّما
كتبه
أبو أسامة الغريب
سجن سيمَرينج Simmering
فينّا – النّمسا
رقم السّجين: [3]86023
حرّر يوم الخميس
23 صفر 1432 من هجرة المصطفى
- صلّى الله عليه وسلم –
الموافق 27/1/2011م
_____________________________________
[1] - انظر المقالات التي نشرت من قبل مثل (ولكن أم عبيدة لا بواكي لها).
[2]-حُوكم في هذه القضية التي عرفت بقضية مجموعة ساورلاند ثلاثة أخوة آخرين، نسأل الله يفك أسرهم وأن يثبتهم
[3]- تم الإفراج عن الأخ / أبو أسامة الغريب يوم 12/9/2011 م بعد قضاءه لمحكوميته 4 سنوات، نسأل الله تعالى أن يحفظه ويسدده ويثبته.
مع تحيات إخوانكم في
مؤسسة المأسدة الإعلامية
(صوت شبكة شموخ الإسلام)
ادعوا لإخوانكم
:: ترقّبوا بعدَ قليلٍ بإذنِ الله:: الأُنشودة المؤثِّرة [ لصرخة أمَّ سيفٍ ألف سيف ]للأخ أبي الوليد الشهري
منقول